هيا الهندي تكتب: دور العلاج بالعمل مع من يعانون من عسر البلع
يهدف العلاج بالعمل إلى تمكين الفرد من عيش حياته و أداء مهامه اليوميةباستقلالية ومنع العجزالناتج عن الإعاقة، و ذلك من خلال تعديل البيئة اأو المهام، تعليم المهارات، وتثقيف المريض وأسرته من أجل زيادة المشاركة وأداء الأنشطة اليومية وخصوصا الأنشطة المهمة بالنسبة للمريض، يعتبر الأكل من المهام اليومية التي يحتاج فيها الفرد إلى أن يكون مستقلاً و لكن يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في أداء هذه المهمة التي قد تبدو بسيطةً، و ذلك يعود لعده أسباب منها عسر البلع.
ما هو عسر البلع؟ هو شعور بالتأخير أو بخلل في عملية عبور الطعام الذي يتم ابتلاعه من خلال الفم ذهاباً إلى المعدة، يشكو المرضى عادة من إحساس بأن الطعام عالق أي يتوقف لا يكمل مروره إلى المرئ ، و ينقسم إلى قسمين، الأول يسمى بالإضطراب الفموي البلعومي، و الثاني يسمى بالإضطرابالمريئي. الأول ينبع من خلل في الأداء العصبي أو العضلي في الفم والحنجرة حيث يوجد ضعف أو خلل في التناسق بين فعالية العضلات التي تساهم في عملية البلع مثل عضلات الفم، اللسان، الحنجرة والبلعوم، و قد يكون ذلك بسبب عدد من الإضطرابات العصبية مثل الجلطات الدماغية، مرض الباركنسون، شلل الأطفال وغيرها. أما الثاني فينتج عن أورام في المريء أوتضيقات حميدة قد تسبب انسداداً في المريء، و من الممكن أيضاً أن يكون نتيجة بعض الأمراض التي تصيب المريء كتعذر الارتخاء، و هواضطراب في استرخاء مصرة المريء السفلية وانقباض عضلات المريء، و عادةً تصاحبه أمراض أخرى كمرض ارتجاع المريء. و أخيراً مرضى السكر قد يعانون من عسر البلع أيضاً لكونه مؤثراً على أعصاب المريء وعضلاته.
ما دور اخصائيي العلاج بالعمل في التعامل مع هذه الحالات؟ مع هذه الحالات يكون الهدف الرئيسي من العلاج ألا يدخل الطعام في مجرى التنفس مما يؤدي إلى اختناق الشخص، و ذلك يتحقق بتعليم الشخص الطرق المناسبة للبلع، تعديل البيئة لتناسب الشخص و تقلل من خطر الاختناق، تثقيف المريض و من يهتم به عن طرق الجلوس المناسبة وقت الأكل، تمرين عضلات الوجه و البلعوم لمساعدة عملية البلع، واختيار نوع الطعام المناسب للمريض حيث يستلزم التدريج في كثافة الطعام على حسب قدرة المريض.
