عبدالهادي العجمي: كلية الطب لم تخرّج إلا 2500 طالب… منذ 39 عاماً!
كيف لـ 191 أستاذاً بالكليات الطبية تدريس 100 طالب فقط كل عام؟
– كيف تتم الاستعانة بـ 364 طبيباً وهو عدد أكثر من عدد الطلبة المقبولين؟
طالب النائب عبدالهادي العجمي بتطوير كلية الطب بجامعة الكويت والعمل على زيادة عدد قبول طلبتها إلى 1000 طالب سنوياً، بدلاً من البحث عن مقاعد خالية لهم في مختلف الجامعات بدول أخرى، مشدداً على أنه لا يمكن القبول بأن تتحول الطب محطة للانتفاع، ومؤكداً أن «من لا يريد أن يعمل عليه أن يغادر ويترك المجال لأناس آخرين مخلصين يستطيعون أن يعملوا وأن يؤسسوا كلية طلب تستطيع أن تستوعب احتياجات الكويت».
وأوضح العجمي في تصريح بالمركز الإعلامي لمجلس الأمة أن الكلية لم تخرّج سوى 2500 طالب منذ إنشائها في العام 1984 أي منذ 39 عاماً، بينما الاحتياج الحقيقي للكويت أن يتم توفير ألف مقعد للدراسات الطبية في كل عام، مبينا أن سبب المشكلة هو انخفاض نصاب ساعات التدريس لأساتذة الكلية وانشغالهم بأعمالهم في وزارة الصحة وعياداتهم الخاصة.
وقال «وردتنا العديد من التساؤلات حول قضايا التعليم والمشاكل المتعلقة بالابتعاث وتوفير مقاعد للطلبة المبتعثين، وأزمة العلاقة بين المبتعثين للكليات الطبية والعلاقة غير العادلة بين مبتعثي المدارس الخاصة والمدارس الحكومية وآليات التقييم والامتيازات التي قيمت بطريقة خاطئة لخريجي المدارس الخاصة»، مشيراً إلى أن هذه المشاكل الملحة والكثير من المشاكل الأخرى عرضت على لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد، لكن الجهة الحكومية لم تكن مستعدة للرد ولم تقدم دراسة بل أتى فريق التعليم العالي بدرجة عالية من عدم التنظيم ولا يحمل تصوراً بل مجرد محاولة تبرير للواقع.
وكشف أن هناك أزمة حقيقية في الابتعاث والمقاعد الدراسية للكليات الطبية، حيث لا توجد مقاعد مناسبة لطلبتها، كما أن المتفوقين من المدارس الحكومية لم يحصلوا على فرص عادلة.
وأوضح أن وزارة التعليم العالي لا توجد لديها حلول لهذه القضية، كما أن فرص وجود مقاعد في جهات خارجية تعتبر ضيقة، وبالتالي لم يتوافر العدد المطلوب من المقاعد الدراسية في التخصصات الطبية، ناهيك عن وجود طلبة من بعثات سابقة يعانون بعد إغلاق الابتعاث إلى جامعات مصر والأردن، مضيفاً أن بداية فتح باب الابتعاث إلى جامعات مصر والأردن جاءت بعد إرسال وفد يقوده مسؤولون من كلية الطب بجامعة الكويت، وهم من وافقوا على الابتعاث لهذه الجامعات في عام 2015 وقالوا إن هذه الجامعات صالحة لدراسة الطب، وبعد 8 سنوات تقريباً أرسل وفد آخر يقوده أشخاص من جامعة الكويت ووزارة التربية، وقالوا إن هذه الجامعات لا تصلح.
ولفت إلى أنه وجه سؤالاً برلمانياً إلى الوزير المعني عن أسباب عدم استيعاب كلية الطلب ألف طالب سنوياً، موضحاً أنه بفحص الموضوع تبيّن أن السبب ليس كثرة عدد الطلبة بل السبب الحقيقي هو أن نصاب الكادر التعليمي منخفض جداً.
وأشار إلى أن عدد الأساتذة في الكليات الطبية 191 أستاذاً، متسائلاً كيف لهذا العدد أن يدرس قرابة 100 طالب في السنة فقط؟، متابعاً «إن المشكلة الأكبر أنه تم اكتشاف أن كلية الطبية استعانت أو ندبت بحسب آخر تقرير لها 364 طبيباً من وزارة الصحة»، متسائلاً كيف يكون عدد الأطباء المستعان بهم أكثر من عدد الطلبة الذين تم قبولهم؟