تقويم الطلبة في الصف الأول الإبتدائي في المدارس الحكومية بدولة الكويت! بقلم د. زيد الشمري
في البداية، أتوجه بالشكر لكل القائمين على العمل في المدارس من معلمين وإداريين إلى المسؤولين في وزارة التربية على كل ما يقومون به لخدمة دولتنا الحبيبة الكويت تنفيذا لأوامر حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وحرصا على تقديم خدمات تعليمية للمواطنين متوافقة مع التقدم السريع في العلوم والمجالات التربوية عالميا.
وزارة التربية مشكورة قدمت مناهج جديدة، خصوصا في المراحل المبكرة من التعليم، وتحديدا الصف الأول الإبتدائي حيث هو موضوعي لهذا اليوم. إلا أن هذه المناهج كونها غير مكتملة من حيث توفير كل المعلومات الضرورية فيما يتعلق بكيفية تدريس هذه المواد العلمية كمحتويات دراسية أو كيفية تقويم الطلبة عند تعلمها.
إن التوجه العالمي في عملية تقويم الطلبة في الصف الأول الإبتدائي قد حدد أنواع معينة من أدوات التقويم، بخلاف أدوات التقويم المستخدمة في الصفوف المتقدمة لنفس المرحلة الإبتدائية التي تشير إلى استخدام أدوات تقويم أخرى مثل الاختبارات الكتابية لتقويم مستوى فهم وتقدم الطلبة. إلا أن في الحقيقة في الصف الأول الإبتدائي نجد أن مهارات القراءة والكتابة لدى الطلبة ليست متطورة بما فيه الكفاية لإظهار ما يعرفونه في شكل مكتوب كإجابات لأسئلة توجه لهم في إختبارات تتطلب القراءة. لذلك يجب على المعلمين في الصف الأول الإبتدائي أن يستخدموا أساليب تقويم أخرى لتحديد ما إذا كان جميع الطلبة قد حققوا الأهداف التعليمية في كل درس. ولهذا سوف أقدم بعض النصائح لوزارة التربية ولكل القائمين على توجيه المعلمين في المدارس خصوصا المرحلة الإبتدائية نحو استخدام أفضل الطرق لتقويم الطلبة في الصف الأول الابتدائي.
أولا، استخدام تقويم المواضيع كإحدى أدوات تقويم الطلبة حيث نجد أن أغلب المعلمين في الصف الأول الإبتدائي غالبا ما يستخدمونها لقياس التقدم في الكتابة والتحدث والاستماع أو في بعض المفاهيم. إن أداة تقويم الموضوع تعتبر معايير محددة من خلالها يستطيع المعلمين تحديد المستوى الحالي للطلبة في الصف الأول الإبتدائي.
ثانيا، استخدام قائمة الاختيار وهي أداة تقويم الطلبة حيث توفر قائمة من المهارات أو المفاهيم التي من المتوقع أن يعرفها الطلبة أو السلوكيات التي ينبغي أن يكتسبوها. هذه النوعية من أدوات التقويم تستخدم لتحديد ما إذا كان قد حقق كل طالب الهدف أم لا مع التأكد بشكل سريع من ذلك بفحص القائمة.
ثالثا، استخدام الملاحظة وهي أداة تقويم يستخدمها المعلمين ذاتيا لتقويم الطلبة بشكل فردي لقياس مستويات المهارة الفردية ومدى تحقيق أهداف التعلم المتنوعة.
رابعا، استخدام الحافظة أو الملف الإنجازي وهي أداة تقويم تستخدم لقياس مدى فهم الطلبة للموضوعات من خلال تجميع عمل كل طالب بشكل فردي لفترة معينة قد تصل إلى عام دراسي كامل. هذه الأداة تعتبر كحافظة لأعمال الطلبة خلال السنة الدراسية حيث من الممكن تقسيمها لفترات محددة من خلالها يظهر كل الطلبة مستوى الفهم للمواضيع التي تعلموها بإسلوب خاص تحت إشراف وتوجيه المعلمين في الصف الدراسي، بالإضافة إلى تنظيم ملف الطالب الإنجازي حسب الموضوع لاظهار تقدم كل طالب مع مرور الوقت.
أخيرا، أتمنى من القائمين على إعداد المناهج لكل المراحل التعليمية في وزارة التربية بدولة الكويت أن يقوموا بتوفير مناهج متكاملة متضمنة: (1) كيف سيتعلم الطلبة، (2) من سيتعلم هذه المناهج، وذلك لتسهيل العمل على المعلمين ولرفع الغموض عن بعض العناصر الأساسية في المناهج لكي يتمكن المعلمين من استخدامها بأقصى قدراتهم من خلال توظيف أفضل الأساليب والطرق في التدريس والتقويم لكل درس ضمن المناهج الحالية كونها توفر “ماذا سيتعلم الطلبة”.
والله من وراء القصد.
د/ زيد الشمري
كلية التربية – جامعة الكويت
إيميل: [email protected]