جامعة الكويت

جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت: إلى متى استهداف الجامعة.. أوقفوا تدخلاتكم في الجامعة

 

دعت مؤسسات المجتمع المدني إلى التكاتف للدفاع عن استقلالية جامعة الكويت من التدخلات والاستهدافات المتتالية

طالبت من الحكومة حماية استقلالية جامعة الكويت من التدخلات السياسية والإعلامية غير المبررة

إلغاء التسجيل بشكل كامل في كلية الحقوق يجعلنا ننتقد الارتجالية في القرار وتأثيرها على العملية الأكاديمية

استمرار وجود إدارة جامعية بالتكليف لمدة طويلة أضر بشكل بالغ بهيبة الجامعة

أكاديميا | جامعة الكويت

أصدرت جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت بيانا صحافيا في شأن تکاثرت في الأونة الأخيرة التدخلات السياسية والإعلامية وغيرها في كل ما يتعلق بجامعة الكويت فأصبحت جامعة الكويت تحديدا كيس الملاكمة التي يوجه لها الجميع لكماته والشماعة التي يعلق عليها أخطاءه والقضية التي يحقق بها البعض الشهرة باستهدافها، كل هذا في ظل ضعف قيادي سياسي وتعليمي، ونحن بدورنا نتساءل إلى من استهداف جامعة الكويت؟ إلى متى يستمر مسلسل إضعاف أكبر مؤسسة أكاديمية في الكويت بمختلف الطرق؟ ولمصلحة من ؟
وأضافت الجمعية: ومع تصاعد موضوع الاختلاط ومن قبله مواضيع لجنة اختيار مدير الجامعة وطبيعة إدارة الجامعة في الكليات، فإن جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت تتقدم في هذا البيان بعدة رسائل واضحة المعالم محددة الأطراف: حكومة دولة الكويت، نواب مجلس الأمة، الإدارة الجامعية بالتكليف، والمجتمع الكويتي.
ووجهت الجمعية رسالة إلى الحكومة، قائلة: إن جامعة الكويت كانت ولازالت وستظل هي الصرح الأكاديمي العريق الذي نفتخر به، بمخرجاتها ودورها الثقافي والاجتماعي بل والسياسي أيضاً، هي ساحة الحوار يسقفها المفتوح وحرمها المصان بهيبة العلم قبل سلطة القانون، هي مصنع الكوادر الوطنية التي ساهمت في بناء الوطن عبر أكثر من نصف قرن، هي ذلك الصرح الذي لم يقتصر اشعاعه على الكويت بل تعداها إلى دول المنطقة، هي واجهة البلد الأكاديمي والثقافي، هي كل هذا وأكثر.
وتساءلت أهكذا يتم إهمالها وتركها عرضة الاستهداف؟! لماذا النيـل مـن استقلالية الجامعة ؟
وطالبت الجمعية الحكومة بالآتي:
1- حماية استقلالية جامعة الكويت من التدخلات السياسية والإعلامية غير المبررة، وعدم اتخاذ القرارات المتعلقة بالجامعة بانفراد دون الرجوع الأجسام الجامعة المختلفة.
2- حسم ملف تعيين مدير جامعة بالأصالة وفق القانون وبسرعة، لأن تراجع الجامعة الإداري والأكاديمي من أهم أسبابه عدم وجود استقرار إداري وقيادي الجامعة الكويت، فغياب القيادات الأكاديمية بالأصالة جعل القرار الإداري والأكاديمي رهينة التجاذبات السياسية بسبب عدم استقرار المراكز القيادية الأكاديمية.
3- سرعة تشكيل لجنة تعديل قانون 2019/76 والذي سلب الكثير من صلاحيات جامعة الكويت وجعلها رهينة البيروقراطية الإدارية بتقديم قانون يعطيها المزيد من الصلاحيات وترشيق هيكلها الإداري وتطوير قدراتها الأكاديمية.
كما وجهت رسالة إلى نواب مجلس الأمة مفادها: إن الكثير منكم نواب الأمة قضى مرحلة من حياته في موقع طالب العلم في حرم الجامعة، وجميعكم لديه معارفه وأقاربه ممن يتعلم أو يعلم في هذا الصرح الوطني العريق، ناهيك عن وجود كوكبة من أعضاء مجلس الأمة ممن يخدم في سلك التدريس في جامعة الكويت.
وأضافت: ألا تستحق منكم جامعة الكويت احترامها وخدمتها بما يليق بها ؟؟ إن الاستهداف المتكرر من قبل بعض نواب مجلس الأمة تحت المسميات والأسباب المختلفة بحق أو دون وجه حق يجعلنا نتساءل ؟ لماذا هذا الاستهداف؟
وتابعت: إن لجامعة الكويت لوائح منظمة وأعراف راسخة وكادر اكاديمي محترم وطاقم إداري مقتدر وطلبة أعزاء نفتخر بهم، وما يتم ترويجه بين الفينة والأخرى لا يليق بهذا الصرح الوطني العريق، فتارة يتم استهداف كلية بعينها، وأخرى يتم استهداف قطاعاً إداريا بعينه، وتارة طبيعة الاختبارات وتارة أعضاء هيئة التدريس، وغيرها من القضايا التي يتم إثارتها بشكل مستغرب، ونحن إذ لا ننزه المؤسسة من الخطأ والخلل، فهي مؤسسة إدارية يصيب منتسبوها ويخطئون، لكن هذا الاستهداف المركز والممنهج هو ما لا نستطيع فهمه أو تبريره إن جمعية أعضاء هيئة التدريس تطالب نواب مجلس الأمة بالتالي:
1. عدم التدخل بشؤون الجامعة دون فهم واقع الجامعة والتنسيق مع منتسبي الجامعة كي لا يصبحوا معول هدم بدل أن يكونوا أداة بناء، فواقع الجامعة وحاجاتها كثيرة وتحتاج منكم إلى الدعم التشريعي والسياسي لنهضة التعليم الجامعي.
۲. تعزيز التعاون مع إدارة الجامعة وجمعية أعضاء هيئة التدريس واتحاد الطلبة بما يخدم العملية التعليمية ويلبي حاجاتها الفعلية والحقيقية والتي يعرفها ويعاينها بشكل يومي | أصحاب الميدان.
كما وجهت الجمعية رسالة إلى الإدارة الجامعية بالتكليف جاء فيها: إن استمرار وجود إدارة جامعية بالتكليف لمدة طويلة أضر بشكل بالغ بهيبة الجامعة وبقراراتها وسمعتها الأكاديمية، ومسؤولية هذا القرار مرتبط بالقرار الحكومي وإن الاستهداف السياسي للقياديين ممن يقودون الإدارة بالتكليف في جامعة الكويت تم استسهاله من قبل الكثير من السياسيين والإعلاميين، فأصبح القرار الأكاديمي مرتهن بالضغط السياسي والإعلامي وهذا ما جرّ الجامعة إلى مستويات متدنية غير مسبوقة، فما ظهر من عزل بشكل غير مسبوق مع الزملاء مدير الجامعة بالإصالة أ.د. يوسف الرومي ومدير الجامعة بالتكليف أ.د. سعاد الفضلي والكادر القيادي الذي كان معهم أساء إساءة بالغة لجامعة الكويت، وما زال الضغط السياسي والإعلامي هو المسيطر على كثير من القرارات الإدارية في جامعة الكويت.
وأكدت الجمعية في بيانها أن للقياديين في جامعة الكويت مكانة عزيزة، لكن ما حدث في قضية إلغاء التسجيل بشكل كامل في كلية الحقوق يجعلنا ننتقد الارتجالية في القرار وتأثيرها على العملية الأكاديمية سواء للأساتذة أو الطلبة، حيث قامت إدارة كلية الحقوق بتقديم الجدول الدراسي بشكل مختلف عن العرف السابق، فتم التسجيل وفق النظام الجديد، ومن ثم تم الاعتراض النيابي وجاء الارتجال في القرار، فجاء التوقيت قاتلاً للعملية التعليمية، حيث انتهت عملية التسجيل بعد مضي أكثر من ٣ أسابيع من استكمال الجداول الدراسية، فجاء القرار يوم الخميس قبل يوم عمل واحد من بدء الدراسة الفعلية يوم الأحد، الأمر الذي وضع الجامعة في موقف ضعيف ومهلهل أمام الجميع بسبب رضوخها للضغط السياسي وهذا ما لا يصح مع جامعة ذات تاريخ عريق وحري بالقياديين في جامعة الكويت حماية العملية الأكاديمية وعدم التأثر بالضغط السياسي والإعلامي، وتقديم الحجج والأدلة على سلامة الرأي، وإن كان فيتم تصحيحه بشكل متدرج لا يؤدي إلى خطأ أكبر قد يضر بالطلبة والأساتذة.
وطالبت الجمعية الإدارة الجامعية بالتكليف:
2- حماية استقلالية الجامعة وعدم السماح لأي جهة من خارج الجامعة فرض القرار والوصاية على قرارات الجامعة، لما لذلك من تبعات سلبية على الطلبة والأساتذة والجامعة ككل.
3- إعطاء إدارة كلية الحقوق المجال لتوضيح ما تراه من آلية وضع الجدول بما يتوافق مع القانون والعرف الجامعي للجمهور حيث أصبحت القضية فضية رأي عام، مع توفير الغطاء لدعم قرار إدارة الكلية.
4- معالجة وضع التسجيل بصورة مقبولة لا تضرر الطلبة.
واختتمت الجمعية بتوجيه رسالة إلى المجتمع الكويتي قائلة: إن للتعليم الجامعي رسالة سامية يقوم بها إخوانكم وأخوانكم من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت، وكذلك طلبة وطالبات جامعة الكويت هم أبناؤنا وبناتنا الذين نسعى لنقل العلم والمعرفة والقيم لهم وفق ما جبلنا عليه ديننا وقيمنا وأعرافنا الاجتماعية، ولا تخلو مؤسسة من أخطاء ونقص يستدعي معه النصح والتوجيه لا التشهير والطعن، وإن جامعة الكويت ما زالت ذلك الصرح الجميل الذي يقوم عليه طاقم تعليمي متميز وكادر إداري مخلص، وما نراه من استهداف لا نضعه إلا في سياق يختلف عن ما يقدم للجمهور؛ لماذا هذا التركيز على الجامعة دون غيرها من المؤسسات؟ هل هناك مستفيد من هذا الاستهداف؟ إننا في جمعية أعضاء هيئة التدريس لا تسعى لتوسيع دائرة الاستهداف ضد المؤسسات الأكاديمية الأخرى، ولا نقبل به، وسندافع عن كل المؤسسات الأكاديمية الصادقة، لكننا لن نقبل السكوت عن هذا الاستهداف وسنسعى لمعرفة أسبابه الحقيقية ونضعها أمام المجتمع الكويتي، حماية لمصداقيتنا كأساتذة في جامعة الكويت وحماية لهذه الصرح الأكاديمي الذي نعتز به ونفتخر به.
واختتمت الجمعية بانها ستكون السور الحامي لجامعة الكويت أمام الضغوطات السياسية والإعلامية، والمدافع عن قيم المجتمع وثوابته الدينية والاجتماعية، ولن تتوانى عن الدفاع عن جامعة الكويت بمنتسبيها جميعاً أساتذة كانوا أم طلبة أم إداريين فجامعة الكويت صرح أكاديمي عريق لا يليق أن يتم التعامل معها بهذا الشكل، وإن كانت هناك أخطاء – وهي موجودة ولا ننكرها – لا يجب أن يتم التعامل معها بالتشهير والضغط.
ودعت الجمعية مؤسسات المجتمع المدني إلى التكاتف للدفاع عن استقلالية جامعة الكويت من التدخلات والاستهدافات المتتالية حماية للعملية الأكاديمية والتي تؤثر على البلد باكمله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock