كتاب أكاديميا

د. يوسف المرتجي يكتب: فبراير بين الأمس واليوم

نحن اليوم لسنا ببعيد عما عانته الكويت بالأمس القريب من قهر وتشريد واحتلال أرعن، نحن اليوم لسنا ببعيد عما عاناه الكويتيون من تعذيب وألم وخوف وجوع، بين ليلة وضحاها تغير كل شيء من أمن إلى خوف وفزع, ومن نعم ورخاء الى فقر وقهر وجوع , ومن استقرار إلى تشريد وتشتت وضياع.
عبر التاريخ مر على الكويت الكثير من المحن ولكن وهب الله عز وجل لهذا الشعب وهذه الأرض الصبر والترابط والالتفاف حول قيادته حتى اجتاز هذه المحن بحول الله وقوته ,فكل من عاصر او سمع او قرأ عن تلك الفترات والمحن التي عصفت بالكويت يدرك تماما نعمة الامن والطمأنينة والعيش الكريم والذي يتطلب منا حمدالله وشكره على مانحن فيه من نعم ورخاء يحسدنا الكثير عليه ويتمنى ان يكون لديه اقل القليل مما ننعم فيه , اخواني واهلي وابناء وطني ان مانلمسه اليوم للاسف الشديد في وسائل التواصل انما هو وكاننا لسن نحن من تلاحم لمواجهة الغزو الغاشم وكاننا لسن نحن من تعاون للدفاع عن الكويت والكويتيين بكل فئاتهم وكاننا لسن نحن من حمل على عاتقه مساعدة الاسر وافرادها بكل احتياجاتها حاملا في قلبه الكويت والكويت فقط , ان مانراه اليوم في وسائل التواصل يصورنا وكاننا نعيش في غابة .. بل اسوأ الغابات واسوأ المجتمعات … فالكل اصبح منتقد والكل فاسد والكل فاهم والكل معترض والكل منضّر حتى وصلنا لمرحلة انتقلت العدوى للغالبية من تذمر ونقد والنظر بتشاؤم ..حسرة تعتصر القلوب مما نسمعه من تشكيك في الولاء والنوايا والقاء التهم والتخوين على من نختلف معه بالرأي او الحوار , وللاسف ان يهاجمون المجتمع ويسعون الى تفرقته ويتذمرون وينظرون بالمنظور الاسود انما هم في بيوتهم امنين مطئنين ولديهم من متطلبات الحياة الكريمة ما لديهم . فلنشكر الله على مانحن فيه من نعم ولنشكر الله على مالدينا ولنشكر الله على ما نحن افضل فيه من الكثير من الشعوب من رغد الحياه ونعيمها ولنتعاون من اجل وحدتنا الوطنية ونبذ كل ماهو عنصري وطائفي لنعود بالكويت الى ماكانت عليه من تراحم وتسامح وترابط كما تركها لنا الاباء والاجداد , لندعوا لشهدائنا الابرار الذين سطروا بدمائهم اروع التضحيات من اجلنا ومن اجل هذا البلد الطيب .لنشكر الله على مانحن فيه من نعم حتى تزيد ولاتزول.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه
رحمكم الله شهداء الكويت فمازالت تضحياتكم تسطر مستقبلنا الجميل بإذن الله

د. يوسف المرتجي
قسم علم النفس
كلية التربية الأساسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock