واهمون بالنسيان ..بقلم:م.شهد الناصر

بتنهيدة ألم تُعيد لي أحزان غزة
ذكريات الحرب المؤلمة في سوريا
التي أوهمنا أنفسنا أنّنا تناسيناها
ولكننا للأسف لم ننسى..
وسواء كنت في القصة ناجي أو ضحية ..هناك تفاصيل تبقى في ذاكرة القلب ..
تتألمها الروح الجريحة بطعنات الخذلان ..
لتقف عاجزاً أمام الحقيقة المُرّة
التي تدندن على أوجاعنا ومفادها:
أننا بكل انشغالاتنا نهرب من مواجهة جروحنا القديمة التي أقفلنا عليها بزنزانة وهم النسيان..
“واهمون بالنسيان”
لم ننسى جروحنا
ولن ننسى ما عشناه من ألم
لذلك نبكي عندما نصادف وجع يشبه أوجاعنا ولعلها الفرصة الوحيدة لنخلع عنّا ثوب كبرياء النسيان قليلاً
لنخلع عن وجوهنا ابتسامة التعايش مع الوضع الراهن ..
لنترك ( المفروض واللازم تكون أقوى )
ونبكي بكاء يليق بجروحنا
فالذي مثلنا لم يختار أن يكون قوياً
لم يختار أن يكون صلباً
بل الظروف اختارته..
من المؤسف أن تكون شخص حساس عاطفي ترى الدنيا بنظارة وردية الأحلام و فجأة بلحظة تُقلب الموازين لتجد نفسك غريب جداً عن نفسك
تشتاق لذكرياتك لأنّها تعيدك لنفسك القديمة تشتاق لعفويتك التي خبأتها بقالب الجديّة..
تشتاق لاختياراتك الطائشة القلبية التي دفنتها بقالب المنطق..
من المؤسف غربة قلبك في ظروف تستدعي منك أن تكون متجمد النبض عقلاني بافراط ممل..
وحيد مجرد من الأحلام
حافي اللهفة لا تملك سوى ذكرياتك
والكثير الكثير من الألم
غريب كالشبح
لا أحد يأبه برحيله
لا أحد يشعر بآلامه سوى من عاش مثلها..
يعيش بقصة لا تشبه أحلامه
يقدم قلبه قرباناً على طبق التضحية
يكتم دمعته
يبكي قلبه الراحل بصمت
مبعثر
يستجمع كامل ضعفه وشتاته الحزين
ليسند عائلة تتكىء على قلبه الوحيد
وكم من قلب وحيد كان وطن لأحبابه وهو أكثر احتياج للاحتواء ..
كم من قلب مرتجف على مفترق الذكريات كورقة خريف في أحضان غربة الروح يرتجي رياح الحظ ملجأ أمان..
كم من قلب فقد نفسه وأحلامه في بئر الظروف و ينتظر قافلة الرحمة الإلهية..
وكم من القلوب الأيويبية تحت أنقاض الفقد تنتظر معجزة العوض الإلهي فيارب المعجزات رحمتك
يارب الصابرين نشهدك أننا نرضى بقضاءك
ونضمد ب( الحمدلله) جروحنا
ونشد على قلبنا المتألم برباط اليقين بتعويضك في جنة أبدية تنسينا مرارة صبرنا في هذه الحياة الفانية
فالحمدلله بعمق الوجع بعمق ابتسامة
الرضا..
بقلمي الدافىء:م.شهد الناصر
اسطنبول  19/12/2023