أ. د. فيصل الشريفي يكتب مؤسسة صباح الأحمد الإنسانية الخيرية العالمية
مؤسسة صباح الأحمد الإنسانية الخيرية العالمية
كتب المقال أ. د. فيصل الشريفي
الإرث الحضاري والإنساني الذي تركه الراحل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، للكويت كان استثنائياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لما قدمه من إسهامات ومبادرات خيرية وصل صداها إلى كل بقاع الأرض، فرضت على العالم احترامه وتكريمه من قبل منظمة الأمم المتحدة التي أطلقت عليه لقب قائد الإنسانية وعلى الكويت مركزاً للعمل الإنساني.
سمو الأمير الراحل لم يكن شخصية عادية، فقد دونت صفحات التاريخ الحاضر مآثره لدوره الكبير في مساعدة الشعوب التي أنهكتها الصراعات والحروب الأهلية والكوارث الطبيعية، ولرعايته للكثير من المؤتمرات المانحة ولدوره الدبلوماسي في تقريب الآراء وتغليب لغة العقل والبحث دائماً عن الحلول التي من شأنها تجنيب المنطقة مخاطر حروب كانت قاب قوسين أو أدنى.
لن ينسى التاريخ سعي سمو الأمير الراحل في جمع البيت الخليجي والحفاظ عليه، ولا ينسى تبنيه العديد من المؤتمرات المانحة للتخفيف من معاناة الشعب السوري، ولا دوره ورعايته لمؤتمر إعمار العراق، ولا رعايته لمفاوضات السلام اليمني اليمني.
لقد ظل العالم وعلى مدى السنوات الخمس الماضية يحتفل بذكرى تكريم سموه تقديراً للجهود التي بذلها في الحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، ولما قدمه من مساعدات مالية شملت شعوب الأرض دون النظر لأي اعتبارات عرقية أو مذهبية، فكان بها خير مثال للقائد الإنسان والدبلوماسي المحنك.
لقب قائد الإنسانية سيظل خالداً تتناقل ذكراه الأجيال بعد الأجيال، وعلينا جميعاً، حكومة وشعباً، أن نحافظ على الإرث الاستثنائي من خلال تخليد ذكراه بإنشاء مؤسسة عالمية للأعمال الخيرية والإنسانية تحمل اسم المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه.
إنشاء “مؤسسة صباح الأحمد الإنسانية الخيرية العالمية” لن يخلد اسم الراحل فقط، بل سيجعل من دولة الكويت قبلة للباحثين عن السلام والتعايش السلمي، وإحدى منارات العمل الإنساني، ومرجعاً أخلاقياً يجسد أسمى قيم الإنسانية.
هذه المؤسسة ستحظى باهتمام دولي، وستكون امتداداً وتكريساً للنهج الذي تبناه سموه، والملهم للعاملين في مجال الخير والسلام العالمي، بمنحها الأوسمة والشهادات التقديرية والجوائز السنوية لأفضل الأعمال والدراسات والبحوث وكل ما يخص قضايا العمل الإنساني والخيري.
اليوم ومن باب رد الجميل لشخصية استثنائية حظيت بتقدير وثقة رؤساء وشعوب العالم، ولكي لا تنطفئ الشمعة التي أضاءها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، وتخليداً لذكراه أسأل الله العظيم أن ترى هذه المؤسسة النور على يد حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، وتحظى برعايته الكريمة.
أخيراً أوجه رسالة شكر للأخ العزيز حسن الأنصاري لمشاركته معي هذه الفكرة، والتي أسأل الله تعالى أن ترى النور ولو بالجزء القليل من رد الجميل لشخصية استثنائية كتب سطورها على صفات التاريخ الإنساني والخيري سمو الأمير الراحل الشيخ صباح، طيب الله ثراه. ودمتم سالمين.