قسم السلايدشو

شهر التواصل وغربة المبتعثين 

  
أكاديميا | (خاص) كتبت: طالبة تربوية 

من المعروف أن شهر رمضان شهر الصوم وفيه يتقرب الأهل والأصدقاء من بعضهم البعض وتزيد صلة الرحم فيما بينهم، لكن على كل سفرة رمضانية نرى ذلك المكان الخالي، إما لشخص مريض أو لشخص وافته المنية أو لطالب علم مغترب أو لأسباب أخرى. نعم نحن في عصر التكنولوجيا ووسائل الإتصال سهلت كل شيء وقربت منا البعيد وأن البعيد الحقيقي من هو تحت التراب وفارقت أنفاسه هذه الدنيا، لكن يبقى لمكان المبتعث الخالي على السفرة الرمضانية أثر في نفوس أسرته المشتاقة له، وهو يواجه صعوبة أصعب من أهله، حيث يفتقد أكثر من شخص ويعاني من الغربة في آن واحد.
يذكر لنا باحث الدكتوراة عبدالله العازمي ومن خلال تجربته للصوم في الغربة فيقول: 
أولاً أبارك للقيادة السياسية والشعب الكويتي والأمتين الإسلامية والعربية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أسأل الله أن يعيده علينا كل عام ويكتبنا من صوامه وقوامه. ثانياً، رمضان بلا شك مختلف في الغربة عن الكويت، حيث أن الأجواء الرمضانية لا مثيل لها في الكويت، فالبيئة والطابع العام يشعرك بحقيقة رمضان. بالإضافة إلى أن من مزايا رمضان جمعة الأهل والتفاف الجيران على بعضهم وتواصلهم، وسماع الآذان، وصدى مكبرات الصوت من المساجد، فعلاً تشعر من خلالها بجمالية هذا الشهر المبارك. ولكن هذا لا يعني أن ليس هناك مزايا لرمضان في الغربة، أولها ولله الحمد وجود المساجد في جميع المدن وتقام فيها جميع الصلوات. ثانياً، اكتشفت أننا في الكويت ينقصنا فهم الحياة على حقيقتها في هذا الشهر الفضيل، ففي الغربة تيقنت أنه يمكننا عمل الرياضة والاستيقاظ طوال اليوم ووضع برنامج متكامل للأمور الروحانية والتفرغ تماماً للعبادات، وللأسف في الكويت معظم الشعب يضيع هذه الساعات المباركة في النوم طوال اليوم.

كما يشاركنا المبتعث مساعد عبدالله السعيدي تجربته في الصوم في استراليا، فيقول:
الصوم في الغربة تجربة جميلة بشكل عام، تحمل معها الكثير من الصعوبات والتحديات؛ حيث أنني كمغترب أولاً أواجه صعوبة البعد عن الأهل مسافةً وتوقيتاً، ومن ثم أنني خلال فترة رمضان وخصوصاً فترة الفطور قد نكون في الصفوف الدراسية خصوصاً وأن تكون الدولة غيرمسلمة وعاداتنا وتقاليدنا تختلف كثيراً عن محيطنا المألوف لذا نواجه صعوبة بعض الشيء.
في أستراليا حيث مقر دراستي، شهر رمضان تكون أغلب الجامعات في تلك فترة امتحانات فتكون فترة مرهقة ومتعبة للطالب المسلم المغترب، ولكن “إن الله مع الصابرين” فنحتسب الأجر من الله على غربتنا وصيامنا وعلمنا.
وفي نفس الوقت، كمغترب حين لا نكون في الجامعة أستغل كل تلك الأوقات التي سأقضيها مع الأهل والزيارات بالاستفادة من تلك الأوقات بزيادة الساعات للتفرغ لعبادة الرحمن جل جلالة والعمل للعبادات.
البعد عن الأهل والكويت يأثر كثيراً علينا كمغتربين، حيث نفتقد جمعة الأهل حول سفرة الفطور وتلك الجمعات مابعد صلاة التراويح حتى الفجر، حيث كل هذا له التأثير الكبير على نفس المغترب، كذلك افتقد صوت الآذان الذي لا نسمعه هنا والذي يجعلنا نفقد روح رمضان هنا.

وفي الختام، على الرغم من بعد المسافات بين المبتعث وأحبابه فإن المسافة بين القلوب ليست بعيدة. رسالة إلى كل المبتعثين: تذكروا أهدافكم وطموحاتكم، تذكروا أهلكم وأملهم فيكم، وتذكروا بلادكم وموطنكم الأم التي أعطت بلا مقابل والتي كانت لكم الداعم الأول. انظروا إلى غيوم الأمل والكفاح والقوة في سماءكم والتي ستمطر قريباً بالنجاح والإبداع لتروي أرضكم فرحاً وفخراً، لذلك ابذلوا جهودكم وكل مافي وسعكم وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock