مؤرخ أمريكي: مخطوطة جامعة “برمنجهام” ليست أقدم نسخة للقرآن

اكاديميا | عاجل (القاهرة)

أثار إعلان جامعة برمنجهام البريطانية عن عثورها على مخطوط قرآني وصفته بأنه الأقدم في العالم، حفيظة المؤرخ والأكاديمي الأمريكي جوان كول المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط وجنوب آسيا، حيث علَّق على الخبر الذي تلقته جميع الصحف العربية والعالمية بالاهتمام بمقال عنوانه “الحقيقة هي أن أقدم مخطوطة قرآنية موجودة في صنعاء القديمة”.
وابتدأ المؤرخ مقاله بالإعراب عن اندهاشه بالفرح والاهتمام الشديد الذي لاقاه خبر إعلان جامعة برمنجهام البريطانية عن عثورها على مخطوطة مكونة من 18 صفحة من القرآن الكريم، وتساءل المؤرخ: كيف اهتم الجميع بهذا الاكتشاف وكأنه الأول من نوعه وتناسوا المخطوطة القرآنية الموجودة في صنعاء والتي تحتوي على قرابة نصف القرآن وقام باكتشافها فريق ألماني منذ عقدين من الزمان؟!
وحرص المؤرخ جوان كول على التأكيد، من خلال مقاله الذي نشره على موقعه الخاص على الإنترنت، أن النسخة الأكمل والأقدم للقرآن موجودة في صنعاء وتحديدًا في الجامع الكبير بصنعاء القديمة.
وأوضح المؤرخ أن الصحابي بر بن يحنس الخزاعي الأنصاري هو الذي بنى الجامع الكبير في العام السادس من الهجرة بأمر من رسول الله- صلى الله وعليه وسلم.
ويقول المؤرخون إن للجامع مكتبة كبيرة في الجهة الغربية كانت تضم عددًا كبيرًا من أمهات الكتب.
وفي عام 1965 تسببت الأمطار في إلحاق أضرار جسيمة في سقف تلك المكتبة التي سرعان ما تهاوت ليتم بعد ذلك -أثناء محاولة ترميمه- اكتشاف مخزن قديم خفي داخل المكتبة يضم عددًا كبيرًا من سعاف النخيل التي قام بعض الصحابة بنسخ القرآن عليها؛ ولكن يبدو أن أصحاب تلك السعاف لم يتمكَّنوا من التخلص منها لذلك آثر المسلمون الاحتفاظ بها كمخطوطات في مكان آمن داخل ذلك المخزن السري.
وأشار المؤرخ الأمريكي- كذلك- إلى أن مكتبة الجامع الكبير تضم مخطوطة للقرآن الكريم بخط الخليفة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- متسائلا: كيف يتجاهل الجميع الاطمئنان على سلامة هذه المخطوطات الثمنية الموجودة في صنعاء القديمة في ظل ما تشهده اليمن من اشتباكات وحروب، بينما يتهافتون فقط على تلك التي أعلنت الجامعة البريطانية اكتشافها مؤخرا ونعتها بالخطأ بأنها المخطوطة الأقدم للقرآن في العالم.