كتاب أكاديميا

هن حقاً شقائق الرجال كتبت : أ.د. لطيفة الكندري 

   

ظهرت عبارات عدة في حق المرأة، ومنها: «هي نصف المجتمع بل أكثر، هي عماد تربية النشء، الأم مدرسة»، وغيرها من الشعارات المشرقة التي يراد بها إنصافها ورفع معنوياتها، وزيادة ثقتها بذاتها. وكلما نالت المرأة حقوقها، ومارست واجباتها ارتقت الأمم، واستقامت الأسرة، وصلحت أحوال المجتمع، ولكن إلى أي مدى يؤمن المجتمع من الجنسين بهذه الشعارات قولاً وسلوكاً؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إ.نَّ النّ.سَاءَ شَقَائ.قُ الرّ.جَال.». النساء والرجال يشتركون في الكرامة الإنسانية، والحقوق المدنية، ولكن لماذا ظُلمت المرأة عبر التاريخ. هذه بعض الأسباب التي أدت إلى ذلك:

1 – شاركت التحولات التاريخية للمجتمعات (الحروب، التقليد السلبي، الغيرة الكاذبة) في عدم استغلال طاقات المرأة كثروة إنسانية في عملية تحقيق التنمية.

2 – عاشت المجتمعات العربية وغيرها قروناً طويلة يسودها الجهل والانحطاط بسبب الأمية.

3 – الفهم القاصر، والتأويل الجائر في توجيه نصوص الدين في قضية المرأة من أشد العوامل التي عاقت وتعيق تقدمها.

4 – هيمنة العادات والتقاليد البالية التي تنتقص من إنسانية المرأة.

5 – غياب المرأة عن المساهمات الثقافية، حتى أصبح التأليف في شتى العلوم والفنون يطغى عليه الطابع الفحولي، وتم تدوين العلم في القرون السالفة بأقلام الرجال فقط.

6 – انتشار الوالدية غير المنصفة في تربية الأبناء والبنات، وهذه قاصمة الظهر.

وتأسيساً على ما سبق، فقد فرضت المجتمعات جهلها على المرأة قروناً طويلة، إلى أن أصبحت تشكك في قدراتها وقراراتها. ثمة نظرة دونية لثلة من الجنسين تقلل من شخصية المرأة. فالمرأة لا تثق ببنات جنسها أحياناً، بل تكره أن ترأسها امرأة، وهذه معضلة مجتمعية متجذرة في عقول كثير من المثقفين، رغم أن أساسها ثقافة واهية، وتربية واهنة.

دخلت المرأة مجالات عديدة في وقتنا الحاضر، وتساهم مع القوى العاملة في الإنتاج وصنع المنجز الثقافي، وتشارك في نمو المجتمعات، كما تحافظ على دورها في العناية ببيتها رعاية وتنمية. يصف البعض المرأة بالسذاجة وتارة بالخبث، أو أنها مهووسة بالعناية بجمال الجسم دون الفكر، وكذلك يطغى عليها حب الثرثرة والنميمة… وإن كانت هناك مصيبة قالوا فتش عن المرأة! ترتكز هذه الثقافة المعوجة على أخطاء المرأة، وتغفل عن مثالب الرجل، والحق أن الطرفين عُرضة للزلل والإفراط والتفريط بحكم التكوين الإنساني.

الرجل والمرأة جبلان متحاذيان لا يتضادان. نحتاج إلى تربية أكثر توازناً، أساسها إعلاء شأن الأولاد والبنات معاً كي تنتقل هذه التربية الحقة إلى مدارسنا وجامعاتنا ومجتمعنا. نريد مجتمعاً وثقافة تجمع بين الذكر والأنثى في بوتقة يسودها التكامل والاتصال لا التفاضل والانفصال.

أ. د لطيفة الكندري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock