كتاب أكاديميا

لن نكون إلا أكاديميين ولكن مسحوقين  دكتور جاسم ابوكريشه الراجحي

  

بعد أيام قليلة ينتهي الفصل الصيفي في كليات ومعاهد التطبيقي، ولكن وللأسف أقولها بمرارة أنها أول مرة أرى عدم السعادة بهذه الإجازة، حيث يفترض أن تكون سعيدة لأسباب كثيرة سوف أذكر بعضها، ولكن الآن سوف أذكر فرحة الطلبة والطالبات الخريجين بالفصل الصيفي أو الفصل الأول بعد أن قام أعضاء هيئة التدريس والتدريب بالوفاء بتعهدهم وتسليم الدرجات؛ ومن غير مبالغة أقولها، وشيء لا يمكن وصفه عندما ترى الطالب يعطف على المدرس لأنه يعلم علم اليقين بأنه لن يستلم مستحقاته، على الأقل في القريب العاجل.
أيها السادة، يا نواب الأمة، هل هذا هو طموحكم وتقديركم وخصوصاً يوجد من هم خريجين كليات التطبيقي، هل موقف الأستاذ والدكتور المحرج جداً يرضيكم عندنا يقول له الطالب: “الله يعطيك العافية دكتور ويعوضكم خير وتتسهل الأمور ويصرفون لكم فلوسكم”.
كم هي قاسية نظرات العطف عندما تكون من الطالب على الأستاذ، والحقيقة مؤلمة عندما يكون نواب الأمة هم السبب بهذا الموقف.
أيها السادة الكرام نواب الأمة، لجنة الميزانية، لقد تم تشويه سمعة الأساتذة والمدربين وإدارة الهيئة في بعض المواقع الإخبارية بناء على قراركم بخصوص ميزانية التطبيقي، ومع ذلك صبر المعلم والأستاذ على الأذى، لعل وعسى يكون الأمر خيرة.
ولكن أقولها بكل وضوح أن بعد التجربة المرة بوقف مستحقات الإضافي والفصل الصيفي أن عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والتدريب قد عزم على التوقف عن تدريس أي ساعات إضافية؛ ولن يكون الطالب وقتها الضحية، بل سيكون الوطن والتعليم ومجلس الأمة هو من سيدفع الثمن.
أيها النواب هل تعلمون التالي:

١- أن راتب عضو هيئة التدريس يساوي راتب اي مهندس بالدولة بعد ١٤ سنة خدمة وأن مهندس الدولة يحصل على مميزات مثل مدير إدارة، وسيارة، ووقود مجاناً!

٢- أن راتب الدبلوم من كلية الدراسات التكنولوجية يساوي بعد سنتين عمل بالقطاع النفطي راتب عضو هيئة تدريس (مدرس مساعد) أو مدرب بالكليات!

٣- أن جميع الوظائف الفنية ذات الصفة الهندسية لها بدلات ثابتة برواتب الموظفين “كوادر خاصة”، وأيضاً بونص سنوي على أعمال يقومون بها من صميم وظيفتهم تقديراً وتشجيعاً لهم!

٤- أن عدد من أعضاء هيئة التدريس والتدريب غير خطط الصيف، ولم يستطيع شرح ذلك لأولاده الذين كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر للاجتماع مع الأسرة!

٥- أن عدد من أعضاء هيئة التدريس والتدريب لم يسددوا القسط الأخير لمدارس أولادهم الخاصة، ولم يستلموا شهادات آخر السنة!

٦- أن زملائهم بجامعة الكويت بدأوا إجازتهم الصيفية منذ أسبوعين، وأنهم يتمتعون بمخصصات الفصل الصيفي ويستعدون للعودة بعد شهر بروح جديدة للعمل والبحث العلمي والتقاء طلبتهم بكرامة و عزة نفس!

٧- أن عدد سنوات الدراسة والعمل بسلك التدريس بعد الدكتوراه لا يوجد بها إلا ترقيتين، والحصول علي الترقية الأكاديمية ليست بالعمل السهل في حين أن موظفين الدولة لهم ترقيات كل أربع سنوات تقريباً مما يزيد من الدخل وتحسن المعيشة!

٨- أن عضو هيئة التدريس ليس له أي مدخول ثاني مثل البونص أو المشاركة بالنجاح سوى أن يعمل ساعات تدريسية لكي يحصل على مقابل مادي يحسّن من وضعة الاقتصادي!

لذلك أقولها بكل صدق بأن أعضاء هيئة التدريس والتدريب قد أصبحوا في موقف محرج جداً، ولم يبقى لهم سوى الدفاع عن حقوقهم بشكل فردي أو جماعي، مما قد يخلق فوضى مع بداية العام الدراسي الجديد ولن يستطيع كائن من كان إجبارهم على عمل إضافي أو تطوعي لخدمة أبناءه الطلبة، لأنه وقتها يكون “أعذر من أنذر”
لن يتم تدريس الساعات الزائدة عن النصاب، ولن يتم انتداب مدرسين ولن يسمح للطلبة بالتسجيل بالمقررات الدراسية فوق العدد المسموح لكل مقرر، ولن يتم التعاطف مع الحالات الفردية مع الطلبة بفتح شعب تطوعية من بعض أعضاء هيئة التدريس، ولن يسمح عضو هيئة التدريس لنفسه بالتوسل أو مناشدة أعضاء مجلس الأمة أو لجنة الميزانية لصرف ساعات قام بتدريسها؛ هذا هو ما ينتظركم مع بداية الفصل القادم كما يقال في أروقة الأقسام العلمية، وهذه الإجراءات حسب اللوائح والنظم الذي يريد نواب الميزانية أن نتمسك بها ولا يريدون المرونة لحل مشاكلنا الأكاديمية بطرقنا وبحدود المسموح به.

دكتور جاسم ابوكريشه الراجحي

رئيس قسم وعضو هيئة تدريس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock