م.شهد الناصر تكتب: قد أخبو لكن لن أنطفىء
ها أنا أحتسي القهوة على شرفتي التي إعتادت ضحكتي وثرثرتي ..لكن ماذا بي اليوم !
الجميع يتساءل لماذا هي صامتة !
” لم يفهم أحد بأني متعبة…”
إلا أمي التي لها طريقة عجيبة بفهمي ..لم تتكلم بأي موضوع بل وضعت الوشاح على كتفي وقالت “تأملي ماحولك” ..لم تقل أي كلمة بعدها وتركتني أفكر!
ماذا تقصد ؟
بالفعل بدأت أتأمل..تأملت نوافذ الحي ،وجدت أن وراء كل نافذة تختبىء قصة أبطالها أصحاب البيوت ..وأدركت أنني كذلك بطلة قصتي تذكرت حينها طفولتي عندما كان أبي يناديني” البطلة”
تمسكت بتلك اللحظة كثيرا وكانت هي الوشاح الذي يلفني شعرت وقتها بالدفء والسكينة شعرت وقتها بأنني فعلا بطلة قصتي ..لطالما كنت بطلة في مواجهة الظروف الصعبة ..فلماذا الآن أنطفىء ؟! وقلت بنفسي قد أخبو لكن من المستحيل أن أنطفىء..
تأملت السماء التي أحبها كثيرا.. …فعندما تتعبني الأرض تحلق روحي بين الغيوم..و بتنهيدة إرتياح أردد “إن الله معي ” فلماذا الحزن!
هناك في السماء إبتهالات أمي بجوف الليل ليحميني الرب من كل تعويذة حزن تتسلل لقلبي الصغير…
وهناك في السماء روح أبي “ملاكي الحارس”
الذي لطالما زرع بداخلي تلك الثقة بأنني قوية ولايستطيع أي شي أن يهزمني …
تأملت الزهور على شرفتي وأدركت أن الحياة لاتنثر الورد بطريقنا بل نحن علينا أن نزرع بذور أحلامنا بتربة الأمل ونسقيها بالصبرلتنمو وتزهر.
عندما يعتاد الجميع أن يروا إبتسامتك وتوهجك سيصيبهم الإستغراب إن خبوت قليلا! ليس المؤسف أن تخبو…
لكن المؤسف أن ترهق نفسك كثيرا وتجبر نفسك على الإبتسامة من أجل من تحب بالرغم من ألمك فتنصدم بعدم التقدير بل يعتقدون أن إبتسامتك حق من حقوقهم دون أن يلملموا شتاتك ..وذلك لأنك جعلتهم يعتادون إهتمامك .
لاتضغط نفسك من أجل أحد …فالذي يحبك سيحتضن كل تقلبات مزاجك
والذي يهتم لأمرك سيخلق ألف سبب للوصول إليك ستكون أنت روما بالنسبة إليه سيظن أنه يطير عنك لكن ستثبت له الأيام أنه يغرق بك…
كل بداية ستكون متعبة لكي نعتادها لذلك يجب علينا أن نمتلك تلك المرونة لنتقبل أي أمر طارىء ممكن أن يحدث فإن لم نمتلك المرونة ستتحطم أجنحة أحلامنا..
اعمل متوكلا على الله وتيقن أن أمورك بيده سبحانه
فلا حسرة على ماضي ولا خوف من آتي
هو أعلم بإحتياجات روحك
بعد كل منع عطاء، ومع كل عتمة هناك بصيص من نور
لاتدري ماذا تخبىء لك الأيام!
قد يكون الطريق لأحلامك متعرج لكن إن صبرت وإستعنت بالله ستنال ماهو أجمل مما تحلم ..
فصبر جميل والله المستعان .
بقلم :
م.شهد الناصر