جامعة الكويت

كابوس الامتحانات..يلاحق طلاب الجامعة: كثرة المقررات وعدم تنظيم وقت المذاكرة

  

باتت الامتحانات في كل زمان ومكان…كابوسا يطارد الطلاب الدارسين ويظلل حياتهم ويسيطر عليهم سواء كان الامتحان سهلاً أم شديد الصعوبة لأن ذكرياتهم مع هذه الامتحانات مليئة بالتوتر والألم والقلق والخوف وتتضاعف نتائجها مع قلة التركيز والنوم وسوء التغذية.
ويعتبر الكثير من الطلاب فترة الاختبارات من أكثر الفترات المليئة بالضغوطات النفسية يرفعون خلالها حالة «الطوارئ» حتى عند أولئك الطلاب الفائقين في دراستهم ما ينعكس سلبياً على أداء الطالب في الاختبار.
ويشكو كثير من الطلاب من كثرة المقررات والمواد الدراسية وعدم التنظيم الجيد لوقت مراجعة المواد قبل الامتحانات.
وبحسب استشاري نفسي واجتماعي فإن إهمال بعض الجوانب المهمة في حياة الطالب مثل التغذية السليمة والنوم الجيد والتركيز على المادة فقط فضلاً عن العامل النفسي يأتي بنتيجة سلبية وعكسية على أدائه في الامتحانات.
ونقل عدد من طلاب الجامعة لـ «الراي» معاناتهم الدائمة في فترة الاختبارات والتي لا يعلمون ما الطريقة المثلى لتجاوزها.
وإلى التفاصيل:
بداية التقينا الطالبة عذاري الشمري التي تحدثت قائلة «انها ليست لديها وقت كاف للدراسة لأن المقررات الدراسية كبيرة جداً لا يمكن دراستها في يوم أو يومين أو حتى ثلاثة أيام بالاضافة إلى عدم وجود عطلة كافية لدراسة المقررات والاستعداد نفسياً للامتحانات النهائية ناهيك عن عقد امتحانين أحياناً في يوم واحد والمنهج كبير ولا يمكن للطالب التركيز في الاثنين في آن واحد».
وأشارت إلى «انها تقوم بتقسيم المقرر على ثلاثة أيام ورغم ذلك لا تكفي بالمرة لدراسته دراسة وافية لأن المقررات دسمة جداً ما يجعلها تشعر بضغط نفسي كبير ولا تستطيع التركيز في المذاكرة».
وأضافت «انها تنوي قضاء اجازة نصف العام الدراسي الأول في الراحة والاستجمام فقط والخروج من الأجواء الدراسية المتعبة والاستعداد النفسي التام للفصل الدراسي الثاني».
وذكرت انها «تطمح إلى الوصول لأعلى المراتب في سنة 2016 والنجاح وتحقيق طموحاتها التي لم تتمكن من تحقيقها في العام 2015 بالإضافة إلى نجاح مشروعها الخاص وقدرتها على التنسيق بين الدراسة والعمل».
من جانبها قالت مريم الصلال «انها تشعر بالضغط والتوتر بسبب الاختبارات ولكن لديها وقت كاف نوعاً ما للدراسة مبينة انها تنظم وقتها في فترة الاختبارات عن طريق تقسيم المواد من حيث الكمية والصعوبة فتقوم بدراسة الكمية التي تتطلب مجهوداً أكبر أولاً».
وعبرت الصلال «عن استيائها من عدم التنظيم الجيد للجان الامتحانات الذي يتحول إلى حالة من الفوضى، مشيرة إلى انها تتطلع لحلول عطلة نصف السنة لقضائها بين الأهل والاصدقاء في مخيم العائلة أو السفر وتمنت أن تكون 2016 سنة خير على قائمتها المفضلة «المستقلة».
بدوره أكد الطالب عبدالله الفضل «ان لديه وقتا كافيا لدراسة المقرر الدراسي ولكن الأمر يتطلب تنظيم هذا الوقت وعدم إهداره في التسلية والترفيه».
وتابع «يجب على الطالب الجامعي ان يدرك قيمة الوقت وتحديد بعض الساعات للمذاكرة، وان يدرك ان فترة الامتحانات من أصعب الفترات التي يعيشها الطالب ولكن تنظيم المذاكرة قد يسهل مهمة الطالب إذا كان مهتماً بدروسه وقليل الغياب وغير مهمل».
وأضاف ان «تنظيم لجان الاختبارات قد يكون أمرا غير لافت للطالب وغالبية الطلبة يركزون على دراسة المادة والاجتهاد في الحفظ والفهم ولكن قد يكون عبوس وجه المراقب يؤثر سلباً في نفسية بعض الطلاب الحساسين وأدائهم في الامتحان نوعا ما».
وأشار الفضل إلى ان «الراحة شيء أساسي للطالب الجامعي خصوصاً بعد عناء فصل دراسي كامل فهو يحتاج إلى ان يخرج من شرنقة الدراسة ويريح ذهنه من المذاكرة والتخطيط لعطلة نصف العام الدراسي الأول وقد تختلف طريقة كل طالب في قضاء اجازته منهم من يحب السفر والبعض الآخر يفضل الراحة والنوم فقط لقصر العطلة وهناك من يفضل الذهاب للمنتجعات والأماكن الترفيهية».
