كتاب أكاديميا

د. حمود العبدلي يكتب: ABET .. شركة اعتماد أكاديمي لبرامج تعليمية في العلوم والهندسة والحوسبة والتكنولوجيا تدعم يوم الفخر لمجتمع LGBTQIA+

يشير +LGBTQIA إلى كل أنواع ومسميات الشواذ: النساء والرجال، السالب والموجب، المزدوجين والمتحولين… الخ.
السقوط الأخلاقي الذي تقع فيه مؤسسات ذات علاقة بالتعليم مثل الجامعات، واليونيسكو ومنظمات اعتماد البرامج التعليمية والأكاديمية، وتحاول معه جر المجتمعات بالقوة الناعمة إلى هذه المستنقعات؛ يحتم على المجتمعات المحترمة ومنها مجتمعات المسلمين أن يكون لهم مؤسساتهم الخاصة المسئولة عن التعليم وجودة التعليم، أو على الأقل تكون لديهم هيئات بخبرائها تستطيع تقييم الرذيلة ومنعها من التسرب إلى مجتمعاتها، وحماية الاخلاق والقيم المجتمعية والإنسانية.
ABET وأخواتها يستخدمون مصطلحات تربوية ظاهرها ناعمة وبراقة ومغرية من قبيل الشمولية (التعليم الشامل)، التنوع، المساواة، والإدماج …الخ، وباطنها مخادعة ومضللة ومفترسة، وتهدم القيم الإنسانية وتدمر المجتمعات، وتمررها بهدوء عبر أدوات مختلفة منها معايير بناء البرامج والمناهج التعليمة؛ ينخدع الناقلون (ما يسمى بالخبراء) لها دون وعي وإدراك لما يخفيه بريقها، والبعض للأسف لا يتقن إلا أن يلوكها بلسانه خاصة بـ اللغة الأجنبية.
أشرنا في أكثر من مناسبة أن خبراء وقادة الفكر التربوي والتعليمي على اختلاف جنسياتهم وأجناسهم يؤكدون بقوة أن المناهج التعليمية مسألة [أمن قومي] لا يجب أن تكون عرضة للعابثين من غير ذوي الشأن مهما كان المبرر والثمن، الذين ربما بحسن نية مبالغ فيها، أو براءة غير مبررة، أو تضارب المصالح نقلوا السم مع العسل دون إدراك.
في مقال نشرته شركة ABET في صحيفة (UWN) تقول “إنها تدعم شهر الفخر (شهر يونيو يفتخر الشواذ فيه بأنفسهم)، وتعطي الأولوية للمساواة والتنوع والشمول، وتعتقد أن التعاون بين مجموعة متنوعة من المواهب (المتعلمين) هو مساهمة حيوية في إيجاد أفضل الحلول لمشاكل العالم”.
كأن مشاكل العالم وقف حلها عند الشواذ ولن تحل إلا بهم، وهي في المقابل لا تنظر ABET للجهة الأخرى وما سيحدثه هؤلاء المخانيث من مشكلات تترتب على ممارساتهم المنحرفة.
وفي مواجهة رد الفعل العنيف الذي سبق شهر الفخر في الولايات المتحدة تقول ABET باعتبارها شركة اعتماد عالمية مقرها بولاية ماريلاند لأكثر من 4000 برنامج جامعي، مع مؤسسات التعليم العالي وكلياتها وموظفيها، وخاصة طلابها، الذين يواصلون دعم الفخر “أنهم يسعون إلى جعل حرم الكليات والجامعات مساحات آمنة في دعم شهر الفخر”؛ هكذا نصبت نفسها وكيل عن كل من يتعامل معها لتتحدث باسمه في دعم الفخر.
ويرى ريتشارد أولاوين، أستاذ الهندسة الصناعية والنظم في جامعة أوكلاند (ميشيغان) ورئيس المجلس الاستشاري للإدماج والتنوع والإنصاف (IDEA) في ABET أو بالمعنى الأصح [[رئيس المجلس الاستشاري لشئون الشواذ في ABET]] أن “دعم الفخر مهم لعدة أسباب:
أولاً: أن احتفالات وحركات الفخر تُعزز المساواة والتنوع والشمول، كما أنها تحاول خلق مجتمع أكثر قبولاً، حيث يمكن للجميع بغض النظر عن ميولهم الجنسية وهويتهم الجنسية أن يعيشوا بشكل أصيل ودون خوف من التمييز.
ثانياً: يشجع الفخر الأفراد على احتضان ذواتهم الأصيلة وتعزيز الشعور بقبول الذات والتمكين، وتساعد فعاليات وأنشطة الفخر الأفراد على الفخر بهويتهم التي تساعدهم في زيادة شعورهم باحترام الذات والرفاهية العقلية وسعادتهم بشكل عام”.
ولهذا والكلام لـ ريتشارد أولاوين (وهنا الخطورة) “تتطلب المعايير العامة لـ ABET أن تقدم جميع البرامج التعليمية داخل الكليات والجامعات المشورة الأكاديمية وخدمات الصحة العقلية لجميع الطلاب بما فيهم (المخانيث)” كحق من حقوقهم.
من جانبها، حددت جيسيكا سيلويك، المدير المالي والرئيس التنفيذي للعمليات في ABET، أن دعم ABET للفخر هو التزام منها تجاه جميع الفئات المهمشة في المجتمع، وتضيف “الفخر مهم لأنه عامل تنوع، والتنوع وقبول +LGBTQIA والمجموعات المهمشة الأخرى يخلق مجتمعا أكثر ثراءً، أن أفضل الحلول لمشاكل المجتمع مثل تغير المناخ مستمدة من مجموعة متنوعة من الأفراد الذين يعملون معاً، ويقدمون تجاربهم ومعارفهم الفردية ورؤاهم حول كيفية تصرف واستجابة الأشخاص” وتضيف سيلويك: “مجتمع +LGBTQIA هو مجتمع ضمن التنوع الذي لدينا في المجتمع”.
وتُسَّوِق ABET هذه المبررات بهذه النعومة والمنطق كتحديات تتطلب “برامج وفق معايير معتمدة من ABET تعمل على تخريج أفراد لهم القدرة على مواجهة هذه التحديات الرئيسية في عصرنا”، إضافة إلى أنه “سيتعين على المخرجات العمل مع أشخاص متنوعين للغاية من جميع أنحاء العالم للتغلب على هذه التحديات”.
وتنطلق ABET من عملها في دمج معايير مجتمع +LGBTQIA في المناهج والبرامج التعليمية تحت مبادئ تربوية كالتي عرضها ريتشارد أولاوين أو مصطلحات المساواة، والتنوع، والدمج، والتعليم الشامل باعتبارها مفاهيم ومصطلحات مستخدمة في أدبيات التعليم كجزء أصيل من ثقافة ABET ورسالتها في الحياة، وفي التعليم على وجه الخصوص.
و يقول ميل كويست المدير التنفيذي والباحث الرئيسي في مركز الموارد الوطني لتعليم تكنولوجيا المواد ومقره في كلية إدموندز المجتمعية وعضو مجلس IDEA (المجلس الاستشاري لشئون المخانيث) التابع لـ ABET “نحن لا ننظر إليه (شهر الفخر) على أنه حدثٌ لمرةٍ واحدة في السنة أو لمدة شهر إن هذا جزء لا يتجزأ من ثقافتنا؛ نحن نحتضنها حتى يرانا الآخرون كنموذج يحتذى به”.
وبناءً عليه: فقد قامت إحدى اللجان بتغيير صياغة نماذج الكفاءة (المعايير) المستخدمة لتقييم البرامج التعليمية لتشمل مصطلح “الشمولية” أو” التعليم الشامل” بجميع أشكالها، والمقصود بها: شمول المعايير بحيث يدخل في نطاقها المخانيث سواءً بتقبلهم من أقرانهم ومحيطهم التعليمي أو بحاجاتهم التعليمية المنحرفة، أو حاجاتهم البشرية الخاصة مثل السكن والمرافق أو متطلبات ممارسة سلوكياتهم…الخ.
وفي سؤال هام تطرحه ABET على نفسها كجزء من واجبها المقدس تجاه الإنسانية (بحسب وجهة نظرها): كيف يمكن التوفيق بين تعزيز حقوق +LGBTQIA وبين حقيقة أنه في بعض البلدان التي تعمل فيها ABET يعاني أعضاء مجتمع +LGBTQIA من قمع شديد؟
تقول سيلويك كمقدمة للإجابة عن هذا السؤال “حتى في الولايات المتحدة (بغض النظر عن الإعلانات الرئاسية) هناك عدد من المؤسسات الدينية التي لا تحتفل بالفخر، لقد أعلنوا علناً أنهم لن يوظفوا الأفراد المثليين أو المثليات للتدريس في جامعتهم لأن هذا يتعارض بشكل مباشر مع مهمتهم؛ هذه هي معتقداتهم التي خُلِقوا عليها؛ نحن نحترم كل برنامج نعتمده وكل مؤسسة تُقيم فيها برامجنا”، ومع ذلك “في حين أنهم قد لا يحبون حقيقة أن ABET تدعم شهر الفخر، فإننا لن نتغير؛ هذا هو ما نحن عليه” وتصف أنفسهم بأنهم لن يتخلوا عن صفة الشمولية في التعليم، وأضافت “إن ممارسات ABET تستند إلى المبادئ التأسيسية للأمة المتمثلة في حرية التعبير وحرية الدين”، اتساقاً مع ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي بايدن الذي قال فيه “أمريكا أمة مثلية”، وإلى قول بابا الفاتيكان الذي يرى أن المثليون أبناء الرب ولهم الحق في تكوين أسرة.
وأردفت سيلويك “لكل شخص الحرية في أن يكون ما هو عليه، وتتحمل الجامعات مسؤولية ضمان سلامته؛ لديك الحق في التعبير عن رأيك ولكن لا أحد لديه الحق في التأثير على من تحب أو تريد أن تحبه؛ يتمتع طلاب +LGBTQIA بنفس الحقوق؛ والحق في التمتع بهذه الحقوق مثل أي شخص يجلس بجانبهم، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو مهنتهم أو وضعهم الاجتماعي والاقتصادي”.
وبالعودة إلى السؤال الشائك عن البلدان ذات الأنظمة القانونية المختلفة التي يعاني فيها أعضاء +LGBTQIA من القمع الشديد؛ تقول سيلويك “اعتمدت ABET مؤسسات التعليم العالي التي يتم فصل الطلاب حسب الجنس” برغم مخالفته لقواعدها، وقالت “هناك تاريخ وثقافة عميقة الجذور هناك؛ لن نقول إننا لن نعتمدك لأنك لن تسمح للنساء بالذهاب إلى المدرسة مع الرجال لأن القيام بذلك سيكون ظلماً لأنه سيمنع الخيار الوحيد المتاح للمرأة للحصول على تعليم جيد”.
وهي هنا أي ABET تستخدم القوة الناعمة قبل فرض الأمر الواقع، وبهذا الخصوص يقول ريتشارد أولاوين Olawoyin (رئيس مستشاري مجلس شئون المخانيث في ABET) على أن دور ABET لم يكن إلزاميا “لا نريد أن نخالف المعتقدات الأخلاقية أو الدينية لأي شخص؛ لهذا السبب عندما وضعنا تعريفاً للتنوع، تركناه مفتوحاً، أي أننا لم نحدده للمؤسسات”، وأقر بأنه في حين أن أحداث وأنشطة +LGBTQIA لن تكون مقبولة في بعض البلدان في هذه المرحلة، فإن ABET تؤمن بالحوار كوسيلة لتحقيق التغيير” وما يمكننا القيام به هو توفير المعلومات للناس للمشاركة في الحوار والبدء في تحطيم الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة، وعلى الرغم من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، إلا أننا نعتقد أن هذا هو أفضل نهج”.
و يعتقد Silwick و Olawoyin و Cossette الذين يشغلون مناصب هامة في ABET أن الجامعات والكليات يجب أن تكون “مساحات آمنة” لـ +LGBTQIA حيث يمكن للطلاب “الاعتراف والعيش في تقاطع هوياتهم، والتي يمكن أن تشمل كونهم سوداً أو جزءً من مجموعة مهمشة أخرى”.
وتقول سيلويك إن هذه المساحات المادية، مع شرطتها ولوائحها الخاصة، تصبح “حاضنات للأفكار الجديدة، وللابتكار، ولتجارب جديدة”، وقالت: “في غالبية جامعاتنا، الحقوق موجودة “القدرة على أن تكون من أنت موجودة والتنوع مرحب به لكن!! الفخر يتعلق أكثر بجانب الإدماج؛ هناك قول مأثور، “يمكن دعوتك إلى الحفلة؛ لكن هل يطلب منك الرقص؟”
هذا العرض يضع تساؤلاً هام:
هل هذا هو ما قًصِد به من التحول في التعليم الذي رُوِج له بقوة قبل عام 2022م، بدأ يطل الآن من نوافذ مختلفة (جامعات، اليونيسكو ومنظمات أخرى، شركات اعتماد برامج اكاديمية، وزارات… الخ)، والتي دعت له قمة تحويل التعليم في أغسطس العام الماضي بنيويورك؟!
وهل هو كافي..!! ومقنع..!!
لتكون للمجتمعات المحافظة معايير ومؤسسات وجهات اعتماد خاصة بها.
أم ستظل المجتمعات مغرمة بجحر الضب؟!!
ولا تجيد فرق الجودة التي نصبت أنفسها وصية على التعليم والجودة سوى النقل ولو كان من جحر الضب الممتلئ بكل نجاسات الأرض وقاذوراتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock