جامعة الكويت

دراسة في جامعة الكويت: هواتف الأطباء ملوّثة

  

د. خلود البارون | القبس
تمثل الرعاية الصحية المتعلقة بالوقاية من العدوى تحديا كبيرا في مجال الرعاية الصحية. حيث بين تقرير اميركي، ان 7 من بين كل 100 مريض نائم في اجنحة المستشفى، يصابون بمرض معد نتيجة انتقال انتان عبر اروقة المستشفى، ويرتبط ذلك مع زيادة المرض ونسب الوفاة. ويلعب تلوث يد الطاقم الطبي دورا كبيرا في نشر العدوى في المستشفيات. لذا، يعد الحرص على نظافة اليدين وتعقيمهما من أهم عوامل الوقاية من انتشار العدوى. كما ان الاشياء التي يستخدمها الطاقم الطبي والتي تلمسها ايديهم بشكل متكرر، تعد من وسائل انتقال العدوى من يد المعالج الى المريض. ومن هنا تأتي اهمية تعقيم الادوات الطبية وما يستخدمه الاطباء، خصوصا هواتفهم النقالة. فلا ينكر ان الهواتف النقالة اصبحت من الادوات الاساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها. ومن الوارد ان يتم ادخالها وحملها حتى في اكثر الغرف صرامة من حيث التعقيم والوقاية من نقل العدوى.
◗ ماذا يوجد على هواتف الأطباء؟

في دراسة لباحثين من كلية الطب في جامعة الكويت، بإشراف د. عبدالله العطار، تم تقييم تلوث الهواتف الذكية التي يستخدمها الاطباء العاملون في وحدات الرعاية الطبية الحرجة، خاصة وحدات الاطفال والخدج في مستشفيات حكومية. وقام الباحثون بتحليل عينات اخذت من 213 هاتف طبيب، وذلك لتحديد نوعية الميكروبات الموجودة عليها. كما تم سؤال الاطباء عن روتين تنظيفهم لهواتفهم. وأظهرت النتيجة أن 78% من هواتف الاطباء تحتوي على مستعمرات ميكروبية من نوع الستفلوكوكس وميكروكوكس. بينما احتوت بعض الهواتف على بكتيريا خطرة من النوع المقاوم للميثيسيلين ستفالوكوكس اوريس MRSA. ويدل ذلك على انتشار تلوث اجهزة هواتف الاطباء النقالة، حتى الذين يعملون في وحدات الرعاية الحرجة والخاصة. فرغم ان معظم الميكروبات التي وجدت على الهواتف لم تكن خطرة للشخص السليم، لكنها قد تمثل تهديدا صحيا للمرضى، لأنهم أقل مناعة وتعرضهم لأي ميكروب قد يؤدي الى مضاعفات صحية كثيرة يصعب علاجها. وخاصة للمرضى الذين في وحدات الرعاية الطبية الحرجة، فهم اكثر قابلية للإصابة بالإنتانات والعدوى نتيجة لضعف كفاءة عمل جهازهم المناعي وضعف جلدهم، بحيث لا يوفر دفاعا قويا للميكروبات. كما يكون الكثير من الخدج والاطفال الذين في وحدات الرعاية الطبية قد خضعوا لإجراءات جراحية او اجراء لوضع انابيب تغذية او تنفس حتى تستقر حالتهم.

واشار 33.5% من الاطباء الى انهم يقومون بتعقيم وتنظيف جهاز الهاتف، خاصة اذا لاحظوا عدم نظافته. لذا، شدد الخبراء على أن أهم عامل هو حرص الاطباء على تنظيف هواتفهم وتعقيمها بشكل متكرر كما يحرصون على تنظيف ايديهم.
◗ ضرورة وضع قوانين وإرشادات

من الصعب وضع قانون يمنع استخدام الاطباء للهواتف النقالة في بعض مناطق المستشفى، نظرا لأهمية الوصول الى الطبيب في جميع الاوقات. لكن لهذه الاجهزة دورا في نقل العدوى وانتشارها. وقد تناولت عدة دراسات موضوع تلوث الهواتف النقالة في المستشفيات وسجلت تسبب ذلك في زيادة مستوى العدوى. وفي دراسة سعودية تم تقييم تلوث اجهزة الاطباء العاملين في الاجنحة ووحدات الرعاية الخاصة، ليكتشف أن 44% – 97% من الاجهزة كانت ملوثة بالبكتيريا المسببة للعدوى بالأمراض والالتهابات مثل MRSA.

لذا، شدد الباحثون على الحاجة لوضع قوانين او ارشادات تنص على ضرورة تكرار تنظيف الهاتف وطريقة التعامل الصحيح مع الهواتف وكيفية تعقيمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock