نسيج بين الماء نظرة في آفاق الالوان المائية..بقلم:م.أحمد محمود البغلي
الألوان المائية هي وسيط فني حيث يُصنع الطلاء من أصباغ ممزوجة بمادة رابطة تذوب في الماء، مما يخلق نسيجاً جميلاً وتأثيرات شفافة عند وضعه على الورق. يشير مصطلح ألوان مائية إلى الطلاء والفن وكذلك إلى اللوحات التي تم إنشاؤها باستخدام هذه الوسيلة، ومع ذلك، يُستخدم في الغالب للإشارة إلى الطلاء.
ويكمن جمال الألوان المائية في شفافيتها والقدرة التي تمنحها للفنان على خلق طبقات من الماء والطلاء التي تلتقط الضوء والظلال برشاقة لا مثيل لها. على عكس الوسائط الأخرى مثل الزيت والأكريليك، فإن التركيبة الفريدة للألوان المائية تجعل استخدامه أسهل، كونه مائيًا وقابل للذوبان في الماء، فهو لا يشكل مخاطر كثيرة على صحة الفنانين، كما أنه أقل فوضوية وأكثر مرونة مما يجعل المزج والطبقات به أسهل بكثير.
ومن أبرز خصائص الألوان المائية شفافية الألوان، وعتامة الأصباغ، والتحبب والملمس الذي تخلقه، وثباتها وديمومتها التي تجعلها تدوم لقرون. كل ذلك يؤثر على طريقة ابتكار العمل الفني ويجبر الفنان على الخروج من منطقة راحته في مسائل التكوين والتقنيات.
تتراوح أساليب العمل بالألوان المائية من السهل جداً إلى الصعب جداً، بدءاً من أسلوب “الرطب على الرطب”، وهو الرسم على الورق المبلل للحصول على نتائج ناعمة منتشرة، وصولاً إلى أساليب الفرشاة الجافة التي يمكن أن تحقق تأثيرات حادة ومفصلة. يعد فن الرسم بالألوان المائية أحد أكثر أشكال الفن مرونة لأن الفنان لديه عدد لا يحصى من التقنيات لخلق تأثيرات ومواد مختلفة ومجموعات عديدة من الألوان.
يحاكي تاريخ الألوان المائية سيولة الوسيط نفسه. فمنذ لوحات الكهوف القديمة في العصر الحجري القديم إلى القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر حيث أصبح الرسم بالألوان المائية فنًا محترمًا كفن قائم بذاته، لطالما كان الرسم بالألوان المائية ثابتًا في عالم الفن. ومع ذلك، لم يولد الرسم بالألوان المائية حقًا إلا عندما وقع في أيدي أساتذة مهرة مما مهد الطريق أمام المعاصرين الناشئين والرسامين المعاصرين لاكتشاف آفاق جديدة مع ما أصبح وسيطًا متعدد الاستخدامات حقاً.
م. أحمد محمود البغلي.
عضو هيئة تدريب – معهد التدريب المهني