كتاب أكاديميا

يوسف الشهاب يكتب: مدارس الجمعيات.. تعليم بقالات

  ما الذي ننتظره من مخرجات التعليم عندنا حين يضيء المسؤولون، سواء بوزارة الشؤون أو التربية، الضوء الأخضر لجمعيات النفع العام، أو بعضها لافتتاح مدارس ومعاهد وجامعات تابعة لها.. وما الحكمة من هذا القرار وإلى أي غاية يريد المسؤولون الوصول إليها في قضية ذات أهمية قصوى في بناء الأجيال وبالتالي بناء الأوطان وخدمة المجتمعات.التعليم وما ادراك ما التعليم، ليس سلعة تباع وتشترى بأسواق الحواضر، وليس هو كتاب في معرض تصفحه ثم نشتريه أو نتركه في مكانه، بل وليس هو بضاعة قديمة في سوق الجمعة، ليس هكذا يا وزارة الشؤون هو التعليم حتى نسلم مفاتيحه للجمعيات العامة، نعرف مسبقاً، مسألة هواها واتجاهها التي لا تخفى على كل ذي بصر وبصيرة.. هل المسألة قضية تنفيع لبعض الجمعيات القريبة من قلوب وزارة الشؤون، ام هي خطوة لزيادة ما نعانيه من مخرجات تعليمية في مستوى الخريجين الذي انعكس على الأداء العام لهم في الوظائف والحياة العامة عندنا؟الرسالة التعليمية ذات ثلاثة أضلاع، أولها المدرس ثم الكتاب والطالب، وحين غياب واحد منها فإننا لا ننتظر تعليماً في المستوى الذي نتطلع إليه، ويكفي ما نراه في المدارس الحكومية من بعض سلبيات التعليم فيها نتيجة المناهج ونوعية بعض الاساتذة، وحتى مستوى الكثير من الطلاب سلوكاً واستعداداً للتعليم واستيعاباً لمتطلباته وغاياته، فكيف سيكون حال هذا التعليم حين يأتي من جمعيات النفع العام التي يحتاج البعض منها إلى التعليم أصلاً سواء في معرفة الاهداف التي تأسست من أجلها وفي طبيعة الدور الوطني اللازم ان تؤدي بدلاً من الانشغال في اجنداتها الدينية والسياسية والعقائدية أو المزيج معاً، كيف ستكون حال الخريجين من مدارس وجامعات هذه الجمعيات اذا دخلت ميدان التعليم وأخذت صك الحق التعليمي للأبناء؟ كل هذه الاسئلة نوجهها للأخت وزيرة الشؤون التي تعرف جيداً من هو صاحب الحق في الرسالة التعليمية والواجب ان تقوم فيها بدلاً من جمعيات النفع العام التي تعاني ما تعانيه من هوشات وصراخات في كل انتخابات طمعاً للوصول إلى كرسي الجمعية.مجلس الوزراء ليس معفياً من هذا القرار وهو المسؤول الأول عنه، حين الأخذ به، ولا اعفاء لوزير التربية باعتباره على قمة الهرم التعليمي المقلوب كما كان يراها العزيز المرحوم الأخ احمد الربعي..المسؤولة كبيرة من دون شك ولا يجب التفريط فيها، لا من جانب الحكومة ولا الوزير في ايقاف قرار منح الجمعيات افتتاح المدارس والجامعات اذا ما اردنا السير بالطريق التعليمي المستقيم وفكونا من مجاملات الجمعيات الدينية وغيرها من تلك التي استأنست بالقرار.نغزةاذا كنا نشتكي من مخرجات التعليم الحكومي وجانب من مخرجات التعليم الخاص لطبيعة مستواه، فما الذي ننتظره من مخرجات المدارس والجامعات الآتية إلينا غداً من تعليم الجمعيات.. ابشر بالخير واضحك؟!طال عمرك.يوسف الشهاب


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock