كتاب أكاديميا

جامعتك وهمية (1) ! |كتب: بشار العثمان

  

قصة رواها لي أحد الزملاء كما حدثت معه، حيث نستثمرها في سلسلة مقالات تبدأ أحداثها على النحو التالي: 
في أول يوم في الفصل الدراسي الثاني وفي بداية اول محاضرة، وبعد آداء التحية والسلام على الطلبة والاستفسار عن العطلة وكيف قضوها، وعملية التسجيل المتأخر والصعوبات التي واجهتهم، بإضافة المقررات من خلال النظام الذي يشتكي منه الجميع، تفاجأنا بسؤال من أحد الطلبة: “أستاذ أنت جامعتك وهمية؟”
هناك من وجه لك طلقة من مسدس دون أن يعلم! صدمة وذهول من السؤال غير المتوقع، وترد عليه بانفعال وبعصبية “ماذا تقصد بجامعتك وهمية؟”، فيتجرأ الطالب ويكرر ما قال: “هل أنت من الحاصلين على المؤهل من إحدى الجامعات الوهمية والتي لا كيان ولا وجود لها حسب ماقرأنا في الصحافة وتابعنا في وسائل التواصل الاجتماعي؟ حيث أن هناك جامعات وهمية تمنح الشهادات العليا لكل من يريد!”
فكان جوابي له سوف تعرف في نهاية الفصل إن كنت حاصل على مؤهل وهمي أم حقيقي، بعد أن تتعرف على طريقتي في التدريس وبعد أن تختبر عدة اختبارات، وبعد أن تقيم حضوري للمحاضرات والتزامي بالساعات المكتبية وبالتكليف بالواجبات، وبعد ظهور النتائج وعند مراجعتك لي لمعرفة درجتك النهائية في المقرر، سأعيد عليك سؤالك “هل جامعتي وهمية؟”

فعلاً عزيزي القارئ إن كنت من الحاصلين على الماجستير الوهمي أو الدكتوراه أو كنت من الحاصلين على مؤهل حقيقي ماذا سيكون ردك على سؤال الطالب؟
هل ستكذب على الطالب وتقول أن جامعتك غير وهمية! وأنك متخرج من أعرق الجامعات في أوروبا وأمريكا، هل ستتمادى بالكذب وتقول له أن رسالتك في الدكتوراه تدرس في جامعتك وذلك لأهميتها وتميزها! أم أنك لن تجيب لأن مدير جامعتك يلاحقه الإنتربول لإنشاءه جامعة وهمية لا وجود ولاكيان لها، وأن البقالة تم تشميعها بالأحمر. حقيقة مأساة!

جامعتك وهمية؟

لا ليش تسأل؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock