دخول التكنولوجيا بالمجال التعليمي … بين التأييد والرفض
أكاديميا | فاطمة الزيد – منى العتيبي – بشاير المطيري
إن التكنولوجيا الحديثة أحدثت تطوراً متسارع في عالمنا اليوم، وأشغلت العالم من حيث ادخالها في مجالات شتى. وقد أخذ النقاش والبحث العلمي نصيبه من الباحثين وأصحاب القرار في مدى جدوك ادخال التكنولوجيا في مجال التعليم. حيث تم مؤخراً مطالبة بعض الجهات والمؤسسات التعليمية بضرورة جعل التعليم الإلكتروني هو الرائد في التدريس ولكن حتى الأن لم يتم تطبيقه بشكل رسمي. كانت لـ أكاديميا وقفة لمعرفة مدى رغبة أعضاء هيئة التدريس والتدريب والطلبة لدخول التكنولوجيا في مجال التعليم.
في البداية أوضح أ. ناصر السبيعي استاذ في معهد السكرتارية والادارة المكتبية قسم اللغة الانجليزية والذي ويعد رائد من رواد التعليم الالكتروني في التطبيقي حيث تم تكريمه من قبل ادارة الهيئة في 2013 بإنشاءه موقع تعليم الالكتروني بإستخدامه برمجيات moodle لمعهد السكرتارية والادارة المكتبية وفي الآونه الاخيرة قام بالتعاون مع “google education” في تبني “google classroom” كخيار تعليم الالكتروني للمعهد: “من وجهة نظري أن الثورة التكنولوجية وسهولة الوصول للمعلومات وحفظها وتوفرها عند الاستاذ والطالب يحتم علينا ان نستفيد ونتبنى في مؤسساتنا التعليمية ال blending learning الذي هو يعد خيار ذكي مما له من اجابيات لا تحصى. وللذكر وليس للحصر، سهولة التواصل فيما بين الاستاذ والطالب حيث يملك الجميع كمبيوترات شخصية و الهواتف ذكية التي تتيح لهم الولوج للانترنت والاستفادة من امكانيتها وايضا زيادة تدفق المعلومات واستمراريتها”.
وأشار السبيعي بأن التعليم الالكتروني يتيح الاستفاضة في المعلومات ويزيد من الساعات التعليمية والخبرات المستفادة للطالب وبالتالي العملية التعليمية وكذلك اقتصادية التعليم الالكتروني من حيث الكلفة والوقت فلا يتطلب الكثير مجرد جهاز ذكي او لاب توب ويستمر التعليم حتى بالاوقات التي يتغيب فيها الطالب لسبب او لاخر.
وقال أ. السبيعي بأننا نفخر نحن في معهد السكرتارية والادارة المكتبية بأن نكون أول معهد في التطبيقي يتبني google classroom والذي قمت بإنشاءه بالتنسيق مع google education app حيث تم تسجيل 5120 حساب لاعضاء هيئة تدريب وللطلبة بالمعهد.
من جانبه أعرب د. احمد الحنيان عضو هيئة تدريس في قسم الحاسب الالي بكلية الدراسات التجارية عن تأيده لإدخال التكنولوجيا في التعليم وأن ذلك أصبح أمراً ضرورياً وأساسياً في معظم المدارس والكليات والجامعات. وهذا لاشك يساهم في سرعة الفهم وسرعة البحث والقدرة على استرجاع الدروس في اي وقت وفي اي مكان.
وأضاف د. الحنيان : بأنني أفضل التدريس بالطرق الالكترونية والتي في وجهة نظري تساعد الطالب على إقتناء الاجهزة الالكترونية وان استطعت التواصل مع الطالب والمنهج الكترونيا فان ذلك سيسهل وصول المعلومات لذهن الطالب واسترجاعها وقت الحاجة وكذلك يمكن الطلبة من الاجابة على الاسئلة حيث النظام يعطي الطالب درجاته والاجابات النموذجية بل يستطيع الطالب الاعادة او اختيار مجموعات اخرى من الاسئلة وهذه هي الميزة التفاعلية الغير موجوده بالكتب التقليدية.
وأشار د. الحنيان بأن هذا لا يعني الاستغناء عن الكتاب فالكتب غنية بالمعلومات والكتاب الجيد نجد فيه رسومات توضيحية ونماذج من الاسئلة والاجابات. بل يركز الكتاب على المحتوى العلمي للمقرر المطروح. وفي تصوري، بأن الكتب ستختفي كما اختفت اشرطة الكاسيت والفيديو.
وقال الجنيان أن هناك نموذج للتعلم الالكتروني يعرف ب التعلم الالكتروني المدمج او Blended leaning، اي ان الطلبة يحضرون المحاضرة بوجود استاذ المقرر وتكون المادة العلمية موجودة بشكل الكتروني ويكون الاستاذ هو حلقة الوصل والذي يتابع اعمال الطلبة من خلال الموقع الالكتروني.
ومن جهة قال د. حسين الهدبة بأنه من أشد المؤيدين لاستخدام التكنلوجيا في التعليم لما لها من أثر إيجابي في تلقّي المتعلم للمعلومة. وأكمل قائلاً: استخدام التكنلوجيا الحديثة السائدة اليوم في حياتنا فيه نوع من كسر روتين الطرق التعليمية التقليدية القديمة التي ماعادت تجذب الجيل الشبابي المتعلم لها. وبالنسبة لي أفضل استخدام الكتاب الذي لاغنى عنه بالتوازي مع استخدام التقنيات العلمية الحديثة حتى يتم إشغال جميع حواس المتعلم وبالتالي جلب كامل الإنتباه لديه وتثبيت المعلومات بشكل فعّال والعلماء التربويين ابتكروا الكثير من استراتيجيات التعلم والتذكر الحديثة كالخرائط الذهنية مثلاً وغيرها من الوسائل المفيدة التي لم تكن موجودة من قبل والفضل يرجع للتكنلوجيا الحديثة وبالأخص منها مايتعلق بالعملية التعليمية.
وأضاف د. أحمد عبد الرحمن الحميد: في الحقيقة ان التكنولوجيا دخلت بقوة في المجالات التربوية والتعليمية، والسؤال برأيي ليس هل تؤيد أو لا تؤيد لان هذا الامر صار واقعا حقيقيا معاشا، ولكن برأيي كيف نستفيد الفائدة القصوى من ادخال التكنولوجيا في التعليم، وبصراحة من لا يؤيد دخول التكنولوجيا هذا إنسان يعيش خارج العصر، ولكن هناك ملاحظة من واقع تجربتي في التعليم، وهي ان التعليم ما قبل الجامعي يسبق التعليم الجامعي بمسافات كبيرة في مجال ادخال التكنولوجيا في التعليم، فموضوع التكنولوجيا والكتاب موضوع إشكالي لم يحسم بعد، وثمة أبحاث ودراسات مهمة قدمت في هذا المجال منها ما هو مع بقاء الكتاب ومنها ما هو ضد بقاء الكتاب، والحقيقة ان للكتاب جانب عاطفي في وجداننا او في ذاكرة جيلنا ومن سبقه، ولكن العواطف شيء والواقع شيء اخر.
وأفاد د. الحيد أن المستجدات تشير إشارات لا لَبْس فيها ان الكتاب في طريقه الى الاضمحلال، وان دوره سينتهي. والكتاب في الأساس وسيلة تعليمية وقد استحدثت وسائل أحدث بكثير
، وميزة هذه الوسائل الحديثة انها تجعل من العملية التربوية عملية تفاعلية والمواقع او البرامج التي بدأت تطبق في التعليم الخاص بشكل فعلي كثيرة ومذهله في نتائجها منها على سبيل المثال (مودل) و ( غوغل درايف ) والقائمة تطول ولا مجال لسردها جميعا، ثم لا ننسى إقبال ابناءنا على التكنولوجيا اقبالا غير عادي، واشياء اخرى لا مجال لذكرها تجعل مكانة الكتاب تتراجع بشكل كبير .
ومن جانب أخر، للطلبة طموحات في تسهيل الأمور الدراسية من حيث إدخال التكنولوجيا في المجال التعليمي. حيث قال غانم سعود الميع مؤسس النادي الصحفي وطالب بكلية الشريعة جامعة الكويت بأنه: مؤيد وبشدة لإدخال التكنولوجيا بالتعليم لما فيها من أهمية في مواكبة العصر الحديث الذي يتطلب منا ذلك في كل وقت ومكان، وهذا ما تعتمد عليه المؤسسات العلمية في دول اوروبا وامريكا وشرق أسيا المتطورة في العقد الاخير من الألفية. ذلك ولأن اجهزة التكنلوجيا والأجهزة الحديثة لها كم هائل من المعلومات المخزنة وسهلة الإستعمال فلذلك أتمنى أن اراها في جميع الجهات الرسمية وليست فقط مقصورة على التعليم الحديث.
وأشار عبدالعزيز حمد العصعوصي طالب بالمعهد العالي للاتصالات والملاحة وامين سر اتحاد طلبة التطبيقي بأنه لابد من تطوير التعليم بطرق ايجابية لكي يستفيد الطالب ويفيد مجتمعه، ويجب على وزارة التربية والتعليم الاستفادة من العولمة الموجودة واستغلال التكنولوجيا مثل الايباد بدل الكتاب لتخفيف على الطالب من حمل الحقيبة وعواقبها في طرق التعليم الجديدة كالفيديو والصور لتعوض الاجهزة والخرائط و الصور الموجودة بالتعليم الحالي واتمنى ان نرى تطوير يفيد الطلبه بالمستقبل.
وأوضح راكان مبارك العازمي طالب في جامعة الكويت كلية التربية نعم اؤيد دخول التكنولوجيا في مجال التعليم في جميع المراحل الدراسية وتكثيف الدورات لتدريب الطلبة على كيفية استخدام برمجيات التعليم الالكتروني قبل نزولها الى المؤسسات وهذا شي لا بد منه قبل الانتقال من مرحلة الى مرحلة.
وعبرت شهد الظفيري طالبة في كلية التربية الأساسية بتأيدها و بشده هذا الرأي لأن التكنولوجيا في هذا الوقت أصبحت معروفه للكثيرين فقد أخذت حيزاً كبير في حياتنا اليومية ومن رأيي أنها تستحق الدخول إلى حياتنا التعليمية. أيضاً قد تغني عن الكتب وذلك من خلال وضع المناهج التعليمية للطلبة في الآيباد مما يساعد على تخفيف عبىء حمل الحقائب المدرسية للطلبة المدارس و أيضاً لطلبة الجامعات
ومن جهه أخرى تساعد المعلم في تطوير مهاراته وطرق التدريس لديه بإستخدام عالم التكنولوجيا الغني.
ورفضت ساره الهاجري طالبة في كلية التربية الأساسية دخول التكنولوجيا في مجال التعليم لأننا في كثير من الأوقات تخذلنا التكنولوجيا لاسباب عده، منها انقطاع الكهرباء او توفر الشحن للأجهزه كالآيباد والهاتف واللاب توب، فنضطر للعودة إلا الطرق التقليدية وتدوين ملاحظاتنا في الكتاب.
ومن جهة وضحت سعاد بدر الدوب طالبة بكلية التربية تأييدها دخول التكنولوجيا في مجال التعليم لان لها فوائد للمعلم و للطالب نفسه منها تفاعل الطلبة مع التكنولوجيا و تطور الوسائل في التعليم لتثير انتباه المتعلم و تسهل على المعلم توصيل المعلومة و استخدام التكنولوجيا تجعل التمرين مرن وكذلك بها نختصر الوقت.
وقالت عائشه الرفاعي كليه التربية
نعم اؤيد و بشده هذا الرأي لان التكنولوجيا اصبحت جزء لايتجزا من حياتنا اليومية، فهي تساعد المعلم بالدرجه الاولى على تسهيل جانب التدريس وتوصيل المعلومه بطريقه سهله
كذلك المتعلم سيتقبل المعلومه بطريقه اسرع
لان المتعلم في يومنا هذا يفضل التكنولوجيا بشكل كبير فالعمليه التربوية و التعليمية ستكون متكاملة من جميع النواحي .
لذلك سنجد اقبال كبير من المتعلم و مقدره عاليه على توصيل المعلومه باستخدام الطرق المتقدمه من قبل المعلم سيعمل على خلق جو من الابداع و التطور .
وختم الطالب عادل محسن علي المطرفي طالب في جامعة الكويت كلية التربية بتأييده دخول التكنولوجيا في مجال التعليم، فأصبح وجود التكنولوجيا في مجال التعليم لابد منه حتى يتوافق مع تطور المجالات الاخرى، فالتكنولوجيا تساعد المعلم في توجيه المادة العلمية للطالب ويبدل الطريقة التقليدية للتعلم في شرح الدرس وتقديم المعلومة، فيجب أن يهيأ الطالب لمواجهة العالم المليء بالتكنلوجيا والتقنيات الحديثة ، فلقد أصبحت معظم القطاعات الحكومية والخاصة تتطلب خبرة ومهارة في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.