المدرسة القبلية).. البوابة الأولى للتعليم النظامي الحديث للبنات الكويتيات
الكويت – 14 – 2 (كونا) — تعد المدرسة القبلية أحد الصروح التعليمية الشامخة في البلاد وكانت سباقة في الاعتماد على النظم التربوية الحديثة في مجال التعليم النظامي للبنات الذي انطلق عام 1937 بالمدرسة الوسطى قرب المدرسة المباركية للبنين.
وتوثق المدرسة القبلية أهم مراحل تعليم الفتيات في الكويت إذ أخذت على عاتقها مهمة إدخال المواد الدراسية المتطورة والمناهج المتجددة المختلفة عن سابقاتها.
وأطلق على المدرسة التي تم تشييدها عام 1950 اسم (المدرسة القبلية للتربية النسوية) بعد إعادة بنائها محل منزل السيد خلف النقيب الكائن بمنطقة القبلة الذي انهار عام 1945.
وأدرج مبنى المدرسة ضمن المباني التاريخية التي يشرف عليها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وأعيد افتتاحه عقب إعادة تأهيله وترميمه عام 2001 بمناسبة الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية.
وحاليا يعتبر مبنى المدرسة أحد المراكز الثقافية التابعة للمجلس ومقرا لقطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية وبعض الادارات الثقافية الأخرى.
وقال رئيس قسم الترميم والمحافظة على المباني التاريخية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس وليد الحميدي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد إن مبنى المدرسة الكائن في منطقة القبلة كان منزلا للسيد خلف النقيب لكنه انهار عام 1945 بسبب طبيعة المواد الأولية المستخدمة في البناء يتم بعد ذلك بناء المدرسة.
وأضاف الحميدي أن التشييد تم من الطين والحجارة البحرية وخشب (الساج) الذي دخل في صناعة الأبواب والنوافذ فضلا عن خشب (الجندل) الوارد من الهند وشرق إفريقيا واستخدم في أسقف المبنى ويصل طوله إلى ثلاثة أمتار وقطره 10 سنتيمترات وهو عبارة عن عوارض متوازنة تصطف عرضا فوق الجدران.
وأوضح أنه كان يعلو خشب (الجندل) طبقة من (الباسجيل) أي شرائح من خشب (البامبو) ومن ثم (البواري) أو الحصير المنسوج من شرائط تغطى جميعها بطبقة من الطين المخلوط بالقش يبلغ سمكها حوالي 20 سنتميترا وترش بالرماد لتكون بمنزلة العازل للرطوبة إلى جانب استخدام (الطابوق الآجر) للأحواش لقدرته على امتصاص الماء وتلطيف الجو ومقاومة الحرارة.
وذكر أن المبنى كان يضم ثلاثة مداخل وهي المدخل الرئيسي ويوجد في الواجهة الشمالية الشرقية تؤدي جميعها غلى حوشين يعلوهما دور علوي مبينا أنه بعد انهيار مبنى منزل النقيب تم تشييد المدرسة القبلية بدلا منه وذلك عام 1950 واطلق عليها مسمى (المدرسة القبلية للتربية النسوية).
وقال الحميدي انه في العام الدراسي 1954-1955 بدأت دائرة المعارف تدريس اللغة الإنكليزية بالمدرسة القبلية وكان عدد الطالبات آنذلك 12 طالبة تولت تدريسهن مدرستان اثنتان بمعدل حصتين أسبوعيا.
وأوضح أنه بعد تطوير المناهج الدراسية زاد إقبال الفتيات الكويتيات على الالتحاق بالمدرسة القبلية رغبة منهن في التعلم ومن أولى المدرسات في هذه المدرسة سعاد سيد رجب الرفاعي (الوكيلة المساعدة السابقة بوزارة التربية) ومنيرة حمود الجراح الصباح وغنيمة الغربللي وأمل جعفر ولولوة عبدالمحسن الصقر وحياة عدنان النقيب وغيرهن.
وذكر أن دائرة المعارف كانت تزود البنين والبنات بكل احتياجات العمل الدراسي من ملابس ومواد خياطة وكافة مستلزمات المدارس وبعد التوسع العمراني في دولة الكويت وتنامي الكثافة السكانية انشئت مدارس عصرية للبنين والبنات.
وعن تعليم الفتيات أوضح الحميدي أن ذلك بدأ آنذاك مع تحفيظهن القرآن الكريم على يد ولي الأمر في المنزل أو على يد المدرسات الأوليات (المطوعات) اللواتي تعلمن قراءة القرآن ومبادئ الكتابة مبينا انه حتى عام 1938 عرفت الكويت 45 مطوعة تفرقن في احياء الكويت وعلمن ما لا يقل عن ألفي فتاة قراءة القرآن الكريم.
وأوضح أنه لم تكن هناك أي شروط لقبول الطالبة لتلقي التعليم بل كانت تدرس في بعض الأحيان إلى جانب أقاربها من الاطفال الذكور مشيرا إلى أنه بعد عام 1926 زاد الاهتمام بتعليم الفتيات عندما افتتحت عائشة الازميري مدرسة متميزة للبنات وخرجت بعض الفتيات اللواتي قمن بدورهن بفتح مدارس جديدة على نمط مدرسة الازميري.
وذكر الحميدي أنه كان يتم حينها توزيع الطالبات لثلاثة مجموعات هي (المستجدة) و(المتوسطة) و(الفاهمة) ويجلسن جميعن في غرفة واحدة ويبدأن تعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب اضافة الى القرآن الكريم كما عرفت الفتاة في هذه المرحلة فن التطريز وحياكة الصوف والقطن.
ولفت إلى أن هذا النوع من المدارس استمر حتى عام 1950 وسار جنبا إلى جنب مع مدارس التعليم النظامي الحكومي للبنات الذي انطلق عام (1937 -1938).
وبين أن الكويت شهدت مجلسا مؤلفا من 12 شخصية كويتية برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الذي بدأ ورفاقه التنبه إلى ضرورة تعليم الفتاة وعقدوا الاجتماعات لبحث هذا الأمر وما يتوقعونه من ردود الفعل المجتمعية حتى تقرر فتح أول مدرسة نظامية للبنات عام 1937 حملت اسم المدرسة الوسطى وهي قريبة من مدرسة المباركية للبنين.