د.الزايد: نسعى إلى زيادة الوعي الثقافي للمجتمع بموضوع سوء معاملة الطفل
خلال ندوة «منع العنف» في «الهندسة»
د.الملا: الإهمال واللامبالاة من أكثر أنواع الإساءات شيوعاً حول العالم
تحت رعاية عميد كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت د.عبداللطيف محمد الخليفي نظمت كلية الهندسة والبترول ندوة تحت عنوان «منع العنف».
وبهذه المناسبة قال اختصاصي طب الاطفال بمستشفى شركة نفط الكويت د.محمد يوسف الزايد: إن الهدف من القيام بهذه الحملة هو زيادة الوعي والثقافة للمجتمع بموضوع سوء معاملة الطفل والذي يشمل الاشكال المختلفة من إساءة التعامل مع الاطفال والمراهقين والآثار المترتبة من هذه الاساءة ودور فريق حماية الطفل وشرح آلية التبليغ عند الاشتباه بالاعتداء او عند حدوثه وذكر بنود قانون حقوق الطفل ومدى فعاليته في الكويت.
واستعرض د.الزايد بعض الدراسات المحلية التي توضح مدى تعرض بعض عينات البحث لسوء المعاملة عند طفولتهم بالكويت والآثار الصحية الناجمة عنها، مشيرا إلى الارتباط القوي بين حوادث الإساءة للأطفال والامراض المزمنة التي يتعرضون لها.
وذكر احتمالية تأثير الاساءة على الاطفال من خلال شعورهم بالاكتئاب وتعرضهم للسمنة الزائدة والادمان على التدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات والوفاة.
وأكد د.الزايد حرص الكويت على الاهتمام بالاطفال من خلال سن قوانين تحمي الطفل منذ نعومة أظافرهم حيث إن الكويت من أوائل الدول في منطقة الشرق الاوسط التي وقعت على المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل سنة 1991، مستعرضا بعض مواد قانون الطفل الكويتي كالمادة (-6-71-3) في حق الطفل بالحياة والبقاء والنمو والرضاعة والحضانة والمأكل والملبس المسكن والحماية من أي نوع من أنواع التمييز.
وأشار إلى ضرورة تبليغ مكتب حماية الطفل من قبل أصحاب المهن المؤتمنة على الاطفال في حالة ملاحظة أي نوع من أنواع اساءة المعاملة من قبل ذويه، وذلك لحماية الطفل من هذه الاساءات التي ستؤثر عليه مستقبلا.
وأوضح اختصاصي طب الاطفال بمستشفى شركة نفط الكويت د.أحمد الملا بعض الحقائق والاحصائيات بشأن الإساءة للأطفال ومنها وقوع معظم هذه الاساءات في السنوات الاولى لولادة الطفل حتى سن الرابعة، مؤكدا أن معظم الاحصاءات العالمية تشير إلى أن 25% من الاناث و9% من الذكور حول العالم تعرضوا للإساءة الجنسية خلال فترة طفولتهم.
وأشار د.الملا إلى أن نسبة تكرار الاساءة تتراوح بين 11 و50% حيث يشكل الاهمال واللامبالاة النسبة الاكبر من عملية الإساءة، معتبرا أن الاهمال واللامبالاة من أكثر أنواع الاساءات شيوعا حول العالم.
وأكد أن معظم حالات الوفاة التي تحدث للاطفال جراء عملية الاساءة تحدث لهم قبل بلوغهم السنة الأولى من أعمارهم حيث ان معظم حالات الوفاة تكون بسبب إصابات بالرأس أو البطن أو العنق، مشيرا إلى أن المعتدي غالبا ما يكون من فئة الذكور بنسبة 50% من للأب ثم من زوج الأم بنسبة 20% ثم من المربية بنسبة 17% ثم من الأم بنسبة 12%.
وأضاف د.الملا أن التعريف العلمي للإساءة بالطفل هو حدوث ضرر أو احتمالية وقوع ضرر على الطفل سواء كان متعمدا أو غير متعمد من قبل المؤتمنين على رعاية الطفل، مشيرا إلى أن هنالك أربعة تصنيفات شائعة لظاهرة الاعتداء أو الاساءة بالطفل وهي الإساءة الجسدية والاهمال واللامبالاة والإساءة العاطفية والإساءة الجنسية.
وأوضح أن الاعتداء والإساءة الجسدية هي الايذاء الذي يؤدي إلى حدوث ألم شديد للطفل ويترك أثرا على جسده، ما يترتب عليه تعطيل وظيفة عضو معين أو يشكل تهديدا على صحة الطفل وحياته ونفسيته وكرامته، مستعرضا بعض طرق الإيذاء كالضرب والركل والخنق والحرق والتسميم.
وأكد د.الملا أن الاهمال واللامبالاة هو أكثر أنواع الإساءة شيوعا ويعرف بالفشل في توفير أساسيات كل من العناية الجسدية والعاطفية والتعليمية والطبية للطفل، ما سيؤدي إلى تبعات جسمانية ونفسية سلبية على الطفل في المديين القريب والبعيد كعدم المتابعة الطبية والغذائية والمراقبة وعدم اتخاذ تدابير السلامة للطفل.
وبين أن الاساءة العاطفية هي نمط متكرر من التفاعل غير السليم بين الطفل والوالدين يستخلص فيه الطفل أنه غير مرغوب فيه وغالبا ما تكون مصحوبة بأنواع أخرى من الاساءات التي تعرض لها الطفل، موضحا أن الاساءة العاطفية تتضمن الترهيب والتجاهل والرفض والعزلة والافساد والازدراء وتحميل الطفل فوق طاقته.
وقال د.الملا إن الاساءة الجنسية تحدث للأطفال الإناث أكثر من الأطفال الذكور، حيث ان من أهم العوامل التي تؤدي إلى تعرض الطفل لمثل هذه الاساءات التفكك الأسري وغياب الرقابة والحماية ووجود ذكور يعيشون مع الاطفال بنفس المنزل من غير الابوين.