كتاب أكاديميا

بدر المديرس يكتب: العلم والتعليم من أساسيات الحضارات في العالم

وســلامتكم
  

العلم نور يجب أن نعطيه الأهمية لأن التعليم من أساسيات الحضارات في العالم وتقدم الدول وازدهارها واختراعاتها وتشجيع الموهوبين والمبدعين من مواطنى تلك الدول ومتى نؤمن بالقول بأن اطلبوا العلم ولو في الصين بلد الحضارات مع بعدها عن بلداننا وذلك لأهمية العلم ومتى ننظر إلى المتعلمين في تخصصات تميزهم عن الآخرين بنيلهم الشهادات الجامعية والدراسات العليا وبإبداعاتهم الفكرية والعلمية والأدبية وكل ذلك يحتاج إلى التشجيع المادي والحوافز المادية التي يستحقونها .

ونذكر هنا بعض المهن التي تستحق الحوافز المادية مع تقديرنا لباقي المهن وعلى سبيل المثال مهنة الأطباء والمهندسين وكباتن الطائرات والعاملين معهم في داخل الطائرة والعاملين بالصحراء في فصل الصيف الحار وفي فصل الشتاء القارص البرودة في آبار النفط ومعرضين حياتهم للخطر مثل العاملين في داخل الطائرات ورجال الجيش والشرطة والحرس الوطني .

إن هؤلاء لولا العلم الذي أهلهم في التعليم وكسب المعرفة ألا يستحقون منا أن نراعيهم ونشجعهم ماديا لأن الحياة العصرية يسيرها الكسب المادي الحلال فهؤلاء لا يضاربون بالأسهم ولا يملكون عقارات يبيعونها ويؤجرونها ولا لهم أرصدة في البنوك وإنما ديدنهم الوحيد أن يتقوا الله في كل عمل يعملونه لحسهم الوطني وبدلا من تشجيعهم بالحوافز المادية ليبقوا ويستمروا في أعمالهم مسخرين خبراتهم الطويلة في أعمالهم نجد العكس مع الأسف الشديد بوضع الحوافز المادية المغرية والمشجعة لإبعادهم عن أعمالهم وإحلال آخرين بدلا منهم لم يكسبوا خبراتهم العملية مثلهم وضحايا مثل هؤلاء كثيرين قبل استكمال فترة تقاعدهم وبلوغهم السن القانونية التي تحرمهم من أعمالهم بحجة كبر السن الذي لا تعرف معنى له والذي لا يطبق في الدول الحضارية التي ذاع صيتها بتقدمها وازدهارها والتي ليس في قاموس تسيير الأعمال عندهم شيء اسمه الحرمان من العلم أو وضع سن معين يمنعه من مواصلة العمل ما دام هو قادر على ذلك وفي كامل صحته البدنية وقادر على مواصلة العمل .

وخير مثال على ذلك امرأة أمريكية بلغت من العمر 102 عام نالت الشهادة الجامعية بالفنون بعد أربعين عاما من الصبر والمثابرة وهي أكبر خريجة الأكبر سنا على قيد الحياة حاليا لدى (جامعة دوللي) ونحن هنا نضع العراقيل في نسب القبول بالجامعات والمعاهد والبعثات الدراسية والشروط التعجيزية في المتقدمين لمواصلة دراساتهم العلمية بحجة عدم توفر الميزانيات أو عدم الحاجة لتخصصاتهم.

ومتى نستوعب قول أمير الشعراء أحمد شوقي عن المعلم بقوله (قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا) وذلك كشهادة عرفان وامتنان وتقدير لكل معلم يتفاني في تبليغ المعرفة إلى الناس وفي إخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم وضيائه .

هذا هو معلم ومعلمة الأجيال الواعدة الذين يغرسون في نفوس الطلاب والطالبات حب الوطن ومواصلة العلم لنيل الشهادات العلمية العليا وعند التخرج لا نعطيه الأهمية والاهتمام رغم قضاء سنوات شباب عمره بالدراسة والبحث والتحصيل العلمي ليجد راتبه الشهري عند بدء عمله لا يكفي حتى لحياته المعيشية وحياة عائلته التي يرعاها .

وأذكر هنا أن شابا لم يتجاوز عمره العاشرة كان يتابع لاعبي كرة القدم المشاهير في العالم وهم يتقاضون الملايين من مختلف عملات العالم قد طلب من والده أن يعفيه من مواصلة الدراسة وأن يسجله في أحد الأندية الرياضية الأوربية وليس العربية وكان هذا الشاب موهوبا في لعبة كرة القدم وقال لوالده بدلا من الدراسة وبعد التخرج لأحصل على راتب متواضع سأجعلك بعد ثماني سنوات من عمري من أغنى أغنياء العالم بالملايين التي سأحصل عليها مقابل مشاركتي في لعبة كرة القدم في أحد الأندية الأوربية بدلا من تضييع الوقت في الدراسة لأنني أتوقع لن أحصل على التشجيع في العلم الذي اكتسبته من خلال مراحل دراستي وهذا الكلام حقيقي وليس من نسيج خيالي وإنما سمعته من الأب نفسه ولكنه طبعا لم يستجب لطلب ولده وطلب منه مواصلة تعليمه في بلده وأطاع الابن والده وهو الآن يواصل دراسته في مراحلها الأولي .

لذلك نقول تلقي العلم لا يفرق بين صغير أو كبير ولا بين امرأة أو رجل والعلم ليس له جنسية أو وطن أو لغة ويمكن كسب العلم وتعلمه سواء بالدراسات بالمدارس والجامعات أو في قراءة الكتب والمؤلفات في مختلف اللغات .

لذلك نقول أن العلم نور ينور حياة الإنسان وينير له طريق حياته وما هذا التقدم العلمي في العالم بالاختراعات والإبداعات في التكنولوجيات والإلكترونيات والتقنيات التي تبهر العالم إلا نتيجة حتمية لأهمية العلم والاهتمام به .

لذلك نقول ونكرر أن العلم نور وضرورة حتمية للإنسان أصبح لا يستغنى عن العلم منذ صغره إلى كبر سنه مثل المرأة الأمريكية التي تحدثنا عنها بحصولها على شهادة جامعية وعمرها تجاوز 102 عام وسلامتكم .
بدر عبد الله المديرس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock