الجامعة: 1.6 % من الطلبة التحقوا بالتشغيل الطلابي
«استثمار وقت فراغ الطالب الجامعي لما يعود عليه بالنفع والفائدة واستغلال قدراته وإمكاناته الاستغلال الامثل، وترسيخ مبدأ اهمية العمل»، هكذا يلخص قسم التشغيل الطلابي بعمادة شؤون الطلبة في جامعة الكويت الهدف العام له، وهو بلا شك هدف جاذب، لولا الواقع الطلابي، في يوم دراسي يمتد 12 ساعة من الـ 8 صباحا إلى الـ 8 مساء.
فلا وقت فراغ يذكر لطالب، بالكاد يجد له مقاعد شاغرة في الشعب الدراسية المغلقة، وتضيع اوقات فراغه بين المحاضرات، متنقلا من كلية لاخرى يلحق استاذ المقرر الذي يفضل أن ينتقل الطلبة إلى كليته بدل أن ينتقل هو اليهم، الامر الذي يجعل الطالب غير قادر على التفكير بغير محاضراته الدراسية، تاركا هدف قسم التشغيل الطلابي بما يقدمه من مكافآت قد تكون محفزة له ماديا بسبب ضيق الوقت.
برامج
فمن اصل ما يقارب 40 الف طالب وطالبة في جامعة الكويت، شهد الفصل الدراسي الثاني اشتراك 388 طالب وطالبة من الكويتيين في برامج التشغيل الطلابي، و283 طالبا وطالبة من غير الكويتيين، باجمالي عدد 671 طالبا وطالبة بنسبة %1.6 فقط من اجمالي عدد الطلبة، فبحسب مصادر هي نسبة ضئيلة جدا.
ويأتي هذا العدد الضئيل رغم أن ادارة الرعاية الاجتماعية وقسم التشغيل الطلابي تحديدا يستقبل كل طلبات الالتحاق بالتشغيل الطلابي، فقد اكدت رئيسة قسم التشغيل الطلابي بعمادة شؤون الطلبة امل الناصر إلى أن القسم يسعى إلى قبول كل طلبات الالتحاق ببرامج التشغيل الطلابي للطلبة، لافتة إلى أن مجالات التشغيل الطلابي المفتوحة امام الطلبة هي كل الاقسام العلمية، بالاضافة إلى ادارة المكتبات ومكتبة الطالب الجامعي، فيما عدا جريدة آفاق، مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، مجلس النشر العلمي، نادي الجامعة.
وبينت الناصر أن اغلب طلبات الالتحاق تأتي من 3 كليات هي التربية والعلوم والهندسة، كونها تحتوي على عدد كبير من الطلبة والطالبات، مضيفة أن برنامج التشغيل الطلابي يراعي ظروف الطلبة الدراسية، بحيث إن عمل الطالب في اليوم لا يتجاوز 3 ساعات، واسبوعيا لا يتجاوز 10 ساعات، ولا يتجاوز 40 ساعة شهريا، لافتة إلى أن مكافأة الطالب عن كل ساعة عمل تبلغ دينارين ونصف، أي أن الطالب الذي يتم 40 ساعة في الشهر الواحد يحصل على مكافأة 100 دينار شهريا، بحيث يجوز الجمع بين مكافأة التشغيل الطلابي والمكافأة الجامعية.
لقاءات
واشارت إلى أن اغلب الطلبة في الفترة الاخيرة اصبحوا ملمين ببرامج التشغيل الطلابي، بسبب اللقاءات التنويرية التي يعقدها القسم بين فترة واخرى، بالاضافة إلى اعلاناته عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، الامر الذي ساهم بارتفاع عدد الطلبة المشاركين فصلا دراسيا بعد آخر، مبينة أنه في الفصل الدراسي الاول كان عدد الطلبة الكويتيين في التشغيل الطلابي 282 طالبا وطالبة، وعدد غير الكويتيين 171 طالبا وطالبة، بينما ارتفع في الفصل الثاني إلى 388 كويتيا و283 غير كويتي.
مقررات
وتنوعت آراء الطلبة بهذا الشأن، فاولئك الذين شاركوا في التشغيل الطلابي رأوا انه مفيد على الصعيدين، التدريبي والمادي، بينما رأى آخرون أن انشغالهم بالدراسة يمنع عليهم التفكير بغير كيفية اجتياز المقررات الدراسية.
فقالت الطالبة بكلية العلوم الادارية منى الخلف انها فكرت في بداية التحاقها بالجامعة أن تعمل ضمن برنامج التشغيل الطلابي، الا أنها لم تستطع ذلك بسبب ضيق الوقت، كون محاضراتها في اكثر من موقع جامعي خاصة للمقررات المشتركة بين الكليات.
ولفتت الخلف إلى أن مبلغ المكافأة الذي يقدمه قسم التشغيل الطلابي ليس بالمبلغ المحفز للطالب، حيث انه لا يتجاوز 100 دينار، بينما الطالب يدفع مبالغ اكبر بكثير للدروس الخصوصية وغيرها من الامور الخاصة بالدراسة.
تجربة
من جهته، قال الطالب بكلية العلوم محمد الشريدة انه قدم على العمل في الاقسام العلمية في كليته ببداية التحاقه بالجامعة، الا انه لم يحظ بالموافقة السريعة على طلبه بسبب زيادة عدد الطلبات في الكلية وقلة الفرص في الاقسام، لافتا إلى انه استبعد الفكرة بعد مرور اكثر من فصل دراسي على دراسته في الجامعة بسبب عدم امتلاك الوقت للعمل.
أما اولئك الذين خاضوا تجربة التشغيل الطلابي، نصحوا زملاءهم بالالتحاق بهذه الفرصة التي رأوا انها تمنح الطالب الخبرة، والمكسب المادي، فقد اكد حسين الانصاري، الذي عمل في مكتبة كلية الحقوق انه اكتسب خبرة ايجاد المراجع في المكتبة وعمل المسح المكتبي لبحوثه بطريقة صحيحة.
وبين الانصاري أن المكافأة التي يقدمها القسم للطالب جيدة، مقارنة بعدد الساعات القليلة التي يعمل بها الطالب ضمن برامج التشغيل الطلابي، لافتا إلى أن الجهات التي تقدم فرص عمل للطلبة تراعي ظروف دراستهم واختباراتهم.
مستلزمات الدراسة
بينت زينب مال الله انها استطاعت أن تكسب خبرة ادارية في عملها باحدى الاقسام العلمية في الجامعة، مبينة انها استفادت من هذه الخبرة لاحقا في وظيفتها بعد تخرجها، فضلا عن أن مجموع المكافأة للتشغيل الطلابي والمكافأة الاجتماعية كان مبلغا جيدا للصرف على مستلزمات الدراسة.
خبرة عملية
نصح خليفة الكندري الذي خاض تجربة العمل في مكتبة جابر الاحمد المركزية في الجامعة لـ 3 فصول دراسية، زملاءه بالالتحاق بالتشغيل الطلابي كونه فرصة للطالب أن يكسب خبرة عملية إلى جانب الدراسة، مؤكدا أن مبلغ المكافأة جيد.
شهادات خبرة
أعلنت أمل الناصر أن التشغيل الطلابي في السابق كان يشترط أن يكون الطالب قد اجتاز فصلا دراسيا في الجامعة على الاقل، بينما الآن حتى الطلبة المستجدون يستطيعون العمل في برامج التشغيل الطلابي، فضلا عن اعطاء الطلبة شهادات خبرة بعد اجتيازهم لساعات العمل.