التطبيقي

د. سميرة عاصم: 55% من قوة العمل بمؤسسات الدولة نساء منهن 5% فقط بمناصب قيادية

   
 

خلال ندوة “تمكين المرأة” التي نظمتها رابطة تدريس التطبيقي
قالت مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د. سميرة أحمد سيد عاصم أن الدولة مطالبة بدعم أكبر للمرأة نحو تمكينها، مشيرة إلى أن المرأة الكويتية اثبتت كفاءتها وحققت انجازات كبيرة إلا أنها لم تحصل على نفس الفرص التي يحصل عليها الرجل في تولي المناصب وهذا الأمر يتطلب دعما حكوميا لأن الفرص متاحة للرجل أكثر من المرأة على الرغم من ان الكويت وقعت على اتفاقية عدم التمييز بين الرجل والمرأة ولكن الاتفاقية لم تطبق بشكل كامل، مشيرة إلى أن 55% من قوة العمل في مؤسسات الدولة من النساء ومع ذلك هناك فقط 5% منهن يتقلدن مناصب قيادية.

جاء ذلك خلال ندوة “تمكين المرأة الكويتية .. إنجازات وتحديات” التي أقامتها لجنة المرأة برابطة تدريس التطبيقي برعاية مدير عام الهيئة د. أحمد الأثري مساء الاربعاء 16/3/2016 وحاضر بها كل من مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د. سميرة أحمد سيد عاصم، ونائب رئيس العمليات بالشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية “كوفبك” م. حسنية هاشم، وعميد القبول والتسجيل بالتطبيقي أ. د رباح النجادة، وعضو هيئة التدريس بجامعة الكويت د. فاطمة الحويل، إضافة لمديرة الندوة عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات التكنولوجية د. نجلاء الفرج، ومعقبة الندوة رئيس جمعية كويتيات بلا حدود ورئيس لجنة المرأة برابطة تدريس التطبيقي م. خلود الهندي.

 

 

وأوضحت د. سميرة عاصم أن توليها لمنصب مدير معهد الكويت للأبحاث العلمية كأول كويتية تتولى هذا المنصب الرفيع تطلب عمل دؤوب وجهد مضاعف، موضحة أنها إحدى أبناء المعهد حيث بدأت العمل به منذ العام 1973 وسوف يحتفل المعهد سنة 2017 بمرور 50 عاما على تأسيسه، وهو يقوم على تطوير البحث العلمي للمشاركة في التنمية، ومن القطاعات التي يقوم المعهد بتطويرها القطاع النفطي، وقطاع المياه، وقطاع الزراعة والبيئة، وقطاع الطاقة، وغيرها من القطاعات التي تساهم في تنمية المجتمع، ونقوم حاليا على تنفيذ الخطة الخمسية الثامنة في مسيرة تلك المؤسسة العريقة.

وعن ابرز الصعوبات التي واجهتها في بدايتها أنها تعلمت طرق البحث العلمي على يد فريق ياباني ولم تكن آنذاك تتوفر الاجهزة الحديثة كالكمبيوتر وغيره فكان الباحث يقوم بكتابة البحث كاملا يدويا ومن ثم تتم طباعته على الآلة الكاتبة، كما ذكرت أن من الصعوبات التي تواجه المرأة عالميا عدم مساواتها مع زميلها الرجل في الأجر رغم تساويهم في المهام، وعدم مساواة المرأة مع الرجل في تقلد المناصب والترقيات وبنسبة 4 من 10 نساء حول العالم واعتقد بأنني ضمن تلك النسبة لأني تأخرت في تقلد هذا المنصب رغم احقيتي به.

 

أما نائب رئيس العمليات بالشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية “كوفبك” م. حسنية هاشم فقالت أن المرأة تعمل بشكل مضاعف ربما اكثر من الرجل لإثبات وجودها لأنه غالبا ما يكون عدد الرجال اكثر فتحاول بذل جهد كبير للوصول إلى النجاح، وطالبت مجلس الأمة والحكومة بدعم المرأة وتشجيعها وتعديل بعض القوانين وتشريع أخرى لتحصل المرأة على حقوقها كاملة.

وأفادت م. حسنية هاشم أن النفط يمثل 95% من دخل الكويت وكان المتعارف عليه أن هذا المجال للرجال ونسبة النساء في هذا المجال كانت جدا قليلة فأحببت أن أخوض تلك التجربة رغم صعوبة العمل بالبترول وما يصاحب ذلك من بيئة صحراوية وارتفاع كبير في درجات الحرارة وبُعد المسافة بين حقول البترول وبين المناطق السكنية، وبفضل الله ساهمت في تطوير جميع حقول البترول الكويتية مع زملائي الرجال، وتدرجت في وظيفتي ووصلت كأول كويتية لمنصب نائب الرئيس التنفيذي لعمليات حقول غرب الكويت في شركة نفظ الكويت، وفي العام 2007 انتقلت لتحدي آخر وهو تطوير حقول الشمال رغم صعوبة العمل بها حيث تحتاج تكنولوجيا حديثة وعمل متواصل وكان التحدي هو رفع انتاج الحقول من 450 الف برميل إلى مليون برميل وبفضل جهود فريق العمل تمكنا في العام 2013 من الوصول لإنتاج 930 الف برميل، ومنذ العام 2013 تقلدت منصب نائب رئيس العمليات بالشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية “كوفبك” وهذا المنصب يحتاج لعمل شاق حيث لدينا 60 مشروعا حول العالم نعمل بها ويتطلب العمل من دولة لأخرى لمدة يومين ومنها على سبيل المثال كندا والنرويج واستراليا.

وأوضحت م. حسنية هاشم أن مقولة وراء كل رجل عظيم إمرأة يرادفها مقولة أخرى هي وراء كل إمرأة ناجحة رجل عظيم فالبيئة المحيطة بالمرأة تساهم بشكل فعال في نجاحها، مشيرة إلى أنها فازت بالمركز الأول على مستوى العالم لجائزة “المرأة في مجال النفط والغاز” في مؤتمر ومعرض ابوظبي الدولي للبترول “أديبك 2015” واختارتها مجلة “فوربس” ضمن 17 سيدة كويتية على قائمة أقوى 200 سيدة عربية ، وتم اختيارها من بين أقوى 20 إمرأة بالكويت، وتم اختيارها عدة مرات ضمن قائمة أقوي 100 سيدة عربية، وهي أول من قام بإطلاق المبادرة الرائدة بالشرق الأوسط للتشجيع على الاستعانة بالكوادر النسائية المهنية، وغيرها من الانجازات.

 

من جهتها قالت عميد القبول والتسجيل بالهيئة أ. د رباح النجادة أن العالم يحتفل في 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، إلا أن لجنة المرأة بالرابطة وجميع الزملاء بالهيئة الادارية للرابطة يؤمنون بأن الاحتفال بالمرأة يجب ان يكون طوال العام ونشكرهم على هذا الشعور، فالمرأة هي الأم والجدة والزوجة والأخت والابنة ولكن للاسف لازال هناك تمييز ضد المرأة حول العالم ولذلك لم نسمع كلمة تمكين الرجل لان لديه كافة الحقوق، مشيرة إلى أنها وبصفتها إحدى نساء هذا المجتمع تشعر بالتمييز ضدها على الرغم من ان دستور الكويت ضم العديد من المواد التي تساوي بين الرجل والمرأة، وطالبت بضرورة الايمان بقدرات المرأة وبأن عطائها غير محدود ويمكنها المشاركة بكفاءة في عملية التنمية.

 

ومن جانبها قالت عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت د. فاطمة الحويل أن المشكلة في الكويت أعمق من تمكين المرأة، فلدينا أزمة تمكين المواطن سواء رجل أو إمرأة وفرض هيبة القانون العادل المنظم لشئون الافراد والجماعات، فالواسطة والمحسوبية والتشريع الفئوي يلعب دورا سلبيا في عدم التمكين، وهناك ضعف في الأطر القانونية التي ترسم تمكين المواطن لا سيما المرأة، فإذا كان القانون لا يمكن المواطن الرجل كيف يمكن المرأة، مشيرة إلى أن عملية التمكين تحتاج هيكلة القوانين على اساس سليم وهو تمكين المواطنين على أسس العدل والمساواة تحت مظلة الدستور ويتم الغاء القوانين التي تقسم المواطنين على أساس النوع ومنها الاستضعاف القانوني للمرأة.

وأوضحت د. الحويل أن الموروث الاسري يلعب دورا مهما في تربية النشئ فالولد والبنت يتربيان على أن ما يجوز للولد لا يجوز للبنت والتبرير بأن طبيعتها تستلزم ذلك، فهي تخدم نفسها وأخيها ووالديها والولد لا يخدم حتى نفسه، فهذه التربية تعيق تمكين المرأة لأنها تضع الفتاة في قالب فكري و طموحي محدود، وضربت مثالا بفتاة تعلمت بكلية العلوم قسم جيولوجيا، وصرف لها مكافأة تخصص نادر طيلة الاربع سنوات دراسية وقامت بكل ما تطلبه التعلم في القسم العلمي من زيارات ميدانية لمواقع الأراضي الكويتية والغير كويتية بالسفر للموقع والبحث عن الاحجار وما يستلزمه التعلم من بحث، وعاشت تلك الفتاة تحلم بالتخرج والتعيين في مكان يسمو بطموحاتها عمليا، إلا أن تعيينها جاء في وظيفة إدارية وعند استفسارها كانت الاجابة بأن الوزارة لا تتحمل مسئولية خروجها للمواقع لأنها فتاة.

وفي كلمة لرئيس الرابطة بالإنابة م. فواز عزيز الرشيدي رحب فيها بالضيوف من محاضرين وحضور، وقال أن الرابطة تثمن الدور المهم والحيوي الذي تقوم به لجنة المرأة وتقدم لها كافة الدعم والتشجيع والمساندة لخدمة الزميلات عضوات هيئة التدريس.

وأضاف الرشيدي أن المرأة الكويتية دوما متألقة، فقد كانت قديما تقوم بدور الأم والأب بذات الوقت نظرا لسفر الأجداد المؤسسين بالبحر لكسب رزقهم مستذكرا بالخير الدور الكبير للسيدة مريم الصالح كأول معلمة كويتية في العام 1937، مشيرا إلى أن دور المرأة الكويتية حديثا لا يقل أهمية فهي حاضرة وناجحة في شتى المجالات ومن الأمثلة المشرفة أ. د فايزة الخرافي فكانت أول إمرأة بالوطن العربي تتقلد منصب مديرا للجامعة، وعلى مستوى النقابي كانت السيدة هدى الصقعبي أول إمرأة تتولى رئاسة نقابة الهيئة العامة للبيئة، لافتا إلى أن المرأة الكويتية سباقة بكافة المجالات خليجيا وعربيا.

 

هذا وقد تم فتح باب النقاش والاسئلة، وقال عضو هيئة التدريس بكلية التربية الاساسية د. قيس أن بعض الاشخاص يرمون بأخطائهم على الآخرين فالمرأة الناجحة قادرة على تمكين نفسها والدليل ما نراه اليوم من نماذج ناجحة استطاعت بعملها أن ترتقي اعلى المناصب فالجزء الأكبر من عدم التمكين يقع على المرأة نفسها والمجتمع يتحمل جزء بسيط من الخطأ، وطرح سؤالا عما إذا كانت المرأة تقوم بعملها المؤسسي بكفاءة مثل الرجل أو اقل، فأجابته د. رباح النجادة بأن المرأة تقوم بعملها بكفاءة أكثر من الرجل وتواجه صعوبات كبيرة فهي تقوم بدورها كزوجة وأم وبنفس الوقت تقوم بدورها في العمل وهذا يحتاج وقت وجهد مضاعف منها.

وتعليقا على نفس السؤال أفادت المحامية بمجلس الوزراء د. نجلاء النقي في مداخلتها أن القصور موجود سواء لدى الرجال أو لدى النساء، فكما هناك امرأة مقصرة هناك رجل مقصر، وكما يوجد رجل ناجح فهناك امرأة ناجحة، لذلك لابد من وجود توعية مجتمعية بدور المرأة، كما يتوجب على المرأة تطوير مهاراتها لتتمكن من تحديد اهدافها ولابد أن تشارك في مؤسسات المجتمع المدني، مؤكدة أن الدولة هي المعنية بتمكين المرأة ويجب أن يكون لها دور اكبر في دعم المرأة وتمكينها.

 

وفي مداخلة لعضو هيئة التدريس بكلية التربية الاساسية د. سحر قالت أن الزواج المبكر للفتاة يعيق نموها الفكري والنفسي ويعد عائقا أمام تمكينها ونجاحها في حال فشل تجربة الزواج، كما أن هناك كثيرا من الفتيات لديهن الرغبة في استكمال دراستهن إلا أن القرار ليس بيدهن.

 

وفي مداخلة لنائب رئيس رابطة أعضاء هيئة التدريب للكليات سابقا أ. هدى العوضي قالت أن الموروث الاسري عامل اساسي في نجاح المرأة، فهناك الكثير من الأسر تضع محاذير على البنت وتبيحها للولد، اضافة للتفرقة بين الرجل والمرأة في عدة قضايا كالسكن والمستحقات المالية، وتوجهت بسؤال مستغربة أن الدخل القومي للدولة من البترول 95% ورغم وجود عقول ناجحة لدينا نقوم بتصدير البترول بأرخص الاثمان فيعاد تصنيعه ونستورده بأغلى الاثمان، فلماذا لا تقوم العقول الكويتية بتصنيعه محليا بدلا من تصديره ومن ثم شرائه مصنعا.

فأجابتها م. حسنية قائلة أن مؤسسة البترول الكويتية دورها ينحصر فقد في استخراج النفط وتكريره وتصديره وهذه استراتيجية الدولة، ونأمل من الدولة دعم وتشجيع تلك الصناعات الصغيرة ومنها الصناعات البلاستيكية.

 

وفي مداخلة لعضو هيئة التدريس بجامعة الكويت د. لبنى القاضي قالت أن سؤال المجتمع للمرأة هل نجاحها في عملها يأتي على حساب دورها كزوجة وأم، معتبرة أن هذا السؤال فيه تمييز ضد المرأة ولم يحدث أن تم توجيه هذا السؤال للرجل إن كان نجاحه على حساب دوره كرب للأسرة، وهذا الأمر دوما يضع المرأة في هاجس وتضاعف من عملها في المنزل لكي لا تكون مقصرة مما يشكل عليها عبئا اضافيا.

وكانت آخر مداخلة لرئيس لجنة التدريب والتطوير برابطة التدريس أ. بشار العثمان قال فيها إن احتضان الرابطة لتلك الندوة دليل على دعمها لحقوق المرأة والسعي لتمكينها، فهي شريك أساسي في الاسرة والعمل والمجتمع بشكل عام، ولا ينكر أحدا أن وراء كل رجل عظيم امرأة، وتمنى المزيد من المناصب القيادية للمرأة الناجحة لأنها أقل فسادا من الرجل، مؤكدا أن المرأة الكويتية اثبتت جدارتها والأمثلة على ذلك كثيرة، وإذا كان عنوان الندوة تمكين المرأة فأنا اسعى لتمكين الرجل والمرأة على حد سواء ممن لديهم الإمكانيات والقدرات التي تؤهلهم للنجاح والارتقاء بالمجتمع.

وعقبت رئيس لجنة المرأة بالرابطة رئيس لجنة كويتيات بلا حدود م. خلود الهندي على الندوة بتوجيه الشكر لراعي الندوة د. أحمد الأثري، وجميع أعضاء الهيئة الإدارية للرابطة على دعمهم وتشجيعهم للجنة المرأة، كما توجهت بالشكر للمحاضرات بالندوة وما عرضنه من تجارب نجاحاتهن، وشكرت الحضور، وقالت أن التجارب الناجحة التي تم عرضها أعطت دافع للعمل ولبذل مزيد من الجهد، وأعطتنا درسا أنه لا يوجد مستحيل، ولذلك فقد حرصت اللجنة على توجيه الدعوة للطلاب والطالبات للاستفادة من تلك الخبرات لانهم جيل المستقبل وهم من سيحملون الراية غدا وكانوا بحاجة لرؤية امثلة حية ناجحة امامهم، مشيرة إلى أنها شعرت بالفخر والاعتزاز بالمرأة الكويتية بعد عرض تلك النماذج المشرقة والمشرفة، إلا أن بداخلي غصة لأن المرأة الكويتية وبعد كل تلك النجاحات لم تحصل على كامل حقوقها المدنية، ومثل تلك الندوات بمثابة رسالة لصناع القرار بأن لدينا نماذج مشرفة يحق للدولة ان تفخر بهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock