د. بلقيس النجار: مواقع التواصل خطر على الأطفال
كان الأطفال في الماضي، يكتسبون قيمهم من الأسرة والمدرسة ثم المجتمع، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت ظهور وسيلة جديدة، وهي شبكات التواصل ببرامجها ومواقعها المختلفة، والتي أصبح لها دور في تربية أطفالنا وتكوين شخصياتهم، نتيجة استخدامهم لها لفترات طويلة، منشغلين إما بالمتابعة وإما المشاركة وإما الاثنين معا.ورغم أن تأثير شبكات التواصل تحدده طريقة استخدام الشخص، سواء إيجابياً أو سلبياً، فإن بالطبع الوضع يختلف بين البالغ والطفل، حيث الطفل لا يزال في سنّ مبكرة، لم يصل الى مرحلة النضج والمعرفة والتمييز بين ما ينفعه وما يضره.وفي اتصال هاتفي مع أمينة سر الجمعية الوطنية لحماية الطفل د.بلقيس النجار، لتستطلع رأيها حول مشاركة الأطفال في وسائل التوصل، حيث أبدت أسفها من وجود العديد من الأطفال في البلاد ممن يستخدمون مواقع التواصل، من دون أدنى رقابة من الأهل.وأضافت النجار قائلة: في الوقت الحاضر اصبح استخدام وسائل التكنولوجيا ضرورة، وممكن ان يعود بفوائد جمة، الا ان الامر لا يخلو من المخاطر، لا سيما على الأطفال الذين يشاركون في شبكات التواصل في سن مبكرة جدا، ما قد يؤثر في سلامتهم وخصوصيتهم.وأكدت أن استعمال مواقع التواصل يجب ان يكون محدداً ومقنناً للأطفال من قبل الأهل، مع وجود المتابعة والرقابة المستمرتين عليهم، لا سيما مع وجود خطورة من استخدامهم لها، كما أنه قد يعرضهم لمخاطر بالغة نفسية وجسدية وغير ذلك، مما يؤثر في سلامة أبدانهم وعقولهم.أنواع المخاطروأوضحت النجار أن المخاطر عليهم كثيرة، كتواصلهم مع أشخاص وهميين أو مخادعين فيقعون ضحية للابتزاز أو الاحتيال، أو مشاهدة حسابات غير مناسبة إطلاقا، تنشر مقاطع أو صوراً ممنوعة تؤثر في أخلاقهم وسلوكهم، وكذلك حسابات أخرى قد تغرس العنف لديهم، أو مواقع تحرضهم على السرقة والتخريب وغير ذلك.وأشارت إلى أن ترك الطفل يستعمل هذه المواقع من دون رقابة، يعتبر نوعاً من الاساءة اليه لما يعرضه للمخاطر وتؤثر في القيم والمبادئ الانسانية التي يجب ان يتربى عليها، لا سيما أن الطفل لا يزال في سن صغيرة ويحتاج الرعاية والارشاد، حتى يصل الى السن التي يعرف فيها الصواب من الخطأ.وأكدت أن استخدام برامج التواصل بالطريقة الصحيحة مفيد ويوسع أفق الفرد، سواء كان طفلا أو بالغاً، الا ان استعمالها الدائم والمبالغ فيه يعزل الفرد عن المجتمع وعمن حوله، لا سيما الطفل، حيث يجعله بالذات يعيش في عالم افتراضي قد لا يطابق الواقع والحقيقة فى أحيان كثيرة.المصدر: القبس