مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية نظم “منطقة الخليج العربي نظرة استراتيجية “
كتبت بيبي نادر الخضري:
نظم مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت ندوة تحت عنوان “منطقة الخليج العربي نظرة استراتيجية ” وذلك بحضور مديرة المركز الأستاذة الدكتورة سعاد عبدالوهاب العبدالرحمن، وعدد من إداري ومسؤولي المركز ومسؤولي في جامعة الكويت، ونظمت الندوة على شكل جلستين الأولى كانت برئاسة مديرة المركز أ.د.سعاد العبدالرحمن وحاضر فيها مدير مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي الفرج ، والجلسة الثانية كانت برئاسة مستشار مركز دراسات الخليج والجزيرة والعربية الأستاذ الدكتور نعمان محمود جبران وحاضر فيها قائد القوة الجوية الكويتية الأسبق اللواء ركن طيار صابر السويدان.
في الجلسة الأولى بين مدير مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي الفرج في الجلسة الأولى ان للمنطقة استراتيجية عليا لديها معايير وهي تعمل وفق هذه المعايير مؤكدا ان من اهم هذه المعايير منع اختراق اي قوى لمنطقة الجزيرة العربية ، مؤكدا انه من المعايير ايضا الحفاظ على توازن القوى في منطقة الخليج والشرق الاوسط والعالم ” نحن مع توازن القوى وضد تغيير خرائط البلدان والتدخل فيها ” وعدم الدخول في حروب الا اذا كان المتوقع منها الوصول الى سلام وامن افضل للمنطقة .
واشار ان القدرات الردود التي تتعلق في الامن الوطني ليست بالضرورة عسكرية وان الاخطار المحدقة بنا ليست بالضرورة عسكرية بل هناك تأثير على الشخصية الوطنية والعمل على التأثير فيها ويجب ان يكون هناك نوع من الاستثمار في قضية الحفاظ على الروح الوطنية الكويتية مشيرا ان هناك مصطلحات دخلت على اللغة تؤثر على الشخصية الوطنية.
وذكر انه يجب الاخذ بعين الاعتبار الثقل والحجم الذي نمتلكه وادراكنا لهذا الحجم في المنطقة وان لا نقدم على امتداد استراتيجي يضعفنا بل نحافظ على القوة وتحقيق الاهداف المطلوبة مع مراعاة قضية الوقت حيث انه مهم بالنسبة لنا في المنطقة ويجب ان ننجز كل ما نريده في وقت قصير.
واكد الفرج ان الحرب تجر خسائر مادية وعسكرية وايضا بشرية والبشرية هي اغلى شيء مشيرا ان الحرب تقوم على استراتيجية عسكرية ” وان حرب عاصفة الحزم حرب مخطط لها”.
واضاف انه لكل دولة استراتيجيات عسكرية وتعليمية وصحيه وثقافية وغيرها ولكن هناك استراتيجية عليا للمنطقة يجب المحافظة عليها والعمل على تحقيق اهدافها اهمها توازن القوى بالمنطقة وعدم فتح المجال لأي قوى بالتدخل فيها مشيرا الى نماذج تاريخية وحروب خاضها العرب ضد القوات الفارسية والاجنبية التي كانت تحاول الدخول والسيطرة على المنطقة قبل وبعد الفتوحات الاسلامية وكيف ان الرسول علية واله السلام منع تدخل القوى السياسية وسيطرتها بالمنطقة وفرض تعايش الاديان وان تكون السيادة للمسلمين.
وذكر ان مبدأ هو عدم السماح لأي قوة التوغل في الجزيرة العربية وهناك مواجهات مع العرب والفرس على مد التاريخ تبين قوة العرب والدفاع عن الجزيرة العربية من التدخل العسكري في المنطقة مشيرا ان الاستراتيجية العليا للمنطقة تتبع هذه الخطوات وتعمل على الدفاع عن الجزيرة من اي اختراق في الجزيرة العربية.
واكد الدكتور الفرج انه ” لا يمكن ان ننعزل عن اليمن ” مضيفا ان الحوثيين لم يقوموا بالسيطرة على اليمن فقط ولكنهم وجهوها أسلحتهم على السعودية وتعمل على السيطرة على المنطقة وهذا امر مرفوض مبينا انه على صانع القرار ان يحرك الصواريخ لمحاربة التدخل في اليمن مع تحريك التكنولوجيا والعمل على التنمية داخل البلاد.
وافاد انه من اهم استراتيجيات المنطقة هو عدم الدخول في حروب لا تنتج سلام وامن افضل في المستقبل مضيفا ان القائمين على عاصفة الحزم مستعدين لأي طارئ او مستجد يحدث وان هناك جهود قائمة بالميدان لمتابعة ودراسة الاحداث وتطوراتها.
واكد الدكتور الفرج ان الهدف من حرب عاصفة الحزم انها تنتج سلام أفضل مشيرا الى التصريح الاخير لوزير خارجية اليمن وقوة الإعمار لليمن بعد الحرب وان نهجم على اليمن بقوة اغاثة وليست قوة عسكرية ويجب ان ندرك حاجة الشعب من فقر وغيره وما جره الربيع العربي من بطالة وفقر على شعب اليمن ومن اضطرابات الربيع العربي.
واشار ان حرب اليمن فيها بعد غريب وهو عامل المخدرات المنتشر بصورة رهيبة باليمن ويجب العمل على اغاثة الشعب من هذه الافه مشيرا بالوقت ذاته الى السيطرة والتوغل الكبير الى تنظيم القاعدة في اليمن والذي يشكل خطورة ايضا ” نحارب في عاصفة الحزم في حربين حرب القاعدة وحرب الحوثيين “.
وذكر حرب عاصفة الحزم هي استجابة لنداء الاغاثة الموجه من الرئيس هادي لإغاثة اليمن وقرار الامم المتحدة مشيرا انها مثل حادثة عاصفة الصحراء وحرب تحرير الكويت عام 1991 عندما القى المغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح كلمة امام مجلس الامن في الامم المتحدة لتحرير الكويت من الغزو في ذلك الوقت وارجاع السيادة والامن الى البلاد.
وذكر ان اعلان الحرب كان مفاجأة للخصم والصديق وانها كانت العلاج الاخير للمشكلة القائمة باليمن متمنيا ان يسود الاستقرار وان يكون المستقبل افضل وتحقق الحرب الهدف منها.
واكد انه على صانع القرار ان يدرك المدخلات والمخرجات لمعرفة طريقة ولتحقيق الهدف الذي سعى اليه باقل وقت وجهد وان يكون قادر على صنع قرار حازم وسليم ومن اهم الاستراتيجيات الخليجية ان لا تكون هناك حرب بالمنطقة.
واكد انه يجب العمل على التفوق في التكنولوجيا والتطور في بلاد الخليج من خلال الحكومة الالكترونية والاجهزة الالكترونية والتنمية في مجالات الصحة والتعليم والثقافة وان تكون متطورة فيها الى جانب التطور العسكرية والتدريب لتحقيق الهدف من الاستراتيجية العليا للمنطقة وتحقيق التوازن مع القوى المحيطة والعمل على التقدم وان كان بعيد المنال ولكن يجب العمل عليه .
ومن جانبه تحدث قائد القوة الجوية الكويتية الاسبق اللواء ركن الطيار صابر السويدان في محاضرته خلال الجلسة الثانية عن المراحل التي مرت بها أهمية الخليج العربي مع تطور النفوذ البريطاني ودور النفط في الصراع الامريكي البريطاني على الخليج،وأهمية الخليج في القرون الماضية ، بالإضافة إلى المتغيرات في الخليج العربي في القرن العشرين والواحد والعشرين سياسيا وعسكريا واقتصاديا ،وأمن الخليج بين التحديات وأمن الخليج العربي بين الامكانيات والسيطرة على بؤر التوتر .
و بين إن مراحل تطور أحداث واهمية الخليج العربي اختلفت على حسب القرون ومرت على خطوات وهي قبل منتصف القرن التاسع عشر ،وبعد منتصف القرن التاسع عشر ،وفي النصف الاول من القرن العشرين ،و في النصف الثاني من القرن العشرين وآخرا التطور في الخليج العربي في القرن الواحد والعشرين ، منوها ان قبل منتصف القرن التاسع عشر لم تكن هناك اهميه للخليج العربي لعدة أسباب منها وعوره الطرق وعدم وجود شبكه مواصلات تربط شماله بجنوبه ،و الطقس الصحراوي القاسي بالإضافة إلى انعدام الموارد الطبيعية ، وبعد منتصف القرن التاسع عشر تم اكتشاف اهميه الموقع الاستراتيجي بين 3 قارات تمثل نقطة التقاء التجارة المختلفة خاصه لبريطانيا الى الهند.
وأضاف السويدان إن الخليج العربي في النصف الاول من القرن العشرين شمل على ارتفاع نفوذ بريطانيا بعد الانتصار في الحرب العالمية الاولى مما ادى الى القضاء على النفوذ البرتغالي، والدخول في نزاع مع النفوذ الهولندي ، ومواجهه النفوذ الفرنسي ومحاوله تقاسم مناطق النفوذ وغيرها، أما الخليج في القرن العشرين احتضنت على بروز دور الولايات المتحدة الأمريكية، والاكتشافات النفطية وبدء تصديره ، وارتفاع المد القومي للدول وحركات الاستقلال وكذلك استقلال الكويت عام 1961 وازمه عبدالكريم قاسم لغزو الكويت عام 1961 وانسحاب بريطانيا من الخليج العربي 1971 ، أما في القرن الواحد والعشرين فكان هناك تأثيرات مثيرة منها تأثير أحداث 9/11 وحرب تحرير العراق 2003 والنتائج اللاحقة وارهاب ما بعد تحرير العراق (القاعدة / داعش ) وعمليه عاصفه الحزم 2015 ، والتأثير المحتمل للاتفاق النووي بين التحالف وايران .
هذا وتحدث السويدان عن التحديات التي تواجهها منطقة الخليج ومنها الاختلالات الاقتصادية والمالية واختلالات التنمية البشرية واختلالات نظام التعليم والاختلالات الاجتماعية بالإضافة إلى اختلالات الأجهزة الإدارية للدول و الاختلالات البيئية والاختلالات التشريعية والمؤسسية بالإضافة إلى اختلالات البحث العلمي والتطور التكنولوجي ومجتمع المعلومات والمعرفة والأمنية والعسكرية ، مؤكدا ان هناك امكانيات وطرق للسيطرة على بؤر التحديات منها دعم مشاركة القطاع الخاص في أنشطة التعليم المختلفة حتى يقوم بدوره في تحمل قسم من الاعباء التعليمية ووضع المعايير التي تضمن بناء واستمرار المستويات التعليمية والأكاديمية الرفيعة لمؤسسات القطاع العام التعليمية ومن أجل الحصول على فرص تعليمية عالية الجودة و تعميق التجانس والتماسك الاجتماعي مما يؤدي الى تعزيز مشاركة المواطنين في تحمل أعباء التنمية من أجل الحفاظ على الأمن الوطني وتعزيز القيم والاتجاهات التنموية .
وأضاف قائلا :” من الامكانيات كذلك تلك المرتبطة بالإصلاح الاداري منها إعادة هيكلة الجهاز التنفيذي للدول بما يؤدي الى القضاء على تداخل الاختصاصات والازدواجية والتكرار ، وضع نظام موضوعي لتقييم أداء العاملين وربط التقييم بالمزايا الوظيفية المختلفة ، وكذلك التنمية البيئية عن طريق إبراز البعد البيئي كعنصر أساس من عناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يتطلبه من تنظيم علاقة الانسان بالبيئة بمفهومها الشامل كمصدر للموارد الطبيعية وتشريعيا و مؤسسيا عن طريق اصدار قوانين جديدة لمواجهة المستجدات في مجال المعلوماتية – الجريمة الالكترونية وغسيل الأموال وغيرها وعسكريا وأمنيا عن طريق تقنين سياسة التجنيس والتركيز على الكفاءات والاحتياجات للدولة وتقوية الاجراءات المشتركة لدول مجلس التعاون في المجال العسكري والأمني .