كتاب أكاديميا

د.محمد العوضي يكتب: سقوط دكتور التعليم التطبيقي!


ليس المقصود التشهير بتحديد الكلية أو القسم الذي يكثر فيه هذا النوع من السقوط، وإنما المراد التنبيه والتحذير من انتشار ما سنبينه من خلل في قيم الأستاذ الأكاديمي الذي من المفترض أن يكون القدوة والمربي، كما ننبه إلى ما ألحظه من قصور في نظام الضبط والمساءلة للعابثين من منتسبي أرقى مؤسسات المجتمع (التعليم العالي).
ماذا يعني ألا يحضر الدكتور (أستاذ المادة) لتدريس طلبته إلا أسبوعاً في الفصل الدراسي أو أقل، بل وصل موت الضمير والاستهتار بالمؤسسة التعليمية برمتها أن أحدهم (وإن كان منتدبا) لم يحضر لتدريس المادة في القاعة إلا ثلاثة أيام خلال الفصل الدراسي بأكمله!
وترتب على (تطنيش) بعض الدكاترة للطلبة والقسم والإدارة، فوضى وأخطاء إجرائية فاضحة.
مثلاً، حتى يخرج الأستاذ من الحرج في تقسيم درجات الطلبة، فإنه يعطي الجميع درجات عليا من دون رسوب أي واحد منهم (طبعاً لأنه هو الراسب الأكبر بغيابه عن التدريس)، وهذا ما تسبب بارتباك للطلبة وللإدارة لأن بعض الطلبة ممن سحب أوراقه أو قدم أعذاراً للإدارة للتأجيل أو تعرض لحادث مروري أو سافر للدراسة في الخارج بعد توقيف قيده وغيرذلك من التعديلات ما يستوجب فتح ملفات تحقيق لما أحدثه هذا التزوير من فوضى!
حرام وعيب ورذيلة نفسية وخلقية لهذا الذي يأخذ راتب دكتور، وفي الوقت ذاته يلعب بالعلم والتعليم والطلبة والمجتمع!
والسؤال.. لماذا هذه (الحصانة) الزائفة للأكاديمي الذي لا يستحي من الطلبة ولا من زملائه الدكاترة ولا من القسم ولا من الإدارة!
لماذا يعجز القائمون على الإدارة عن تطبيق القانون لوقف هذا الاستهتار والسقوط الإداري؟!
لو كان في القسم الذي أنتمي إليه من هم على هذه الشاكلة، لما توانيت عن نصحه ثم في تحريك الموضوع إجرائياً إن لم يستجب.
ولقد زرت الأفاضل المدراء العامين للهيئة العامة للتعليم التطبيقي وبثثت لهم هذا الجانب المعطوب عند بعض الأساتذة وهم يحملون الهم نفسه وتبادلنا الرأي مع زملاء كثر حول هذه الآفة.
وقارنا ذلك بالانضباط الحاصل في الجامعات الخاصة.
وقلت لا بد من وضع آلية مأمونة لشكوى الطلبة ضد موت ضمير بعض أساتذتهم تضمن حماية الطالب من انتقام الأستاذ وعصابته.
الذي حملني على تجديد طرح هذه المشكلة، حسم مجلس الوزراء اعتماد وتعيين الدكتور علي المضف مديراً عاماً للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والذي نتمنى له التوفيق في ظل محسوبيات وصراعات وجو سياسي عام يؤثر على أي قيادي عنده إرادة الإصلاح والتطوير.
لعل وعسى أن يلتفت إلى هؤلاء الذين لا يزيدون التربية والتعليم إلا سقوطاً، فيحملهم على الالتزام بأداء الواجب أو يعزلهم من المكان الذي لا يستحقون أن يحملوا شرف الانتماء إليه.

محمد العوضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock