كتاب أكاديميا
مدير الجامعة وإدارة العلاقات العامة!
عزز في السنوات الأخيرة موقع ادارة العلاقات العامة في المؤسسة -أي مؤسسة- وظهر الاهتمام جلياً بها، الى درجة أنها أصبحت مرتبطة برئيس المنظمة أو الشركة أو الوزارة.وابتعدت ادارات العلاقات العامة عن دورها التقليدي والنمطي، والذي تم وضعها فيه من حيث استقبال الضيوف وتوديعهم، كذلك عمل رصد لكل ما ينشر بالصحف عن المؤسسة، وأصبح هناك دور مهم للعلاقات العامة في وضع الاستراتيجيات الاعلامية للمؤسسة، وفي تدعيم أي قرار تتبناه المؤسسة، وفي اقامة علاقات متميزة مع الجمهور الداخلي والخارجي للمؤسسة، بل وصل الأمر الى فتح قنوات مباشرة بين مدير العلاقات العامة وبين جميع ادارات المؤسسة، بحيث تصب جميع المعلومات والأخبار عند ادارة العلاقات العامة، وذلك لتفادي أية أزمة قد تعترض سير المؤسسة.
جامعة الكويت هي مؤسسة تعليمية عليا، وهي من تقود المجتمع بخبراتها الأكاديمية والعلمية، وهي من يقدم الاستشارات للمجتمع بشكل عام، ولذا يفترض المرء ان يجد وضعاً افضل وأمثل حين يأتي الحديث عن جامعة الكويت، لكن الأمر يدعو للحزن فعلاً حين ترى بعض الممارسات الخاطئة في الجامعة، والتي لا يمكن قبولها في مؤسسة صغيرة، ناهيك عن صرح تربوي وتعليمي ونخبوي كجامعة الكويت، وحديثي هنا مقصور على طبيعة تعامل الادارة الجامعية مع ادارة العلاقات العامة، ومدى قصور النظرة التي تكتنف هذه العلاقة، ومن المؤسف ان تكون «علاقة» الادارة الجامعية (وحتى الكليات) ضعيفة أو هشة مع ادارة العلاقات العامة. الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها الادارة الجامعية بنقل ادارة العلاقات العامة بكافة أقسامها من موقع الجامعة في الخالدية (حيث الادارة الجامعية والأمانة العامة والشؤون الادارية والمالية) الى موقع الجامعة بالشويخ، بحيث ابتعدت مكانياً عن الادارة الجامعية، مما يصعب من عملها، ويؤخره، ويدفع بالعلاقات العامة ان تكون آخر من يعلم! ولعلنا لاحظنا أهمية وجود ادارة العلاقات العامة في الخالدية حين حصل اللبس في قضية الادعاء بأن مدير الجامعة قد ذكر لمديري الجامعات الخليجية بأن طلبة الجامعة سيئون، وهنا حصل ضعف تواصل بين الادارة الجامعية وبين ادارة العلاقات العامة لبعد المكان وصعوبة التنقل في ظل الازحام المروري الكبير الذي تشهده مناطق الكويت، مما يحدد التواصل فقط بالهاتف، وهذه مرشحة لأن تكون قضية رأي عام، ولاحظنا صمت ادارة العلاقات العامة لمدة يوم كامل دون الادلاء بأي تصريح وذلك لغياب التنسيق بين الادارة الجامعة وبين ادارة العلاقات العامة.
اننا كنا نتوقع تقديراً أكبر من الادارة الجامعية لادارة العلاقات العامة، واهتماماً أكبر بدورها، واعطاءها مساحة أوسع لكي تعمل وتبدع، خاصة مع وجود طاقم مؤهل ومحترف، وبعضهم من خريجي قسم الاعلام، يقودهم زميلنا الاعلامي فيصل مقصيد بخبرته الادارية والاعلامية.ان دور العلاقات لا يقتصر فقط على نفي الأحداث أو في بث تصريحات مكررة ومعروفة، بل دورها أكبر من ذلك بكثير، ولها أنشطة متنوعة وحافلة، وهذا يستلزم بأن تكون الادارة قريبة من الادارة الجامعية، حتى تؤدي دورها بشكل أكبر.
اتمنى على الادارة الجامعية (سواء الحالية أو الجديدة) بأن تعيد النظر في قرار النقل هذا، وفي ان تعيد الأمور الى نصابها، والوضع الى ما كان عليه، لأننا نتوقع الكثير من الأداء الاحترافي لادارة العلاقات العامة، كما نتمنى على الزملاء في ادارة العلاقات العامة بأن يبدعوا أكثر في عملهم، وبأن يلتزموا المهنية والاحترافية في عملهم، لكي تنهض الادارة بواجباتها الاعلامية المعروفة، والله الموفق.
د. خالد القحص
الوطن