صفاء زمان تحذّر : المقامرة الإلكترونية خارج دائرة الرقابة

تتنافس 7 مواقع غربية وعربية على جذب المواطنين والمقيمين في الكويت للدخول إلى عالم الرهان والمقامرة الإلكترونية، وبالرغم من خطورتها فإنها تلقى رواجاً وإقبالاً كبيرين من «محبي المقامرة» بعيداً عن رقابة الجهات المعنية.

وبعد أن أبلغت مصادر  أن هناك مكاتب سماسرة في منطقة حولي لتسلّم «الكاش» من حصيلة «المقامرة الإلكترونية»، تم التواصل مع أشخاص يديرون هذه المواقع، ويعملون مناديب للقائمين عليها.

وتعمل مواقع القمار الـ7 التي رصدتها على الترويج لنفسها بين الباحثين عن المتعة الإلكترونية في المقامرة وتحقيق الأرباح المالية، حيث تقوم بإغرائهم بمنحهم مكافآت مالية مقابل الإيداع الأولي تصل إلى 500 دولار، وترتفع إلى الضعف كلما زاد حجم الإيداعات المالية في اللعبة الواحدة.

وتبث تلك المواقع من بلدان عدة، أبرزها الهند واليونان، في حين حدد بعض تلك المراكز حداً أدنى للمقامرة بقيمة 10 دولارات، وحداً أعلى بـ3 آلاف دولار، على ان تكون المراهنات على كل مكافآة مقابل إيداع مالي 35 مرة شهرياً.

وتتيح كل المواقع الدفع المالي الإلكتروني عبر 6 خدمات، سواء من خلال البنوك او البطاقات المالية الإلكترونية وحتى العملات الرقمية، فيما دعت المقامرين في الكويت إلى التأكد من تراخيص أي موقع من خلال وجود الترخيص من جهات معتمدة، مثل هيئة مالطا للألعاب، لجنة المقامرة في المملكة المتحدة و«كوراكاو»، بهدف الحفاظ على أموال المقامرين.

وتوفر مواقع المراهنات والمقامرة التي تستهدف الكويت الألعاب من مزودي البرمجيات في عالم المقامرة، مثل «ميكروغايمينغ»، «بلاي تك»، «افولوشن غايمينغ»، والتي تقدم خدمات مختلفة للاعبين، بدءاً من رسوم غرافيك عالية، في حين أن أشهر ألعاب القمار الإلكترونية التي تستهدف الأفراد في البلاد هي ألعاب السلوتس، ألعاب الطاولة مثل البوكر، بلاك جاك، بالإضافة إلى لعبة الروليت اونلاين، التي تعتبر من أشهر ألعاب القمار بسبب سهولة لعبها.

كما يمارس الأفراد محلياً الألعاب باستخدام هواتفهم المحمولة، أو من خلال البث المباشر بغرف سرية داخل المواقع، ويتم جني أموال بصورة حقيقية وتحوّل إلى حساب الشخص البنكي أو البطاقة المالية الإلكترونية أو على شكل عملات رقمية أو خدمات التحويل المالي.

ويعتمد في التحويل المالي على بنك إلكتروني، اضافة إلى منصة بريطانية.

رقابة غائبة

وأكدت رئيسة الجمعية الكويتية لأمن المعلومات، د. صفاء زمان، أن المواقع الإلكترونية الخاصة بممارسة لعبة القمار المجرمة قانوناً وشرعاً في الكويت غير خاضعة لجهات الدولة المعنية.

وأضافت زمان  أن المشاركة في هذه المواقع تتم عبر دفع الروابط الإلكترونية المالية، أو من التحويل من تطبيق anydesk وطرق مختلفة أخرى.

وأشارت إلى أن عملية «القمار» هي عملية نصب بحد ذاتها، والكثير من ضحاياها يتم النصب عليهم بطرق عدة.

وذكرت ان للجمعية أدواراً متعددة في هذا الشأن، أهمها الدور التوعوي، اضافة إلى عملها بالبحث والتحري عن حسابات ومواقع وإرسالها الى ادارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، والإبلاغ عن كل حساب يدعو إلى الرذيلة.

وبينت زمان أن الأمر يحتاج إلى تنظيم وتعاون بين مختلف مؤسسات الدولة، وتأسيس ادارة خاصة تبحث عن تلك المواقع والحسابات الرذيلة، التي اصبحت تجتاح الشباب، إلى جانب ملاحقة سماسرة الرذيلة المنتشرين في الكويت، وهم للأسف كُثر.

5 مطالب

01 تحديث التشريعات لمواكبة الطفرة التقنية

02 تشديد الرقابة لمنع المقامرة الإلكترونية

03 تكثيف التنسيق بين جهات الدولة لضبط المخالفين

04 توعية الشباب والمراهقين بمخاطر المقامرة الإلكترونية

05 تشديد الرقابة الأسرية على الأطفال والمراهقين لحمايتهم

القصور التشريعي يزيد النصب الإلكتروني

انتقدت د. صفاء زمان استمرار القصور في التشريع، وهو السبب الرئيسي للتمادي في النصب الإلكتروني ونشر الرذيلة عبر مواقع، مبينة أن التوعية مهمة جداً، ويجب أن يكون هناك تعاون بين مختلف مؤسسات الدولة.

مراهقون وأطفال ضحية الألعاب

حذّرت د. صفاء زمان من أن بعض القائمين على هذه المواقع المشبوهة يدخل على الأطفال والمراهقين من خلال الألعاب، وينجحون في استمالتهم وجذبهم من خلال تلك الألعاب، كما أن الدعاية التي تظهر للشباب في الألعاب تغريهم بالأرباح والأموال، إلى جانب غرف القمار التي تظهر على شكل ألعاب إلكترونية.

كازينوهات «أونلاين» تعمل بكل حرية

نقل موقع الكتروني هندي، أخيرا، وجود 10 مواقع الكترونية للعب الميسر في الكويت، اثنان منها فقط معطلان، اما الـ8 الباقية فتعمل بكل حرية و«أمان».

وعندما قامت القبس بتجربة المواقع التي نقلها موقع (www.outlookindia.com) الهندي، بهدف رؤية فيما اذا كانت تعمل او يواجهها «بلوك»، تم رصد اثنين من المواقع العشرة بأنها مغلقة في الكويت.

ومع تحفظنا على اسماء المواقع المتاحة، انتظاراً منا لإجراءات ضدها من الجهات المعنية، زعم الموقع انه قام بتجميع ما اعتبرها «افضل الكازينوهات» على الانترنت في الكويت، التي تقدم تجارب لعب الميسر بكل «امان»، لافتا الى انها تقدم خيارات واسعة للدفع الالكتروني، مثل بطاقات الائتمان والمحافظ الالكترونية والتحويلات الالكترونية.

واشار الموقع الى ان انه قام بجمع تلك القائمة للكازينوهات الالكترونية في الكويت «بعناية»، وانه تم اختيارها بناء على ما اعتبره «سمعتها» وترخيصها وتنوع العاب الميسر وتجارب المستخدمين ودعم «العملاء»، موضحاً ان احد تلك الكازينوهات يعمل بموجب ترخيص صادر عن دولة كوراساو الكاريبية، ما يعني انه يمكن لسكان الكويت لعب العاب الميسر عليه، اضافة الى اجراء المراهنات الرياضية بشكل «آمن».

كما اكد ان هناك مواقع الكترونية للعب الميسر تعمل بتراخيص صادرة عن دول عدة، وان اغلب تلك المواقع تعمل بإجراءات امنية وتكنولوجية «متقدمة» و«آمنة»، مشيرا الى ان بعض تلك المواقع توفر فرقاً متخصصة لدعم العملاء في حال واجهوا صعوبات.

وقال: ان بعض تلك المواقع الالكترونية استطاعت اجتياز كل الحواجز الامنية بنجاح في الكويت. وتستخدم تقنيات تشفير متقدمة «لحماية المعلومات الشخصية» واحتياطيات امنية متقدمة.

واوضح الموقع ان لدى بعض المواقع الالكترونية للعب الميسر خدمات التحدث والدردشة مع العملاء بشكل حي وبلغات عدة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

المصدر:القبس