محمد الياسين يكتب : والنعم
ديننا الحنيف أوصى الإنسان بأن يعمل للآخرة لأن الحياة مهما طالت فحتما سوف يأتينا الأجل المحتوم، الكل سواسية في التراب لا فرق بين الناس بعضهم وبعض، المال ليس بالضرورة فان وأي إنسان يرحل وقد يترك أموالا كثيرة وأصولا… إلخ من الأمور الدنيوية، ولكن كل الشواهد تجزم بأن الشي الوحيد الباقي لنا والمستمر بالدنيا هو السمعة الطيبة والسيرة الحسنة.
الإنسان خاصة في مراحل الشباب قد يجهل أن الموت ليس له وقت ولا مكان، لذا نجد شريحة لا تتقرب الى المولى عز وجل وتعتقد ان العمر فيه الكثير ويقولون بينهم وبين أنفسهم في الكبر سنتقرب الى الله، وبحكم أنني في مرحلة الشباب لا اخفي سرا بأن مثل هذا الأفكار أو تأجيل الفعل المستدام اقصد السمعة الطيبة في الكبر وليس في مرحلة الشباب وعنفوانه تراودني ولكن يكفي لحظة تأمل في الدنيا الفانية ليدرك أي إنسان يفكر للحظة أن الموت يأتينا في أي وقت.
هذه ليست نظرة متشائمة ولكن تلك هي الحياة العالم الفاني، ما يبقى للإنسان وما يشفع للإنسان هو العمل الطيب والعمل الزين، هو الشي الوحيد الذي يكون بمنزلة فخر لأي إنسان سواء في حياته أو بعد مماته، هكذا يقول المنطق السيرة الطيبة هي فقط الباقية ويكفي فخرا لأي إنسان حينما يأتي سيرة شخص يقدره ويكن له المعزة والمحبة كالأب او شخص عزيز عليه ان يسمع كلمة «والنعم»، هذه الكلمة شخصيا اعتبرها سحرية وتغني عن أموال الدنيا، يكفي لأي إنسان حينما يأتي سيرة والده بعد مماته او في حياته سماع كلمة «والنعم» انت ولد فلان لتغنيه عن مال العالم اجمع، ويبقى السؤال هل ننتظر حتى مرحلة الكبر؟ لنعمل ما يدعو الناس لتذكر كلمة «والنعم» حينما تأتي سيرتنا في أي ديوانية أو مكان آخر، هل نستكثر على أنفسنا ان نستمتع بهذه الكلمة الحسنه في حياتنا؟ ليس ليسمعها الأبناء والأحفاد بعد رحيلنا عن هذا العالم.
من هذا المنطلق وللحث على الفعل الطيب وبشراكة استراتيجية من وزارة الدولة لشؤون الشباب أطلقت جمعية العلاقات العامة الكويتية الحملة الوطنية «القدوة الحسنة»
«والنعم»، الحملة والتي اعتبرها رائدة في العمل الإنساني تحقق ما يطمح إليه اي إنسان يفكر في الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وهي أن يسمع في حياته حينما يذكروا اسمه «والنعم».
نادرا ما نسمع عن حملة تسعى إلى تحقيق أهداف نبيلة ولكن «القدوة الحسنة» باعتقادي من شأنها ان تعيد للجيل الحالي بريقه وتزرع بداخله الحب لعمل الخير، ليحقق السمعة الطيبة عبر كل تصرفاته سواء كانت في الخفاء وهي العلاقة بين العبد وربه او في العلن وأقصد في تعاملاته الاجتماعية والمهنية.
الحملة الوطنية «القدوة الحسنة» «والنعم» كبيرة في أهدافها وتهدف إلى خلق دافع للشباب لجعلهم قدوة إيجابية واستغلال طاقاتهم بشكل إيجابي لخدمة المجتمع ولدي قناعة بأنها سوف تلقى تجاوبا ودعما من كل شرائح المجتمع لأن الكويتيين شعب جبل على العطاء وفعل الخير.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.
محمد خالد الياسين
MKMALYASEEN@
[email protected]