كتاب أكاديميا

الفصل المقلوب..بقلم:صفيه حبيب ميرزا

تشهد البشرية في القرن الحادي و العشرون في العديد من التغييرات والتحديات في كافة المجالات لا سيما المجال التربوي، الأمر الذي حتىم على التربويون إعادة النظر في طبيعة الوضع التربوي وسياساته حتى يصبح قادر على مواكبة الانفتاح المعلوماتي والعولمة والتكيف مع متطلبات العصر وأزماته. ومن هنا برزت فكرة الفصل المقلوب خاصة بعده تطور التكنولوجيا ودخول الإنترنت في معظم المدارس والمنازل وهو ليس بمفهوم جديد في الميدان التربوي.
ويعرف الفصل المقلوب بأنه التعلم في إيطار الفصول المقلوبة باستخدام التقنيات الحديثة حيث يقوم المعلم بإعداد الدرس عن طريق مقاطع فيديو أو مقطع صوتي أو غيرها من الوسائط و ويطلع عليها المتعلمين في منازلهم أو أينما كانوا باستخدام أجهزتهم الذكية قبل الدرس بينما يستغل المعلم وقت الحصة أو المحاضرة لتنفيذ الأنشطة والمناقشة والتغذية الراجعة وتنفيذ ما تعلمه المتعلمون في هذه المادة. ومن هنا نستطيع أن نقول أن أسلوب الفصل المقلوب يضمن الاستغلال الجيد لوقت الحصة مما قد يساعد في رفع مستوى التحصيل الدراسي. كما أنه يساير لغة العصر في استخدام التقنيات الحديثة التي تثير عند الطلاب الحماس والتشويق لعملية التعلم. بالإضافة إلى أنه يعزز التعلم الذاتي فقد ثبتت فاعليته في تنمية مهارات التعلم الذاتي ويخلق بيئة التعلم التعاوني عند المتعلمين.
يعتبر التعلم المقلوب أحد أهم الحلول الحديثة الفعالة القائمة على استخدام التقنيات الحديثة بما يسهم في معالجة و أضعف العام الضعف العام في التعليم التقليدي وتنمية المهارات عند المتعلمين . و يعد كذلك احدى استراتيجيات التعلم المدمج الذي يستخدم كنظام التعليمي يستفيد من جميع الإمكانيات والوسائط التكنولوجية المتاحة وذلك بالجمع بين اكثر من أسلوب وأداة للتعلم سواء كانت إلكترونية أو تقليدية لتقديم نوعية جديدة من التعلم تناسب خصائص المتعلمين واحتياجاتهم من ناحية و تتناسب وطبيعة المقرر الدراسي والأهداف التعليمية التي تسعى لتحقيقها من ناحية أخرى.
وبذلك فإن التعلم المقلوب استراتيجية تربوية تتمركز حول المتعلمين بدلا من المعلمين وهذا ما تنشده أساليب التربية والتعليم الحديثة.

صفيه حبيب ميرزا
قسم اللغة الإنجليزية
المعهد العالي للخدمات الإدارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock