كتاب أكاديميا

القدوة في عالم النبلاء والفرسان… بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

أقبل علينا شهر رمضان المعظم بخيراته ونفحاته وبركاته وتعطرت الأجواء بالنسمات الملائكية تحمل إلينا الهبات الربانية بوعود محققة بنص الكتاب من لدن رحيم غفور كريم بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران ، أتى شهر الخير والبركة والمغفرة ليطمئن القلوب ويمنح الجسد عطلته السنوية من التشبع المادى الدنيوى لنتروح بالمشاعر الروحانية فى أجواء الطاعة والعبادة.

ولكن شهر رمضان هذا العام أتانى موافقاً للذكرى الخامسة لانتقال ولدى الحبيب الشهيد سمو الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح ، طيّب الله ثراه وأكرم مأواه، في جنات النعيم يا ملاكي الجميل وغفر الله لنا تقصيرنا وانتقم لك ولكل الشهداء وجمعنا بهم فى مستقر رحمته ، لقد أتى شهر الخير والبركة للأمة الإسلامية ليطمئن قلوبنا بأن الحياة الدنيا ما إلا يومًا أوبعض يوم وأن الآخرة هى الحياة والقرار والخلود فى النعيم المقيم ، هلّ علينا شهر النفحات والغفران ليواسينا مواساة عظيمة بأن نصبر ونحتسب وأن الحياة الحقيقية لم تبدأ بعد وأن لقاء الأحبة من أمة التوحيد والصيام والصلاة والزكاة والحج والقرآن قادم واجتماعهم فى جنة الرضوان هو الرجاء وسر الطمأنينة.
وإن تحدثت عن ولدى الحبيب فكيف أبدأ ومن أين أبدأ !! فهو بحق زينة شباب العائلة وقدوتهم وكان رحمه الله حنونًا عطوفًا يملؤه الطموح والحماس وحب الخير لذوي رحمه ، كان وقورًا مغلفًا بقوة الشخصية والثقة والاعتزاز بالنفس وذو مهابة، وكان دائمًا يحدثنى عن إعجابه الشديد بسمو الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة قائد الحرس الملكى البحرينى والأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى ومستشار الأمن الوطنى البحرينى وكان يعتبره قدوة له ، وكان يتحدث دائمًا عن قوة شخصيته وحماسه وروحه القيادية ، ولما لا وقد جمعتنا أواصر الدم والقرابة ، هذه الروابط والأواصر حملت فى جيناتها القيم المشتركة للنخوة والبطولة والعزة والشرف نتوارثها جيلًا بعد جيل ، ومن مصادفات الأقدار وتآلف الأرواح أن ولدى الحبيب رحمه الله وسمو الشيخ ناصر بن حمد حفظه الله جمعهما حب الرقم ١٣ وأن رقم ١٣ هو رقم اليوم الذى وُلد فيه أولادى الثلاثة بما فيهم ولدى الحبيب سمو الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح رحمه الله وجميعهم وُلدوا فى يوم ( السبت)، وقد لاحظت مؤخرًا هذا الارتباط بينهما فى رقم ١٣ عندما رأيت إبنى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله يعتز برقم ١٣ ويظهره دائمًا على صدر ملابسه الرياضية فى المسابقات الرياضية المتنوعة وذلك على خلاف الثقافة الغربية فى هذا الرقم ، فكلاهما يعتز بالثقافة العربية الأصيلة وهويتهما الخليجية الشامخة التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، ولقد كان اختيار ولدى الحبيب لقدوته فى محله ، فالصيت والسمعة الطيبة المشرفة تسبقان صاحبهما إلى الوجدان فى عالم النبلاء والفرسان، وكم كان ولدى الحبيب يتمنى أن يلتقي سموه فى أقرب فرصة ولكن إرادة الله ومشيئته لم تحقق له هذه الأمنية ، عسى الله أن يحققها له فى جنات الخلد إنه ولى ذلك والقادر عليه.
فى هذه الأيام المباركة علينا أن نجدد العهد مع الله ونغتنم الفرص وفسحة الأجل ،وأن لا ننسى أحبابنا الذين فارقوا دنيانا الفانية من الدعاء بأن يجمعنا الله بهم وأن لهم حقوق فى أعناقنا كما أننا لنا حقوق فى أعناق من يأتى بعدنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، ولن نجد فى حياتنا وقتاً  أعظم من شهر رمضان وطاعاته المقبولة و المستجابة بإذن الله.
وفى الختام أتوجه إلى المولى عز وجل بأن يجمعنى بولدى الحبيب فى جنات الخلد كما جمعنى به فى الدنيا ، وأن يجمع كل الأحباب بأحبائهم فى مستقر الرحمة والرضوان ، وكل عام وأنتم بخير وأمن وسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock