وزارة التربية

مقترح نيابي بإعادة تطبيقها و«التربية» تستطلع رأي أهل الميدانالوجبات الغذائية في المدارس تعود.. لا تعود؟

  
الكندري: لانستطيع فرض وجبة لا يرغب فيها الطالب

أحمد الطاهر: المشروع فاشل

فاطمة دشتي: يلبي شريحة خاصة من المتعلمين

السهو: يرهق ميزانية الوزارة

اكاديميا| الأنباء

تعد وجبة الافطار في الصباح مهمة جدا للطالب اذ تمنحه القوة والحيوية لبدء يومه الدراسي دون توتر عقلاني وجسماني، لذلك دأبت وزارة التربية في الماضي على تقديم وجبة لطلبتها في جميع مراحلهم التعليمية، غير انها توقفت في حقبة الثمانينيات وعادت مرة أخرى في عام 2010 لتوزعها على تلاميذ المرحلة الابتدائية في تجربة استمرت ٤ سنوات وبتكلفة وصلت الى ما يقارب ٥٨ مليون دينار غير انه لم يكن هناك اقبال طلابي على هذه الوجبات التي جعلت الإدارات المدرسية تقوم بتوزيع الفائض منها على العمال والجهات الخيرية مما ادى لتوقف وإلغاء المشروع من المدارس.. وزارة التربية تلقت مقترحا نيابيا بعودة الوجبات الغذائية مرة اخرى للمدارس وبدورها قامت بتحويل المقترح للمناطق التعليمية لاخذ رأي اهل الميدان، غير ان «الأنباء» استبقت الأمر وعرضت المشروع على اهل الميدان وأولياء الأمور والطلبة وخرجت بهذه الحصيلة من الآراء التي تتجلى عبر السطور التالية.
البداية كانت مع وكيلة التعليم العام بوزارة التربية فاطمة الكندري حيث أكدت انه بعد تجربة عودة الوجبات الغذائية لتلاميذ المرحلة الابتدائية وجدنا ان هناك عدم قبول من الطلبة على الوجبات، مشيرة الى ان الجيل الحالي غير الاجيال السابقة التي كانت تعتمد على الوجبات المدرسية اذ ان لديه نمطا معينا في الوجبة ولا نستطيع ان نفرض عليه وجبة لايرغب فيها.

واضافت الكندري ان الوزارة تلقت مقترحا نيابيا لعودة الوجبات الغذائية للمدارس وتمت احالة المقترح للمناطق التعليمية لعرضه على اهل الميدان ومن ثم رفع تقرير بذلك لنقوم بعرضه على وزير التربية د. بدر العيسى والوكيل د. هيثم الاثري لاتخاذ ما يرونه مناسبا.
مشروع فاشل
من جانبه، قال المدير المساعد بمدرسة المأمون الابتدائية احمد الطاهر: من خلال عملي في بعض المدارس الابتدائية فقد عاصرت تنفيذ مشروع الوجبات الغذائية التي كانت توزع على أبنائنا التلاميذ. ومن خلال ملاحظتي على هذا المشروع وجدت انه فاشل ولا يرقى الى المستوى والهدف المطلوب الذي وضع من أجله، مشيرا الى انه لم يستفد منه التلاميذ بتاتا بل كان المستفيد الاول منه هم عمال النظافة والمعلمين.
واضاف الطاهر ان اغلب التلاميذ يقومون باحضار وجباتهم الخاصة معهم وذلك لأنهم لا يرغبون في الأصناف والأنواع التي تقدم لهم. حيث ان التلميذ يفتح علبه الوجبة ويأخذ صنفا ويترك الباقي، لافتا الى أن فكرة الوجبات التي توزع على التلاميذ ما هي الا هدر للمال العام وبالتالي لا تصب في مصلحة التلاميذ.
من جهتها، اكدت مديرة ثانوية العدان للبنات فاطمة دشتي ان مشروع الوجبات الغذائية يلبي حاجة شريحة خاصة من المتعلمين في بعض المناطق التعليمية، مشيرة الى انه بحاجة الى اعادة نظر في طريقة التوزيع وأوجه الصرف والميزانية الخاصة به.
واضافت دشتي انه على وضعه الحالي هناك هدر في المال العام واسراف ولا يحقق الهدف المنشود منه، مشيرة الى ان طبيعة البيئة تختلف بين المناطق التعليمية باختلاف المستوى الاجتماعي والثقافي،لذلك لابد من وضع بعد المعايير عند تطبيق اي مشروع، مطالبة بعدم تعميم كل المشاريع بصورة واحدة.
تكلفته ترهق ميزانية التربية
من جانبه، اوضح مدير مدرسة الواحة المتوسطة سعود السهو انه ليس هناك داع لعودة الوجبات الغذائية للمدارس لاسيما ان تكلفتها عالية وترهق ميزانية الوزارة اضافة انها لا تجد التزاما من الطلاب في تناولها، مشيرا الى ان اعداد الوجبات في وقت طويل يؤدي الى فساد بعض الاطعمة التي تصل الى المدارس.
واضاف السهو انه ايضا وجود الوجبات سينعكس بالشيء السلبي على الموارد المالية التي تحصل عليها المدارس عن طريق المقاصف، متمنيا ان تستفيد وزارة التربية من ميزانية الوجبات باعمال اخرى كصيانة المدارس بشكل جيد وتوفير ما تحتاجه المباني من اعادة تأهيل خاصة القديمة منها.
اما ولي الأمر بدر محمد فقد اكد ان مشروع الوجبات الغذائية الذي قدم في السنوات الثلاث الماضية كان فاشلا، مشيرا الى ان الوضع تغير عن ايام جيلنا، الان الطالب هو من يختار وجبته، لذلك نرى معظم الوجبات مسترجعة او عند عمال النظافة فالافضل الاستفادة من هذه الميزانية المخصصة للوجبات في مشاريع تستفيد منها التربية لمصلحة التعليم والمنطومة التربوية. بينما يرى ولي امر اخر ضرورة عودة الوجبات لما لها من تخفيف على مصروفات ولي الأمر خاصة ضعيف الدخل ولديه ابناء كثر، مشددا على اهمية ان تكون الوجبات صحية ويرغب في تناولها الطالب.
وذكر انه يفضل ان يكون الطبخ في المدرسة كما كان في السابق، وذلك لتخفيف الميزانية على الوزارة.
عودتها ضرورة
من جانبه، قال المعلم علاء مهدي: ان عودة الوجبة الغذائية المدرسية أمر ضروري بسبب تجاهل معظم الطلاب لهذه الوجبة وهي وجبة الافطار، مشيرا الى انها من اهم الوجبات الأساسية التي يجب ان يتناولها الأطفال والكبار فهي تعطي الطاقة للجسم وللعقل ولها دور كبير في تطوير القدرات التعليمية والأداء الذهني عند الأطفال.
واضاف مهدي: لقد أثبتت الدراسات ان هذه الوجبة تجعل الطلاب اكثر تركيزا أثناء اليوم الدراسي لذلك من الافضل عودتها مرة اخرى للمدارس.
بدوره، اكد عبدالله العنزي رئيس قسم الاجتماعيات بمدرسة الواحة المتوسطة انه مع عودة الوجبات الغذائية للمدارس بشرط أن تحتوي على غذاء صحي متكامل وتحت اشراف ورقابة صحية شديدة ومتابعة مستمرة، مشيرا الى ان المشروع كان ناجحا في السنوات الماضية.
بينما اكد المدير المساعد مبارك الشمري وقوفه ضد عودة الوجبات المدرسية لانها تكلف الدولة الكثير من الاموال، لافتا الى عدم رغبة طلاب المدارس في تناولها، موضحا ان وجود الوجبات يقلل من ارباح المقاصف المدرسية التي تعتمد عليها المدارس في حل المشكلات والمصاريف للمدرسة.
اما الطالب طلال عبدالعزيز فأشار الى ان الوجبات الغذائية مطلوبة وضرورية لانها صحية وسليمة وهي افضل من وجبات المقصف، لافتا الى اهمية اعادة النظر في المشروع وعودته وفق آلية معينة بالتنسيق مع وزارة الصحة.
«الصحة»: الوجبات المدرسية تكافح السمنة لدى الطلبة
اما وزارة الصحة فكانت لها وجهة نظر صحية طبية في عودة الوجبات الغذائية للمدارس، حيث اكدت مديرة إدارة التغذية بالصحة د.نوال القعود ان عودة وجبات المدارس تعتبر احد اهداف خطة مكافحة السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال والمراهقين في الكويت لانها من ادوات الخطة لتطبيق التوصيات التغذوية التالية:
١- زيادة استهلاك الطفل والمراهق من الخضراوات والفواكه، حيث ان من المفترض ان يستهلك الطفل بمعدل 5 حصص يوميا من الخضار والفواكه، لذا مع عودة الوجبات الصحية للمدارس فاننا نستطيع حقن هذه التوصيات في الوجبات وبالتالي زيادة الاستهلاك.
2- زيادة شرب الماء حيث تمثل هذه النقطة ايضا احدى التوصيات التغذوية الخاصة بتغذية الأطفال والمراهقين لذا اذا قدمنا مع الوجبات الصحية الماء بدون اللجوء الى العصائر فسنرفع وعي واستهلاك الأطفال والمراهقين للماء بشكل عام
3- التحكم بكمية السعرات الحرارية المستهلكة خلال هذه الوجبة وجعلها تتناسب مع حاجات الطفل والمراهق من الطاقة اليومية دون زيادة او نقصان خصوصا ان هذه الوجبة تقع في منتصف النهار، لذا يجب الا تكون مكدسة بالسعرات الحرارية وبالتالي تؤثر على وجبة الغداء في المنزل وهذا لن يكون بدون ان نتحكم بما يباع في المقصف ومطابقة ما يباع مع توصيات منظمة الصحة العالمية (تقليل السكريات والدهون والأملاح).
4- توحيد الوجبات بين الأطفال والمراهقين يرفع من جودة الغذاء المقدم للطلبة من حيث الكمية والنوع والمراقبة المباشرة عليها.
5- اذا نجحت هذه الخطوة في تغيير اختيارات الأطفال والمراهقين التغذوية وجعلها اختيارات اكثر صحية كما هو متنبئا من خطط ناجحة لمكافحة السمنة وزيادة الوزن في دول متعددة فان هذا سيعود بالنفع على صحة الطالب وادائه الدراسي بالمرتبة الاولى وعلى الدولة في النهاية فقد تنخفض نسبة الطلاب المعرضين للسمنة وبالتالي تقليل نسبة الاصابة بالسمنة والأمراض المزمنة غير المعدية عندهم اذا اصبحوا بالغين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock