أخبار منوعة

تكنولوجيا التعليم.. من السبورة الضوئية إلى «التابلت»

تتطوّر وسائل التكنولوجيا من حولنا يوما بعد يوم، ومع تزايد وتيرة هذا التطور وحدته، كان لا بد أن يلقي بظلاله على مؤسسات الدولة، كوازرة التربية التي تسعى بشكل مستمر إلى إدخال كل الوسائل الحديثة، في طرق التعليم، فمن جهاز «السبورة الضوئية» أو «الأوفرهيد بروجيكتور»، الذي ظهر أواخر القرن الماضي إلى جهاز التابلت الذي بدأت خطوات تطبيقه سريعة، كان لا بد من الوقوف على هذه التجارب وبيان مدى تأثيرها في العملية التعليمية بشكل عام والطالب والمعلم بشكل خاص.
السبورة الضوئية over head

يعتبر جهاز السبورة الضوئية الذي ظهر أواخر القرن الماضي أول جهاز عرض لمادة علمية، إلا أن بعض المدارس عانت من نقص في توفير هذا الاختراع الذي وفر الوقت على المعلم في رسم خريطة او جدول أو عرض بيانات أثناء الحصة الدراسية، والجهد الأكبر أثناء الحصة الدراسية كان يقع على الطالب الذي بذل كل جهده في متابعة ومجاراة الدرس، وقد سمح هذا الجهاز برفع درجة التفاعل بين المعلم والطالب داخل الحصة الدراسية.
الفلاش ميموري

ظهر مشروع «الفلاش ميموري» أو الذاكرة المتنقلة، في عهد وزير التربية الاسبق أحمد المليفي، وقد شكل ضجة واسعة في الاوساط التربوية، بل وحتى بين اولياء أمور الطلبة. وقد هدف هذا المشروع إلى تخفيف العبء عن الطالب، من خلال وضع الكتب المدرسية في ذاكرة متنقلة، بعد ظهور كثير من التقارير الطبية التي نادت بضرورة تخفيف العبء، عن ظهر الطالب لما يشكله من خطورة ومشاكل في العمود الفقري وتأثيره السلبي في نمو الطالب.

وبعد أن طبّق المشروع كان مصيره الفشل، حيث تم الاستغناء عنه بسبب عدم الحاجة إليه فعليا، ولم يكن الا مجرد نسخ الكترونية للكتاب، كما أنه لا يمكن التعديل أو كتابة ملاحظات عليه، والأهم أن «الفلاش ميموري» بحاجة إلى جهاز حاسب آلي حتى يعمل، ويتم الاستفادة منه، وهذا ما لم يوفره المشروع!
«الآيباد» وجهاز العرض

حرص كثير من الإدارات المدرسية على إلزام المعلمين والمعلمات بتوظيف التكنولوجيا الحديثة في التدريس، فما كان من المعلم إلى أن هب لشراء جهاز الآيباد وجهاز العرض «ميني بروجيكتور» واستغلال تطبيقات التدريس التي تتجدد بشكل مستمر في جهاز الآيباد، من ألعاب تربوية وبرامج تنظيم أسماء، وكشف درجات الطلبة، والخرائط والصور، مع ميزة التعديل وعرض الدرس في نسق عروض تقديمية، فضلا عن الفيديوهات العلمية والتاريخية، فكان بحق ثورة تكنولوجية أسهمت في إيصال المعلومة الى الطالب، مع رفع درجة تفاعله داخل الفصل، من خلال تحديد مواقع الدول وتوزيعها على الخريطة، فضلا عن تعبئة الجداول، وعمل المخططات السهمية والخرائط الذهنية.
السبورة الذكية

قدرت تكلفة هذا المشروع الضخم بـــ 4 ملايين دينار للمرحلة الثانوية، وفق تصريح سابق لوكيل وزارة التربية المساعد للمنشآت التربوية والتخطيط د.خالد الرشيد، وقد طبق في العام الدراسي 2014 ــــ 2015 على مدارس الكويت، إلا أن بعضها لم يلمس السبورة الذكية أو يستخدمها إطلاقا. والسبورة الذكية عبارة عن سبورة بيضاء كبيرة، يتم من خلالها وصل العروض التقديمية أو الفيديوهات العلمية وغيرها من الخصائص، من خلال «فلاش ميموري» يتم وضعه في جهاز الحاسوب المرفق بالسبورة الذكية والموزع في كل فصل. وتتيح السبورة الذكية قدرة أكبر من التفاعل، من خلال ميزة التعديل، والإضافة على كل ما يتم عرضه فيها.

وعلى صعيد متصل، دشنت الوزارة البوابة التعليمية بالتزامن مع مشروع السبورة الذكية الذي يتيح للمعلمين وضع الدروس وأوراق العمل؛ لتكون متاحة للطالب، فضلا عن كونه وسيله تواصل بين الطالب والمعلم وولي الأمر، لكن وللأسف لم يتم تسليم جميع المعلمين الرقم السري الخاص بالولوج الى البوابة الإلكترونية، حسب إفادة بعض المعلمين.
التابلت

هو أحدث مشروع تكنولوجي لوزارة التربية، بل وأضخمها بتكلفة قدرت بـــ 26 مليون دينار، بواقع 80 ألف جهاز تابلت. ويشترك في هذا المشروع وزارة المواصلات التي ساهمت بإنشاء شبكة ألياف ضوئية ضخمة لربط جميع المدارس بعضها ببعض.

ويعتبر هذا المشروع تجريبيا لمدة 3 سنوات، يقاس من خلاله مدى نجاح وفاعلية تلك التجربة الضخمة التي تعتبر جديدة على كل من الطالب الذي تسلّم أجهزة التابلت، والمعلم، وإدارة المدرسة التي سيتم من خلالها زرع شبكة «واي فاي»، حتى تتم الاستفادة من تطبيقات التابلت.

وقد أتى بعد سنة فقط من تطبيق مشروع السبورة الذكية، وهي خطوة سريعة بشكل مبالغ فيه، خاصة أن بعض المدارس لم تستخدم إلى الآن السبورة الذكية!

ومن المميزات التي يتيحها جهاز التابلت خاصية الحجب والاختيار، حيث يتحكم المعلم في شاشات الطلبة من خلال الربط المباشر، بحيث يعتم على الشاشة التي يختارها، كما يستطيع المعلم أن يوجه الأسئلة لطلبة معينين، من خلال قائمة الاختيار التي من خلالها يختار أسماء الطلبة الذين يود توجيه سؤاله إليهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock