أ. د. محمود داود الربيعي يكتب: كيف يمكننا الاستفادة من أنظمة الامتحانات والدرجات بالجامعات العالمية للتطبيق في الجامعات العربية؟
يعد الامتحان آلية لإجراء اختبارات متنوعة منها اختيار الترقية أو الموثوقية وذلك لمعرفة طراز شخصية الفرد . وهناك الامتحانات الاسبوعية والشهرية والنهائية وهي امتحانات أداء performances وكذلك امتحانات الكفاءة ability لمعرفة قدرة الشخص على أداء مهامه .وتوجد امتحانات المهارة والاتقان gualityingوفيها الخطأ وعدم الاتقان غير مقبول ، اضافة الى الامتحانات التكوينية أو البنائية formative ، وغيرها .
إن ثورة المعلومات والتطور السريع في العلوم كافة أدت الى تغيرات في آراء الأساتذة والمختصين وكذلك الطلبة بشأن أنظمة الدرجات والامتحانات بالجامعات العراقية مما أدى الى ظهور تيارين الأول التقليدي الذي يحاول الحفاظ على كل ماهو قديم وعدم الرغبة في مسايرة متطلبات الحياة المعاصرة ووصل الأمر بالبعض منهم الى معاداة كل ماهو جديد ومفيد لجهله به, أما التيار الثاني فهو الحديث والمعاصر والذي يحاول التغيير لمواكبة التطور السريع الذي بدء يلامس مجالات الحياة كافة ومنها التعليم ونتيجة لهذا الامر برز صراع بين التيارين لم تحسم نتائجه في معظم جامعاتنا ومؤسساتنا التربوية والتعليمية لوجود تباينات واضحة في الفرص المتاحة في كل كلية أو قسم وضمن الجامعات أيضا” وحسب المسؤوليات المناطة لكل منهم ، وهذا مما أثر وبشكل واضح على عدم ملائمة بعض أنظمة الامتحانات والدرجات المعمول بها حاليا” للطلبة وهي غير قابلة للفهم من قبلهم مما يتطلب البحث عن أنظمة جديدة تتفق مع أهداف مؤسساتنا التربوية والتعليمية وقابلةللفهم من المجتمع
إن معالجة مشكلة أنظمة الامتحانات والدرجات في الجامعات العربية في عصر كثر فيه التخبط والحيرة والتردد في الاختبار والمناداة بالتجديد مما أدى إلى تبني أنظمة مزدوجة ومتعددة أربكت الجميع وحولت تقييم الطلبةأو تدرجهم من عملية بسيطة مفهومة الى عملية غامضة صعبة الفهم وغير اقتصادية من حيث الوقت والجهد والمال .
إن تجديد أنظمة الامتحانات والدرجات في بعض الجامعات العربية خلق مشاكل عانت منها بعض الكليات بأقسامها واختصاصاتها المختلفة لأن هذه الأنظمة لاتتفق وأغراضها وهي غير قابلة للفهم من الطلبة والمجتمع مما يتطلب البحث عن أنظمة جديدة تتلائم مع متطلبات المرحلة الراهنة وحاجة الطلبة لأنهم قادة البلد مستقبلا”
إن معظم الجامعات في أمريكا وكندا حرة في أتخاذ ما تراه مناسبا”. لهذا نجد بأن هناك عشرين نظاما” متنوعا” تقوم على أسس فلسفية مختلفة أهمها أن الطالب ليس عقلا” فقط وإنما هو ذو أبعاد متعددة ، أي أنه عقل وجسم وروح وكائن اجتماعي ، فعلى الجامعة أن تطوره في جميع هذه النواحي لذا عمدوا الى التقليل من شأن الدرجات أو إلغائها كليا” والعودة الى رأي المدرس في الطالب ، أي تحولت بعض الجامعات من القياس الى التقييم أو التدريج بحسب الكمية الى النوعية ، وهو انتقال من الموضوعية الى الذاتية ، وهذا ما يناسب رب العمل ، أما الجامعات فيهمها الكم والكيف معا” لذا تتطلب التصنيف الدقيق للطلبة لإختيار أفضلهم وذلك بإخضاع جميع المتقدمين للقبول في الدراسات العليا لإختبارالعلامات للخروج GRE
( Graduate Record Exam ) الذي تمتد درجات كل قسم فيه من الاقسام الثلاثة : اللغوي والرياضي والتحليلي من ( 200-800 ) أما علامات البكالوريوس بالأحرف فتمثل النوع أو الرأي ما دامت تعني ممتاز ، جيد ، وسط ، الخ 0 وعلى العموم فإن أنظمة التدريج ( Gradingsystems ) أو العلامات الشائعة في أمريكا يمكن أن تصنف ) الى مايلي :-
1- أنظمة تقييم نوعية تبين رأي المدرس في تحصيل الطالب وهي أنظمة أحرف مثل ( أ ) ممتاز ، ( ب ) جيد ، (ج ) متوسط ، ( د ) ضعيف( هـ ) راسب 0 وقد تدخل الجامعة اشارات ( + ، 0، – ) على كل حرف -A,A,+A) أو على بعض الحروف .
2- أنظمة رقمية مئوية مثل ( 90-100 % ) ممتاز أو ( 80 – 90 % ) جيد أو أ . .ب . . الخ أو أنظمة رقمية مثل 1 ( ممتاز )، 2 ( جيد ) ، 3 ( متوسط )، 2 (ضعيف ) ، 4 ( راسب ) أو عكس ذلك أي من 4-1 بحيث تعني 4 ممتاز أو(أ ) ، وفي جميع الاحوال يوجد دليل يفسر ذلك . والأنظمة السابقة شائعة في أمريكا الشمالية ، ولها معدلات تراكمية وتتطلبها هيئات القبول للدراسات الجامعية بالإضافة الى علامات امتحانات القبول مثل ال SAT( Scholastic Aptitude Tests ) للقبول في البكالوريوس .
3- أنظمة أحرف ثنائية مثل نظام ناجح راسب ( Pass-Fail ) كاف غير كافSatisfactory – Unsat isfactory)) يعتمد أو يحسب ، لايحسب ( Credit-Noncredit ) وهذه العلامات مخصصة للمساقات الحرة
( Elective ) أو الصعبة التي لا يريد الطالب أن تدخل علاماتها في معدله ولكنه مجبر على أخذها كي تدخل ضمن عدد الساعات المعتمدة التي تتألف منها شهادته. أو تخصص لمساقات عملية ، تدريبية أو معملية أو لسد ثغرة في مهارات الطالب أو لمساق حر يريد أن يدرسه الطالب تحت اشراف مدرس لأن الجامعة لا تقدمه ، ويمكن أن يدخل ضمن ذلك مساقات الورش وحلقات البحث والتدريب الميداني .وعلى العموم يجب الا تتجاوز هذه المساقات نسبة ( 10% ) من مجموع مساقات الطالب .والحكمة من وراء استعمال هذه الأنظمة بالإضافة الى الأنظمة الاخرى حيث يمكن مزج نظام يعتمد credit مع نظام الأحرف الخماسي بإشاراته ( E,D,C,C+,B,B+,A )هي تشجيع الطلبة على اختيار مساقات يخشون الرسوب فيها أو مساقات عملية كالتدريب الميداني أو العملي حيث يصعب تقييم الطالب بدقة.
4- أنظمة علامات متعددة في الجامعة الواحدة كما في جامعة بروان Brown وهي من أشهر الجامعات ويحق للطالب أن يحدد نمط العلامات الذي يريده أو يتفق مع أغراضه ،فالطالب الذي يريد أن يثقف نفسه ، ويستمتع بالحياة الجامعية دون المخاطرة بالرسوب بإمكانه أن يختار نظام يحسب ، لا يحسب credit ، كاف غير كاف أو ناجح راسب ، أما من يريد مواصلة الدراسات العليا أو التنافس مع الأخرين للتوظيف أو الحصول على المنح والبعثات عليه أن يختار نظاما” صارما” يساعد في تقييمه بدقة مثل النظام المئوي أو نظام الأحرف الخماسي .
5- نظام العلامات الخفية covert Grading كما في كلية ريد Reed وقد طبقته منذ عام 1915 وهو نظام لا يعرف الطلبة بنتائجهم وذلك لتخفيف قلقهم وللحد من التنافس بينهم ، ولتحسين علاقاتهم الاجتماعية والانخراط في النشاطات لتحسين أبدانهم وعقولهم وشخصياتهم ، وقد ظلت كلية ( ريد ) تمارس ذلك حتى عام 1974 م عندما أجبرتها الحكومة على أن تتيح لمن يرغب من الطلبة الاطلاع على سجله التربوي رضخت للقرار لكنها من جانبها لا تعمد الى اعلان النتائج . والطريف في الأمر أن خريجي الكلية المذكورة بعد ( 50 ) عاما” من العمل بهذا النظام قد صوتوا على الاستمرار باستعماله .
6- النظام اللحافي ( Blanket Grading ) في هذا النظام يتفق الطلبة مع المدرس على العلامة وتحديد متطلباتها ثم ينطلقون للإيفاء بهذه المتطلبات كي يحصل الصف بأجمعه على العلامة نفسها . وميزة هذا النظام تعاون الطلبة ومساعدة بعضهم بعضا” . لكن الخطورة فيه أن الصف يقرر ،وقد يقرر علامة منخفضة مثل ( ج ) ليبذل الطلبة جهدا” أقل ، كما أن النظام لا يظهر الفروق الفردية كي يفي بمتطلبات القبول في الجامعات, وهذا النظام والنظام اللاحق مستعملان في المدارس الثانوية .
7- التدريج حسب التعاقد ( Contract grading) في هذا النظام يحدد المدرس الأعمال والمتطلبات التي يجب أن يؤديها الطالب كي يحصل على الدرجة التي يريدها فيحدد المدرس مثلا” متطلبات درجة ( ج ) من قراءات وأبحاث وامتحانات ، وهناك واجبات وأعمال اضافية لدرجة ( ب ) واضافية أخرى لدرجة ( أ ) وعلى الطالب أن يوقع نسختين من العقد احداها له والاخرى للمدرس ، وفي بعض العقود يهدد الطالب بالرسوب اذا لم يوفي بالمتطلبات أو يعطي درجة أدني كأن يحصل على درجة ( ج ) أذا لم يوفيبمتطلبات ( ب ) و كان قدم عملا أكثر مما تستحق ( ج ) وأقل مما تتطلبه درجة ( ب ) . وميزة هذا النظام تفريد التعليم personalization or individualization of instruction والسماح لكل طالب بالسير حسب سرعته والتنافس مع نفسه .
8- نظام الملف أو الدوسية ( Dossier ) كما في كلية هامبشير حيث لا يوجد سجل علامات وإنما ملف للطالب فيه تعداد لنشاطات الطالب التربوية وتقييمات الاساتذة له ، وكذلك تقييمه لنفسه .
9- نظام الثغرات أو الفجوات gaps or breaksويسمي أيضا” التدريج بالنظر Eyeball grading وفيه ترتب العلامات تنازليا” ويمثل كل انقطاع كبير أو ثغرة واسعة حدا” فاصلا” بين كل تقدير وما يليه فإذا كانت علامات صف كالتالي : 92 ، 91 ، 88 88 / 82 ، 81 ، 80 / 75 ، 74 ، 73 ، 70 / 60 ، 60 ، 58 ، 57 ، 56 / 45 ، 42 ، 40 تصبح أ ( 92-88 ) ، ب ( 82 – 80 ) ، ج ( 75 –70 ) ، د ( 60-56 ) ، هـ ( 45 فما دون ) ويلاحظ هنا أن الأمر متروك لحسن تصرف المدرس .
10- التدريج حسب المنحني grading on the curve هذا التدريج يقوم على فرضيات خاطئة وهي أن التحصيل يتوزع وفق منحني التوزيع الطبيعي والصف عينة عشوائية أو ممثلة وكلا الفرضين خاطئ إذ أن التحصيل يخضع لتدخل عوامل كثيرة مكتسبة كالجهد والارادة أو العزم والميل والدافعية ورأي المدرس ، كما أن أي صف هو عينة مختارة selected نظرا” لتساقط الضعفاء بالرسوب والتسرب وتدخل وعوامل أخرى كالتفريع والتخصص ، ومع ذلك يرى بعضهم أن تدرج علامات الطلبة بموجبه بعد أن ترتب تنازليا” . وأكثر التوزيعات قبولا” في ميادين التربية هو نظام أعلى 7% ( أ ) ، 24% تليها ( ب ) ، ثم ال 38% التالية ( ج ) ، وبعدها 24% ( د ) ، وأخيرا” 7% ( هـ ) راسب .ولهذا النظام عيوب كثيرة ,كما أنه يتطلب إجراءات احصائية معقدة كدراسة خصائص توزيع العلامات واستخراج المعدل والانحراف المعياري هذا إذا أردنا استعماله على أصوله ، مما يجعلنا في غني عن استعماله نظرا” لجهل معظم المدرسين لعلم الاحصاء . بيد أن مما يغري باستعماله هو امكانية استعمال النسب المذكورة آنفا” دون التأكد من أن العلامات تتوزع طبيعيا” . ولعل أسوأ ما يؤخذ عليه هو أنه لا يأخذ مقدرة الصف بعين الاعتبار إذ أن توزيع علامات صف متفوق يماثل توزيع علامات الصف ضعيف ، وفيه نسبة نجاح تساوي نسبة الرسوب حتى لو كان الصف مؤلفا” من العباقرة ، كما أن أي صف فيه متميزون حتي لو كان صفا” من ضعاف العقول إذ أن نظام العلامات نسبي Relative حيث يقارن الطالب فيه بزملائه .
11- نظام التدريج بحسب الاتقان أو التمكن Master grading ، في هذا النظام توضع أهداف تدريس المادة التي على الطالب أن يحققها ، على شكل بنود Items في قائمة تقديرية Checklist ويؤشر المدرس على البنود التي أنجزها الطالب ، أو حقق أهدافها ثم يطالبه بإعادة المحاولة لتحقيق الاهداف التي لم يحققها حتى يصل حد الاتقان الكامل أو المحك criterion الذي قد يمثل مستوى standard 80% أو 90% أو 100% في بعض الحالات .وبالطبع فإن علامات جميع أفراد الصف ستصبح ( أ ) أذا أصر الاستاذ على الاتقان الكامل ، كما علىالطالب أن يعيد دراسة ما فشل فيه والامتحان ثانية أو ثالثة فيما فشل فيه فقط حتي يجتازه ، وهذا النوع من التدريج مستعمل في ما قبل المرحلة الجامعية .
اما أنظمة الدرجات في القارة الاوربية فتكاد تتشابه لاسيما في شرقها أو في البلدان الاشتراكية سابقا” ، اما في أوربا الغربية فتختلف قليلا” وجميعها أنظمة رقمية خماسية أو عشرية مع تقييمات كترجمة للأرقام , وبعضها يستعمل أنظمة مشابهة للجامعات الأمريكية.
إن معظم الامتحانات في الجامعات العراقية تجري وفق أنظمة الدرجات الذي يرتبط نظام منحها بالامتحانات ونوعيتها ، وهي امتحانات أداء Performance وتتم على شكلين .
1- امتحانات يومية وأسبوعية وشهرية وهي الخطوة خطوة Step by step
2- الامتحانات النهائية .
ويستعمل السلم الموضح في الجدول الآتي للدلالة على مستوي الطالب في كل مادة أو تقدير مستواه العام للكليات التي تطبق نظام درجة النجاح الصغرى (50 % ) أو ( 60 % ) .
(( يوضح سلم الدرجات والتقدير في بعض الجامعات العربية ))
وتوجد أنظمة أخرى مطبقه في بعض الكليات بالجامعات العربية تعتمد على أن درجة النجاح الصغرى ( 60 % ) ، لهذا سوف يكون الاختلاف في التقدير الذي يقابلها بدرجة المقبول والضعيف .
إن امتحان المفاضلة الذي يجري للمتقدمين بالدراسات العليا لانتقاء الطلبة الجيدين الذين يمتلكون المعلومات المطلوبة في مجال اختصاصهم هو امتحان انتقاء ( Selection ) أما اختبار الصلاحية للمتقدمين للعمل كتدريسيين بالجامعات العراقية فهدفه الترخيص للمتقدمين بعد اجتيازهبنجاح ممارسة عملهم ، فهو يعد امتحان ترخيص أو الأهلية . وهذا النوع من الاختبار يجري في معظم الدول المتقدمة للمعلمين والمدرسين والاساتذة .
وتعد الحلقات النقاشية اسلوب للمناظرة بين الطلبة وهي لذلك امتحان جدارة أو كفاءة شفوية ترتيبية .
إن نظام الامتحانات والدرجات لطلبة الدراسات العليا ببعض الجامعات العربية قد حدد بتأدية الامتحانات النهائية في المواد التي سجلوا فيها وذلك في نهاية كل فصل دراسي فإذا تجاوزت غيابات الطالب في أية مادة دراسية ضعف عدد الساعات الاسبوعية لتلك المادة يعتبر تسجيل الطالب ملغيا” لتلك المادة على أن لا تقل عدد الوحدات الدراسية المتبقية في دراسته التي نجح فيها لذلك الفصل عن ( 10 ) وحدات وألا يعتبر تسجيل الطالب ملغيا” للفصل كاملا” .
وعلى الطالب أن يحصل على تقدير مقبول ( 60% ) في الاقل في كل مادة وعلى معدل عام بتقدير جيد ( 70 % ) في الاقل بنهاية العام الدراسي ليتمكن من مواصلة دراسته فإن فشل في الحصول على معدل عام بتقدير جيد في نهاية السنة أو رسب في بعض الموضوعات أو الاثنين معا” ، عليه أن يعيد الامتحان في بداية السنة الدراسية التالية في المواد التي لم يحرز فيها على تقدير مقبول وكذلك في المواد الاخرى التي يختارها لرفع معدله العام الى جيد . فإن فشل يفصل من الدراسة .أما عند احتساب المعدل العام فتوزن درجة كل ماده بعدد وحداتها .
فالملاحظ أن نظام درجات الدراسات العليا ببعض الجامعات العربية ( ماجستير ودكتوراه ) هو نظام تصنيفي يصنف الطلبة ( 60 % ) ناجح أما أذا كان أقل من ( 60 % ) ففاشل أثناء الدراسة التحضيرية والنظام الثاني المطبق في الجامعات هو الترتيبي
( الامتياز ، جيد جدا” ، جيد ، مقبول ، أو ضعيف ) وكذلك مستوفي وغير مستوفي لبعض المواد الدراسية أو لمناقشة الرسائل والأطاريح .
إن النظام السائد بالجامعات العربية هو المئوي يمتد من ( 50-100% ) وهو مفهوم من قبل الجميع ولا يحتاج الى نظام يشرحه مثل ما معمول به في بعض الجامعات العالمية العريقة التي تعتمد على أنظمة متنوعة فنجد أن جامعة Yale في أمريكا تمنح طلبتها مرتبة الشرف من ( 92-100% ) ونجاح عالي من (83-91) وناجح ( 74-82 ) أما من درجة ( 73 ) فما دون فتعتبر راسبا .
وهناك جامعات أخرى تعمل بنظام الفجوات ( gaps or breaks ) والذي يسمي أيضا” بالتدرج بالنظر ( Eyeball grading ) والذي ترتب فيه العلامات تنازليا” وتمثل كل فجوة واسعه بينهما حدا” فاصلا” بين كل تقدير وما يليه وتقسم الدرجات وتوزع من قبل الاستاذ وحسب تصرفه ولهذا وجب علينا الاستفادة من هذه الانظمة وتطبيق ما يلائمنا في جامعاتنا لتغيير الأنظمة والاساليب المتبعة والتي أصبحت لا تتماش مع التطورات العلمية الحديثة ومستويات الطلبة , وذلك من خلال العمل بالتوصيات الآتية:
1- اختيار كل كلية أو قسم لنظام الامتحانات والدرجات التي يلائمها على ضوء مستويات الطلبة والنظام الدراسي فيها على أن لا يتعارض مع التوجه العام للتعليمات الامتحانية الصادرة من الوزارة .
2- تدريب الاساتذة على وضع الامتحانات الموضوعية وتحليلها احصائيا” بطرق حسابية مبسطة ، وتدريبهم على تحويل الدرجات الخام الى درجات معيارية ليقوم الأساتذة أنفسهم بهذا العمل فيما بعد .
3- ادخال حلقات البحث في جميع المقررات الدراسية لتكون رافد من روافد المعرفة للطلبة على أن تعطى لها درجة مناسبة كأن تكون ( 20-25 % ) .
4- استعمال أنظمة التدرج المطلق في تقييم الطلبة لأن علامة الطالب تمثل أداؤه الشخصي ولا تتأثر بعلامات زملائه ،ويكون تحصيله الكلي الكامل ( 100% )
5- يفضل استعمال يعتمد ( Credit ) أو لايعتمد في المواد العملية والعمل الميداني أو مستوفي ( Satis Factory ) أو غير مستوفي ( UnSatis Factory ) ، ولاتستعمل الارقام الا أذا أرتأى مدرس المادة لذلك ، وهذا ينطبق على جميع المواد التي يتعذر فيها القياس الموضوعي ولا تدخل هذه العلامات في المعدل .
6- اعتماد درجة مرتفعة عند القبول بالدراسات العليا لكون طلبتها هم الصفوة في مختلف الميادين وقادة وعلماء المستقبل .
7- تطبيق أساليب جديدة بالدراسات العليا ( كالتفريد ) أي التعامل مع طالب واحد أو التعلم التعاوني ( أي التعاون بين الجامعةوالمؤسسات الاخرى ذات العلاقة ) وتوضع تقييمات لها لتكون حافزا” للطلبة على مواصلة التدريب في مجال اختصاصهم وتطوير امكاناتهم .
8- يفضل التصحيح من قبل أستاذ واحد فقط للإقلال من حالة المزاجية بمنح الدرجات لكل سؤال.
9- توجيه الطلبة بعدم الاعتماد على الكتاب المنهجي فقط وكما يحدث أثناء تطبيق نظام الامتحانات المركزية او المفاضلة .
10-على المسؤولين في وزارات التربية و التعليم العالي العربية الاستفادة من انظمة الامتحانات والدرجات المعمول بها في الدول المتقدمة ودراستها لاختيار ما يناسب منها في التطبيق بالجامعات ,وذلك لمواكبة ثورة المعلومات والتطور السريع في العلوم كافة, و إيصال جامعاتنا العربية الى مصاف الجامعات العالمية .
الأستاذ الدكتور محمود داود الربيعي- جامعة المستقبل – بابل – العراق