الدروس الخصوصية تكلف مليار و300 مليون دينار سنوياً .. بمعدل 5426 دينار للأسرة
أكاديميا | خاص وحصري
الدروس الخصوصية مشكلة تعاني منها وزارات التعليم العربية، حيث أنها تسيء لسمعة تلك المنظمات التربوية وتثبت فشل المدارس والمعلمين والتوجيهات الفنية في تعليم الطلبة وكفايتهم تدريسياً. تناولت العديد من الدراسات هذه الظاهرة وبينت أسبابها وطرق معلاجتها، ولكن مع كل هذه الجهود باءت جميع المحاولات بالفشل، بل وأصبحت الدروس الخصوصية بورصة رابحة وهامة في المجال التعليمي. وإهتمام أولياء الأمور بالدروس الخصوصية يعني فقد ثقتهم بالمدارس، ولعل ذلك بسبب تردي محصلة الطالب العلمية.
وأثبتت دراسة أعدها متخصصون كويتيون (دشتي وسبتي ٢٠١٢) أن الأجر مقابل الساعة الواحدة يتراوح بين ١٠ إلى ٢٠ دينار كويتي، وأن الطالب يحتاج ساعتين في الإسبوع للمادة الواحدة. وإستنتجت الدراسة بأن هناك ٢٤٠ ألف أسرة وبلغ معدل الإنفاق لكل أسرة سنوياً على الدروس الخصوصية 5426 دينار، وبذلك يصبح إجمالي الإنفاق السنوي مليار و300 مليون دينار كويتي على الدروس الخصوصية.
وفي دراسة مشابهة أجريت في دبي فإن 65% من الطلبة يتلقون الدروس الخصوصية، و52% من المعلمين الذكور الذين يقدمون الدروس الخصوصية هم نفس المعلمين الذين يقومون بتدريس طلابهم داخل الفصول. وكذلك في دراسة بمصر (سمر ٢٠١٠) فإن 66% من طلبة مصر يتلقون الدروس الخصوصية، وتنفق 39% من الأسر نصف راتبها من أجل تكاليف تلك الدروس، و23% منهم ينفقون ثلثي دخلهم و18.1% ينفقون ربع دخلهم. وذكرت اللجنة الإقتصادية والمالية بمجلس الشورى المصري أن إجمالي تكاليف الدروس الخصوصية بلغت نحو 15 مليار جنيه مصري.
وذكرت الدراسة الكويتية بأن هناك أسبب أسرية وأسباب تتعلق بالطلبة وأسباب ترجع للمعلم وأسباب وزارية لإقدام الطلبة على الدروس الخصوصية:
أسباب الدروس الخصوصية :
توجد أسباب عديدة مثل :
أسباب أسرية :
تفاخر الأسرة بتلقي الابن الدروس الخصوصية.
أغلب الطلبة الذين يتلقون الدروس الخصوصية هم من أسر ذات الدخل المحدود.
تعويد الولد منذ الصغر على تلقي الدروس الخصوصية.
انشغال الوالدين عن الابن في متابعته دراسياً.
عدم تربية الابن على الاعتماد على نفسه.
المشكلات الاجتماعية بين الأبوين وإهمال الأبناء.
رغبة ولي الأمر حصول الابن على أعلى الدرجات دون مراعاة لتفاوت القدرات بين الأبناء.
أسباب ترجع إلى الابن :
عزوف عن الدراسة والانشغال بالألعاب الاكترونية.
رسوب الابن في بعض المواد.
عدم فهم ووعى الطلبة بطريقة المذاكرة الصحيحة وكيفية تنظيم الوقت.
كثرة الغياب بعذر وبدون عذر.
الاتكالية وعدم الاعتماد على النفس.
تقليد الزملاء بتلقي الدروس.
بناء على نصيحة المعلم.
عدم فهم الطالب ما يقوله المعلم في الفصل.
الخوف من الامتحان ومن الرسوب.
أسباب ترجع إلى المعلم :
ضعف في المادة العلمية وفي الشخصية.
كثرة نصاب المعلم من الحصص.
استغلال بعض المعلمين لظاهرة الدروس الخصوصية كنوع التجارة والربح السريع.
كثرة غياب المعلم بسبب المرض وغيره.
تشجيع المعلم الطالب لتلقي الدروس الخصوصية.
استيراد ثقافة الدروس الخصوصية من قبل 80% من المعلمين الذين مروا بهذه التجربة ونقلوها إلى الدول الأخرى التي يعملون بها واعتماد المجتمع على المعلم الوافد الذي يسعى جهده لتأمين معيشته.
أسباب تتعلق بالمدرسة :
عدم توفر المناخ المناسب للطالب والمعلم لأداء الواجب على أكمل وجه.
عدم توفر البيئة التعليمية الجاذبة للطالب.
التسيب وعدم متابعة الحضور والغياب للطلبة.
عدم مكافأة المادة العلمية مع زمن الحصة الدراسية مما يؤدي بالمعلم لإلقاء المادة على الطلبة وليس شرحها شرحاً وافياً.
أسباب تتعلق بوزارة التربية :
صعوبة المنهج على الطلبة
لا تكفي الحصة على شرح المعلم وفهمه لطلبته
تشترط الجامعات والكليات القبول بالمجموع العالي
كثرة عدد الطلاب في الفصل الواحد.
تطوير بعض المواد الدراسية المعاصرة وعدم قدرة الوالدين بمساعدة ومتابعة الأبناء إلا بالتحاق ابنهما بالدروس الخصوصية.
نظام الامتحان الذي يجعل الطالب يعتمد على الحفظ فقط.
تسهم المدارس الخاصة والأهلية على انتشار الدروس الخصوصية. بسبب تدني رواتب مدرسيها وأن هذه الدروس توفر لهم أموالاً طائلة أسوة بمعلمي مدارس الحكومة.