رحلة التغيير الإيجابي كتب : أستاذ علي حسن

الباحث التربوي أ/ علي حسن
يلاحظ في الآونة الأخيرة الاهتمام المتنامي بالدورات التدريبية والمحاضرات بمختلف مقاصدها وعناوينها وخاصة فيما يتعلق على سبيل المثال لا الحصر بتنمية وتطوير وإدارة الذات والتنمية البشرية وفن وأساليب القيادة وفن التعامل مع الآخرين واتخاذ القرار وغيرها من الدورات ، وهذا إن دل فإنما يدل من وجهة نظري باهتمام أفراد المجتمع الكويتي لهذه الثقافة الجديدة وحرصهم على تنويع مصادر المعرفة ومتابعة كل ما هو جديد في عالم المعلوماتية بقصد تنمية مهاراتهم وتعديل سلوكياتهم وأفكارهم وهذا شي ايجابي، فحتما ما سيجنيه الفرد من مفاهيم وأساليب تفكير وقيم تعود عليه بالنفع في حياته المهنية والاجتماعية، واسترجع هنا آخر دورة التحقت بها بعنوان رحلة إلى التغيير للمدربة الأستاذة زينب الزيادي وما تمتلكه من كاريزما أخوية وشخصية ودية أبحرت مع الحضور في غياهب الرحلة وجالت بنا إلى كيف نحدد خطواتنا نحو التغيير الايجابي والإستراتيجية المتبعة للوصول إلى أهداف ايجابية مخطط لها، وبكل أمانة شعرنا وكأننا أسرة واحدة بلا تصنع أو تكلف فحقا كانت رحلة موفقة ومفيدة وممتعة، أقيسها حسب ما رأيته في عيون المتدربين من استحسان وإشادة، وهنا من المهم أن يفكر الشخص مليا بشخصية المدرب ومحاور الدورة ويختار ما يناسب ميوله واهتماماته من بين هذا الكم الهائل من الدورات، وان نحرص على اكتساب معارف ومهارات جديدة وعلاقات جديدة ، فالانخراط في الدورات يعتبر أحد أنواع التعليم المستمر غير النظامي والذي تحرص عليه المجتمعات المتقدمة بشكل يوازي التعليم النظامي ويعتبر رادف للتنمية المهنية وتعتبر برامج التدريب المقننة والمستمرة والتأهيل الجيد من أهداف الجودة الشاملة، ومما لا شك فيه إن التعليم والتدريب المستمر يعتبر أحد مراحل بناء وخلق ثقافة الجودة الشاملة.
وكذلك على المراكز الاستشارية والمدربين ومنظومة التدريب أن ينصب تركيزهم على الناحية الأكاديمية والمحاضرات والدورات التي تأخذ بعين الاعتبار الأسلوب العلمي للدورة ، فعند التفكير في أي دورة أو مشروع أو حملة ، يجب الاهتمام والتخطيط بداية بمحور وموضوع الدورة وحيويته للملتحقين بالدورة وللقائمين على المشروع وما رؤية المشروع وما هي أهداف المشروع العامة و المرحلية؟ وما الوسائل العصرية الحديثة الجاذبة التي يستخدمها (ندوات، إعلانات، ظهور إعلامي، تواصل انترنت، باوربوينت، سبورة الكترونية، …) وما الآليات التي سوف يعتمدها في تلك الوسائل (دراسات، ورش عمل، مؤتمرات، تبادل خبرات، مراجع ومصادر…)، وما هي مراحل المشروع؟ ناهيك عن توفير القاعة المناسبة والمريحة والزمن المحدد للدورة، وكيفية توزيع الاستراحات والأوقات المستقطعة لضمان عدم التململ وضمان تركيز المتدربين، وتحديد نوعية الفئة المستهدفة من الحضور والمتدربين لضمان أقصى درجات الاستفادة من هذه الدورات. وتنويع النشاطات التدريبية لضمان تحقيق الأهداف وبعد التدريب تأتي المتابعة والتقييم للتأكد من تحقق أهداف هذه الأنشطة وانعكاس ذلك في شكل ايجابي على التفكير والأداء (إن أمكن قياس ذلك).
ففي اليابان هناك تعليم الكوكورو فهم يتعلمون ليس من أجل المعرفة فحسب وإنما أيضا من أجل اكتمال الخلق واحترام حياة الإنسان والحيوان والطبيعة واكتساب السلوك الحميد، ويحرصون على التعليم والنمو المهني المستمر لتطوير المهارات كذلك تنمية القدرة على الإبداع والتعلم المستقل ذاتيا لتوليد أفكار جديدة ويبحثون دائما عن كل ما هو جديد وحديث ومبتكر ولديهم الرغبة والطموح في التغيير وتحقيق النجاح والإبداع، وأرى أن تدعم الحكومة هذه النوعية من الأنشطة والمحاضرات والدورات المتعلقة بتنمية الذات والتنمية البشرية لما لها من أثر في القيم الروحية والخلقية والاتجاهات والمهارات والسلوكيات والمعارف والتي تعد مركبات حيوية للكيان البشري وتأثيرها على المكاسب الحياتية للمتدربين وتوسيع النظرة لخصائص الدورات ومؤشرات جودتها بدقة وموضوعية ودراسة اتساق التأثيرات الايجابية لجودة الدورات بشكل شمولي وتتمحور حول محاور رئيسية مثل مؤشرات خاصة بالمتدرب والمحاضر والإمكانات المادية والتنظيمات للمراكز التي تقدم هذه الدورات وليس شرط أن تقاس جميعها بشكل رقمي كمي بل يكفي أن يتم مجرد وصفها أو مزيج من الكمية والوصفية حسب الطبيعة الظاهرة لها.  
وختاما،،، فالفرد المتدرب متى ما أحسن اختيار الدورة بما يتوافق مع ميوله واكتسب معلومات ومهارات تفيده شخصيا في تنمية ذاته وتوسيع مداركه ويمارس دوره كمواطن صالح ينعكس إيجابا لمن حوله حينما ينقل خبراته لهم وبالتالي تتسع الدائرة شيئا فشيئا لتعم المجتمع بشكل أو بآخر فينشأ جيل واع ومثقف يستطيع مواجهة تحديات الحياة بشخصية تتسم بالثبات والثقة بالنفس.