مطلع عام عربي جديد كتبت د.دلال الردعان
ومضى هذا العام بكل ما فيه من احداث ووقائع وفي الوقت الذي انشغل فيه الناس حول العالم بالتحضير للاحتفال بقدوم العام الجديد وتزيين الشوارع والبيوت والخروج للمقاهي والمطاعم للاحتفال ورغم كل هذه الاجواء الاحتفالية الصاخبة للناس لاستقبال العام الجديد و توديع عام مضى فأننا “بني يعرب” الذين نعيش في منطقة كمنطقة الشرق الاوسط كان لدينا صخب آخر نعيشه ولكنه من نوع أشد ألماً وأكثر وقعاً من مجرد الاحتفال بمغادرة سنة وقدوم سنة أخرى جديدة لأننا وبكل صراحة عجزنا عن الاقتناع بأن نحتفل كهذه الشعوب بساحة من هواجس الخوف والترقب لمستقبل شعوبنا العربية المغدورة في عروبتها واصالتها وقوة وحدتها. ففي ظل الصراعات المحتدمة والحروب في المنطقة والتي تسيطر فيها النظرة المستقبلية المتشائمة والتي لا تبشر بخير وخاصة في ظل سيطرة ووجود قوى اقليمية عنصرية متسلقة جعلت المنطقة تموج بالأحداث الساخنة من قتل واقتتال واغتصاب للحريات والأنفس بين ابناء بني “يعرب” في ظل تراجع كبير لتأثير القوى الدولية وضعف القرارات الدولية لاعتبارات عدة من طغيان المصالح أولغياب الرأي والصف العربي الموحد مما جعل المنطقة بأجمعها في حالة غير مستقرة حتى في الدول البعيدة عن الصراع ولقد انعكست هذه الصراعات السياسية وعدم الاستقرار بالمنطقة بصورة ملحوظة وملموسة على نفسية المواطن العربي العادي الذي بدأ يتخوف ولايشعر بالاطمئنان نحو المستقبل وفاقد للأمان النفسي والجغرافي في واقعه ويعاني صراعاً نفسياً قاده لأن يحتفل بقدوم عام جديد ويعيش حالة من الانعزال البعيدة عن ارض الواقع والحدث ليريح نفسه لبعض من الوقت من الاحداث الضاغطة والظلم الواقع على شعوب المنطقة ليجد نفسه في هذه المناسبة امام سؤال ملح ينتظر منه ومنا الاجابة وهو هل ستكون السنة الجديدة القادمة بشرى خير وانفراج واستقرار للمنطقة و لجميع دول المنطقة ؟!.ام أننا امام استمرار لهذه الاحداث المؤلمة في منطقتنا وأن الحال سيكون من السيء للأسوء؟
وعلى سبيل الصراحة والمصداقية فإنه لا ولن توجد اجابة قطعية على هذا السؤال ولسبب بسيط وهو أن اجابتنا المعتادة والتي نريح بها أنفسنا بأننا منفائلون ونؤمن بأن الاقدار بيد الله يحركها ويدبرها كيف ما يشاء ونعم بالله ولحكمه وتدبيره ولكن ماذا اذا استمرت تلك الوقائع و الاحداث على ماهي الان عليه من سوء وانقسامات وحروب وانتهاكات لحريات الشعوب وتعدي على ارواحها وممتلكاتها وانسانيتها؟ وحتى ان تحدثنا بحس من الانصاف ونعترف بأن هذه الاحداث التي تمر بها المنطقة العربية هي ليست عصية على الحل وليست مستحيلة على الحلول لأنها ببساطة ماهي الا مجمل وانقسامات داخلية وحروب ممكن تجاوزها من خلال وحدة هذه الشعوب وتفويت الفرصة على اعداء الدول والشعوب والمنطقة من النيل منها ومن تدمير ديارها وشعوبها.
اذاً نظل نحن مطالبين قبل ان نملي انفسنا بالأمنيات لهذا العام الجديد ان نعمل على تحقيق هذه الامنيات على ارض الواقع من خلال الوحدة بين الشعوب وتجاوز الخلافات والانقسامات ومن خلال سياسة الدول التي تتمتع بسيادتها الاقليمية وتغلب مصلحة شعوبها وتسعى الى مستقبل زاهر اهذه الشعوب فهل سنشهد عام جديد يتوقف به سيل الصور المؤلمة والمناظر البشعة اليومية في منطقتنا العربية من قتل للاطفال والابرياء وذبح للانسانية بإسم الدين والمصالح السياسية
ومن دون تحقق لتلك الامنيات التي يرجوها المواطن العربي البسيط اليوم لا يحق لنا ان نتكلم عن عام جديد وسعيد ومستقر نتمناه لنا ولغيرنا ولشعوبنا ودولنا. ولا يحق لنا التفاؤل بقدوم عام جديد.
د/دلال عبدالهادي الردعان