وقال عبدالله «يتطلع إلى تقديم الأفضل في الحياة الجامعية واستكمال المواد المشترطة للتخرج متمنياً التوفيق لجميع الطلبة في اختباراتهم وحياتهم العلمية والعملية».
في السياق ذاته أوضح أحمد عبدالله ان «هناك وقتا كافيا للدراسة وذلك عن طريق تخصيص أوقات معينة للمذاكرة لا تقل عن 4 إلى 5 ساعات يومياً ووضع مواعيد للمذاكرة وأوقات لإراحة العقل لأن عقل الانسان لا يستطيع استيعاب كمية كبيرة من المعلومات بفترة متواصلة مؤكداً ان الجامعة تعمل على تنظيم لجان الامتحانات دائماً ولكن من الطبيعي ألا يكون التنظيم متكاملاً.
وأضاف أحمد «انه بعد عناء وتعب واجهاد الدراسة وبعد الضغوطات النفسية الشديدة ينوي قضاء إجازة نصف السنة في المخيم الربيعي مع الأهل والأصدقاء للترفيه عن نفسه والتسلية والخروج من «كآبة» الدراسة متمنياً النجاح له ولجميع زملائه في العام 2016 وان تكون سنة «خير» على الجميع».
من جانبها قالت فاطمة الفضلي «أحيانا يوجد وقت كاف للدراسة وأحياناً لا يتوافر ذلك بسبب ضغط المناهج وضيق الوقت الشديد».
وأضافت «تجنبا لضيق الوقت أخصص وقتاً لمراجعة المواد في يوم معين من أيام الأسبوع قبل وقت الامتحانات حتى لا أشعر بضغط أوقلق أوتعب».
وأشارت الفضلي إلى «انها تستعد لإجازة منتصف العام الدراسي المقبلة بقوة وإرادة من أجل تبديل الطاقات السلبية التي خلفتها الامتحانات بطاقات ايجابية وذلك من خلال السفر وقضاء الوقت مع العائلة والراحة والاستجمام مبينة انها تطمح للتفوق في 2016».
بدورها قالت الطالبة نسيمة نصار ان «وقت الدراسة غير كاف وذلك بسبب ضغط جدولها الدراسي وعدم وجود فترة كافية للاستذكار وتتناسب مع عدد المواد المسجلة ومواد التخصص المساند والمواد الاختيارية ولكنها تحاول تنظيم وقتها قبل الامتحان بفترة قصيرة وتبدأ بمذاكرة المواد التي تحتاج لجهد أكبر».
ونصحت نسيمة «الطالبات بالمذاكرة أولا بأول والعمل على عدم تراكم المادة وتنظيم الوقت بشكل جيد للابتعاد عن الضغط النفسي والتوتر،مشيرة إلى انها بعد الاختبارات تنوي السفر للراحة والاستجمام».
الموسوي: التلخيص والتغذية الجيدة والنوم الكافي خلال الامتحانات يساعد على التركيز ويبدّد الخوف
رأى الاستشاري النفسي والاجتماعي في جامعة الكويت وكلية التربية الدكتور حسن الموسوي ان«الضغوطات والأزمات النفسية خلال فترة الاختبارات أمر طبيعي جداً ولكن تختلف درجة القلق والتوتر من طالب إلى اخر بحسب طبيعة التكوين النفسي من طالب إلى اخر، فهناك طالب يتوقع دائما الحصول على الـ «A» وغير ذلك يعتبره فشلا والآخر يتمنى النجاح فقط ولا يهمه التفوق كما أن القلق يجب ان يصل للحد الأمثل والذي يساعد الطالب على انجاز عمله وليس القلق الذي يعيق نجاحه».
وأرجع الموسوي «الشعور بالقلق الشديد خلال فترة الامتحانات إلى أسباب عدة منها الضغط الشديد الذي يمارسه الطالب على نفسه ويمارسه الأهل عليه لمراجعة دروسه مايزيد حالة التوتر لديه وكلما ازداد القلق قل أداء الطالب بالإضافة إلى عدم الاستعداد الجيد للاختبار وذلك عن طريق مراكمة المواد وتأجيلها دوماً والدراسة قبل الاختبار بيوم أو يومين وأيضاً التوقع الذي تم ذكره مسبقاً لأن بعض الطلبة باعتقادهم انهم إذا لم يحصلوا على الـ «A» فهم فشلة وذلك التفكير يعرض الإنسان للضغط الشديد في وقت المذاكرة».
وتطرق الموسوي إلى «العديد من الطرق والوسائل للتخلص من قلق وتوتر الاختبارات وأولها الاعداد السليم للدراسة عن طريق القراءة الجيدة والتخطيط والتلخيص الجيد للمادة ووضع الأسئلة والدراسة المتقطعة في كل حين بالإضافة إلى التغذية الجيدة في فترة الامتحانات فالعقل السليم في الجسم السليم والنوم الكافي الذي يساعد على التركيز والنقطة الأهم هي ثقة الطالب في نفسه وفي قدراته وإمكاناته».
وقال ان«الأسرة تلعب دوراً فعالاً في التأثير على نفسية الطالب قبل الاختبار، ويجب على الطالب تأجيل جميع الأمور التي ليست لها علاقة بالدراسة مثل التسلية والترفيه والذهاب لدور السينما قبل الاختبار».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock