قسم السلايدشو

أسرة “أكاديميا”: الوحدة الوطنية إنتماء للوطن .. والتفجير الإرهابي جسد وحدة الكويتيين

   

  

– العازمي: الوحدة الوطنية هي وحدة عناصر الدولة وولائهم للبلد

– السبيعي: الوحدة الوطنية أشبه بالجسد الواحد الذي لا يتجزأ ويعتبر الكل مكملاً للآخر.

– البرغش: على المجتمع عدم إثارة النعرات الطائفية وعدم التحيز في الأمور الدينية

الردعان : الوحدة الوطنية أن نكون جسداً واحداً يعمل على الحفاظ على صحته البدنية وسلامته الفكرية.

أكاديميا |ندى السويلم – نورة السبيعي – مريم السعيدي

كانت الأحداث الأخيرة في تفجير مسجد الإمام الصادق مؤسفة، حيث ذهب ضحاياها عدد كبير من المجتمع الكويت. ولكن كان موقف الشعب الكويتي بجميع مكوناته تجاه ما حصل مثالاً مشرفاً، حيث يعكس مدى تلاحم وترابط الشعب. وبفضل الله ثم هذا الموقف لم ينل الإرهابيون مقصدهم من إثارك الفتنة. فكانت لأسرة تحرير جريدة أكاديميا كلمة في أهمية الوحدة الوطنية وكيف يمكننا المحافظة عليها.

الترابط سبب النجاح

في صدد هذا الموضوع تحدث الباحث في جامعة اكستر ورئيس تحرير جريدة أكاديميا – عبدالله العازمي – بمفهومه الخاص للوحدة الوطنية قائلاً: “الوحدة الوطنية تنقسم لشقين، الأول الوحدة: وهي وحدة عناصر الدولة وفئات الشعب وترابطهم رغم اختلاف مشاربهم وثقافتهم ومذاهبهم وهوياتهم؛ الثاني الوطنية: وهي ولاء الذين ذكروا في الشق الأول لبلدهم وانتمائهم لأرض وطنهم وشعورهم بالحب اتجاهها والعمل على رفعة مكانتها”.

ويرى أن المحافظة على الوحدة الوطنية لا تتحقق إلا بإيمان أفراد الشعب كافة بأن ارتباطهم هو سبب نجاحهم، وأن السماح لأي نعرات أو فتن ستأتي سلباً على الجميع، ولكن من أجل أن تتحقق هذه اللحمة فإن على الجميع السعي له من حكومة وشعب وأجهزة ومؤسسات الدولة العامة والخاصة، والأهم المدارس، فهي التي لها الأثر الأكبر في تحضير وتجهيز الأجيال القادمة وتربيتهم على احترام الآخرين واحترام رغباتهم والإيمان بأن السلام يحقق العيش الكريم لجميع الأطياف المختلفة.

وأما عن موقفه تجاه ماحدث للكويت ولحمة شعبها قال: “هذا موقف مشرّف نفخر به، حيث أثبت الشعب الكويتي أنه واعي وعاقل ولن يسمح ببعض الشرذمة من تعكير صفوة معيشتهم مع بعض؛ وهذا يدل على أن الشعب الكويتي جُبِل على الفطرة واحترام الآخر، ويثبت ذلك وقوفهم الحازم تجاه ما جرى وقد رفضه السنة قبل الشيعة، ونفخر أنه بالرغم من وقوع التفجير في مسجد شيعي إلا أن العزاء أقيم بمسجد سني، وهي رسالة واحة لكل من يريد إثارة الفتن بأنكم ستواجهون كتلة واحدة”.

وعن كيف يمكننا أن نتجنب ما يمس الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب قال أنه يكمن ذلك من خلال ترسيخ قواعد الوحدة الوطنية في عقول الشعب، والأهم أن يلعب الإعلام دوره الهام في مثل هذه المحن في تهدئة الشعب وأن يوحد الصفوف، حين نجد كل طرف يقف مع الآخر في محنته، وتقوم الحكومة بدورها دون تمايز، فهذا بعد الله سيجنبنا المس في وحدة الكويت.

وأما دوره كأستاذ تجاه وطنه قال: “دوري كأستاذ تجاه وطني يكون على عدة أصعدة؛ فعلى الصعيد الأكاديمي، أن أترك أثراً في طلبتي من خلال تقديم نموذجاً يحتذى به؛ وأما دوري الاجتماعي فيقوم على المساهمة في كل ما يسهم في ترقية وطني وأن أسعى في مجال عملي جاهداً لتحسينه وتطويره”.

الوحدة الوطنية كالجسد الواحد

ومن جانبه أوضح الأستاذ ناصر السبيعي – عضو هيئة تدريب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وأمين صندوق رابطة أعضاء هيئة التدريب – بمفهومه للوحدة الوطنية قائلا:ً “أشبه الوحدة الوطنية بالجسد الواحد الذي لا يتجزأ ويعتبر الكل مكملاً للآخر، ومهما اختلفت الآراء والأفكار والتوجهات تكون الوحدة الوطنية هي العقد المتين الذي يجمعنا على كلمة واحدة وهي حب الوطن؛ وللمحافظة على الوحدة الوطنية يتطلب تكاتف الجميع وعلى أصعدة مختلفة تبدأ بغرس مفاهيم وقيم المواطنة عند الأبناء في البيت، ويتم تعزيزها في النظام التعليمي وضبطها بأنظمة الدولة وقوانينها، بكل اختصار أريد أن أقدم نصيحة لكل مواطن حريص على أمن واستقرار هذا البلد الآمن أن يحترم الآخر بجميع أوجه ذلك الاختلاف، فالأسره الواحدة تجد أفرادها يختلفون بالشكل والفكر والشخصية، وهذا الاختلاف لا يفسد العلاقة الأسرية مهما كان، فالوطن هي الأسرة الكبيرة التي تحتضن جميع أبناءها تحت سقف الوحدة الوطنية”. 

وفي حديثه عن موقفه تجاه اللحمة الوطنية المشرفة التي مثلها أبناء الكويت في حادثة مسجد الإمام الصادق، قال: “أراد العابثين المجرمين والحاقدين على أمن واستقرار الكويت تمزيق وحدتنا الوطنية ولكن هيهات هيهات أن يحققوا مبتغاهم، حيث أثبت الكويتيين مراراً وتكراراً منذ القدم أنهم على قلب رجل واحد إذا اشتدت بهم المصائب، وهنا يضربون أروع الأمثلة في اللحمة والوحدة الوطنية، فرحم الله شهداء المسجد الصادق وألهم ذويهم والشعب الكويتي جميعاً الصبر والسلوان في هذه المحنة والتي سنتجاوزها جميعاً أقوياء متلاحمون ضد من يريد اغتيال الكويت”.

وأما عن دوره كأستاذ تجاه وطنه قال: “تعزيز الوحدة الوطنية كما ذكرت في معاملة أبناءنا وبناتنا الطلبة فيما يرضي الله ومعاملتهم بسواسية ومحبتهم ونشر حب الوطن فيما بينهم بالكلمة والنصيحة والفعل. حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه”.

عدم التفرقة

ومن جهة أخرى قال الأستاذ محمد البرغش، المنسق العام لجريدة أكاديميا، ومعد ومنتج برنامج أكاديميا التلفزيوني: “مفهوم الوحدة الوطنية عبارة عن انتماء لهذا الوطن الغالي، وعدم وجود أي تفرقة بين أي طائفة وطائفة و بين أي قبيلة وقبيلة وأي صغير كان أو كبير”.

ويرى أ. محمد أن المحافظة على الوحدة الوطنية هي من خلال عدم إثارة النعرات الطائفية وعدم التحيز في الأمور الدينية، وواجب المواطن أن نكون متسامحين وسعداء بين التعامل مع البعض والمعاملة الواحدة والرقي في المعاملة كذلك كلهم على حد سواء.

وفي حديثه عن موقفه تجاه اللحمة الوطنية المشرفة التي مثلها أبناء الكويت قال: “الحمدالله أن شعب الكويت أثبت للعالم أجمع أن الشعب يد واحدة وهذا ليس غريب على وطننا الكويت، فالشعب الكويتي أثناء الغزو العراقي أثبت للعالم أجمع أننا شعب واحد أمام أي شي يضر دولتنا الكويت، وعلى سبيل المثال: المقاومة كانوا شيعة وسنة في بيت القرين، استشهدوا معاً: الشهيد القلاف الشيعي والشهيد العازمي السني؛ كذلك في كرة القدم عند اللاعب الشيعي صلح لللاعب السني محيط الهدف، كذلك من أسس المسرح الكويتي سني ومن قام على هذا المسرح عبدالحسين عبدالرضا الشيعي؛ فبعد التفجير استرجعت اللحمة الوطنية في قلوب الكويتيين ورجعت الأمور المتفق عليها لدى الكويتيين وهو حب الكويت”.

وفي كيفية تجنب مايمس وحدة الكويت وتلاحمها قال: “دولة الكويت هي دولة لكل الناس، لا تقتصر على الكويتيين فقط وأنا أقول للشعب الكويتي لا تجعلون داعش أو أي منظمة إرهابية أن تستطيع أن تضع بين كل مواطن ومواطن شبر من هذه التفرقة”.

وفي دوره تجاه وطنه تحدث قائلاً: “اتجاهي شخصياً أن أحميه بمالي وعرضي وشرفي، وإن رأيت أي شخص قد يكون خطر على الكويت أبلغ عنه، وأيضاً دور كل مواطن أن يحافظ على بيته وعلى أولاده وأخوانه والجيل المستهدف من المنظمات الإرهابية، وذلك عن طريق زرع الولاء في قلوبهم وإعطائهم بعض الدروس التي قاموا بها الشعب الكويتي في التلاحم منذ القدم”.

جسداً واحداً

ومن جانبها عرفت أ. أفراح عبدالله الردعان، عضو هيئة تدريب في معهد السكرتارية والإدارة المكتبية ومدرب تنمية بشرية ومستشار أكاديمي في جريدة أكاديميا الإلكترونية، أن الوحدة الوطنية أعمق مفهوم لها هو حديث رسولنا الحبيب محمد صلَّ الله عليه وسلم: (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى) فالوحدة الوطنية أن نكون جسداً واحداً يعمل على الحفاظ على صحته البدنية وسلامته الفكرية بحبٍ ينبع من القلب يزيد ولا ينقص.

وعن رؤيتها للمحافظة على الوحدة الوطنية صرّحت قائلة: “من يعشق تراب هذا الوطن الغالي، من تربى على حب الكويت لا يحتاج لغرس مفهوم الوحدة الوطنية به لأنه جُبل على حب الكويت وأهل الكويت، ولكن في عصر الفتن وجب على كل أب وأم أن يغرسوا حب الوطن، أميرا،ً حكومة وشعباً في قلب وعقل كل طفل؛ فأهل الكويت مهما اختلفت مذاهبهم لا تزال ‘لا إله إلا الله محمد رسول الله’ توحدنا والكويت تجمعنا وهذا ما عِشنا عليه في الكويت، لذا لن نسمح لأي فتنة أن تزعزع كيان وطننا الحبيب ويجب أن نطمس كل إشاعة”.
وعن موقفها تجاه لحمة أهل الكويت قالت: ليس غريباً على أهل الكويت هذا التلاحم المشرف فقد كان لنا مواقف مشرفة في التكاتف حول أميرنا رحمة الله عليه الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي عهد الأمين الشيخ سعد العبد الله الصباح رحمه الله فقد ضرب أهل الكويت مثالاً يحتذى به أثناء الغزو العراقي الآثم على وطننا الحبيب عام ١٩٩٠ سواء من كانوا داخل الكويت أو خارجها، فالكويت غرست فينا حبها حتى سرى بدمائنا لا فرق بين بدوها أو حضرها، سنتها وشيعتها، كلنا كويتيين؛ أنا قبلية ولدت وتربيت في منطقة الدسمة وأكثر سكانها من الشيعة، كانوا لنا نعم الجار وأقرب صديقاتي منهم، بل أخوات لي ولسن فقط صديقات. لا يفرق بين الكويتيين إلا ناقص أو جاهل؛ أنا تربيت في بيت علمني به والداي أن أحترم كل كويتي وأراه أخاً لي، ولا أزال منذ الحادث أُردد بيت من الشعر لوالدي الشاعر عبدالله الردعان: 
وحدة وطنّا تاج والراس مرْفـوع 

والجِسْـم تِحْيا فيِه سـنة وشيعة

حب الوطن في مهجة القلبْ مطْبوع

محبةٍ عند المواطن طبيعـــة
– كيف يمكن تجنب ما يمس وحدة الكويت وتلاحم شعبها؟

بالإلتفاف حول والدنا القائد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظه الله، وحكومتنا الرشيدة وإفساح المجال لرجال الأمن أن يقوموا بدورهم تجاة حماية الوطن دون المساعدة بنشر الشائعات أو الفتن التي تزعزع أمن الوطن والمواطنين.

وأما عن دورها تجاه الوطن أدلت قائلة: “بما أنني مدرب تنمية بشرية فالدور الذي أقوم به لا يقتصر على التدريس فقط إنما على تنمية الذات وتطوير الشخصية، فالمعلم الناجح عليه أن ينزل لعقل طلابه ويسرق قلوبهم ثم يرتقي بهم لعقله، فالإنسان كائن عاطفي أكثر منه عقلاني، فإن أردت أن تُسيطر على العقل أسرق القلب أولاً؛ لذا فأني أسعى دائماً لكسب حب طالباتي ثم أغرس فيهن القيم التي تشجعهن على بذل المزيد من الجهد، وأنا دائماً أسعى لبناء إنسان إيجابي مُحب لوطنه ومُحب للخير، فلا أعتبر وقت المحاضرة محصور بالمنهج، إنما أستغل الوقت في تغيير النفوس والقلوب والأهم العقول ومن ثم المنهج؛ يجب أن يأتي الطالب للمحاضرة متشوقاً لها مُحبّاً لأستاذه وهذا ولله الحمد ما لمسته من طالباتي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock