أطفالنا ومعرض الكتاب | كتب: باسمة الوزان
في مبادرة طيبة مثمرة مفعمة بالحب والعطاء، تصطحب معلمة مرحلة ابتدائية من بلادي حاسوبها الشخصي، لقراءة القصص في حصة احتياط، لتهدئة الأطفال وإفادتهم.ترى ماذا سيقطف الطفل إن أضفنا قراءة جهرية لدقائق يوميا في البيت، وأخرى أسبوعيا مع أقرانه في نزهة، وزيارة دورية لمكتبة أو معرض كتاب؟من حق الطفل أن يُدّرب على حسن اختيار الكتاب قبل زيارة معرضه السنوي، يفكر كيف يلتقط الأنسب من الكم الهائل، ويقبل مختارا بإرادته نحو الاستزادة.يكتشف الطفل أثناء محاورتنا له موضوعات الكتب، ونتعرف نحن احتياجاته، لنوجهه برفق دون فرض، ولا بأس من تحفيزه ليعدد مفضّلاته، وكيف يختار كتبه أثناء الطريق إلى المعرض، ومن حقه مراعاة صغره وضعفه، ومنحه الوقت والحرية حين متابعته، ولا يصح إعداده وإقناعه خلال تجوله في المعرض، ومن الجيد الثناء على اختياره لكتاب مميز.إن عدم السماح للطفل باختيار قصة بداية لتشويش علاقته بذاته من جهة، وبالكتاب من جهة أخرى، كما أن خوف الكبار من الكتب الجديدة ناشئ عن عدم معرفة تعالج بالمعرفة والمناقشة، ويمكن الوصول إلى كتب الأطفال الجيدة أو الموصى بها، عبر البحث في المواقع المتخصصة في عوالم الكتب والمكتبات عبر شبكة الإنترنت، أو التفرغ لزيارة استطلاعية مسبقة إلى المعرض للتوقف عند محطات توافر أفضل الكتب.كما أن القراءة السريعة لصفحات متفرقة، تفصح عن مدى مناسبة القصة لعمر الطفل، ومستوى إدراكه وفهمه، وإذا كانت هادفة مفيدة، تتبع أنشطته المفضلة، أو مكونات بيئته التي يستكشفها، وكيفية التعامل مع كائناتها، أو نصرف انتباهه بهدوء نحو بديل أكثر جاذبية وعطاء عندما يخطئ الهدف.ذكر أحد الباعة ان عدداً لا يستهان به من الأطفال يطلبون كتب الألغاز أو النكت، وان آخرين يسألون عن كتب بما تبقى لديهم من ميزانية، وهذا أمر وارد ويجب توجيه الأطفال برفق نحو ما يناسبهم، لأنهم قدموا من أجل الكتاب، وعلينا مساعدتهم والإصغاء الى احتياجاتهم ورفع مستوى تطلعاتهم واهتماماتهم، وللبائع دور مسؤول ومؤثر.وليس من الإنصاف إدراج الكتب المعينة للمناهج ضمن قائمة كتب للطفل، فهو مشوش آخر يربك علاقته بالكتاب، بل أن تخصص ميزانيته لقصص من اختياره، ويجب ألا يعاقب طفل بحرمانه من كتاب.الكتاب هو أحد الخيارات الفاعلة والمعينة في تهذيب استخدام الأجهزة الذكية، فالقصص الناجحة تبعث المعارف ببهجة لا تمل وإن تكرر سماعها عشرات المرات، بل وتتبعها أنشطة وفنون جميلة تشغل وقت الأطفال وتحفز إبداعاتهم.باسمة الوزان