مشكلة تأخير صرف المكافأة أصبحت هاجس رعب للمبيتعثين
أكاديميا | خاص – نوره السبيعي
مشكلة باتت روتين معتاد بالنسبة للطلاب والطالبات المغتربين وهم في أمس الحاجة لأن تصرف مكافأتهم شهرياً في وقتها المحدد ليتسنى لهم دفع إيجاراتهم و إلتزاماتهم. ووصل الحال ببعض الطلبة لعدم إمتلاكه المال الكافي ليأكل ما يشاء، بل بعضهم لم يركب سيارته لعدم توفر المال الكافي ليصرفه على البنزين. كانت لأكاديميا جولة مع طلبتنا في أمريكا للوقوف على مشكلة تأخر صرف مكافأتهم الشهرية:
وفي هذا الصدد تقول الطالبة أبرار عوض بأنه “لايوجد أي اهتمام من قبل الوزارة والمكتب الثقافي من المفترض أن يتم تبليغنا من فترة بوجود العجز والتأخير حتى نتمكن من ترتيب أولوياتنا وإلتزاماتنا ، لم أجد طعام يكفي سد جوعي اكتفيت (بالبيض والباستا) أما بالنسبة للتنقل فقد انتهى وقود سيارتي ولم أستطع الذهاب للجامعة، غير أن بعض الطلبة أصبح عليهم رسوم متأخرة بدفع الإيجار”.
وأضافت “أتقدم بكلمة للمسؤولين: أتمنى الأهتمام بالطالب واقدير ظروفه ومسؤولياته و زيادة المكافأة وصولاً إلى نصف الشهر تنتهي!! بعض الولايات تبلغ أسعار الإيجار فيها ثلاثة أرباع المكافأة، مع العلم أن هناك طلبة تنزل حساباتهم بالسالب وكل نزول يأخذ تقريبًا 35$”.
ومن جانبه قال الطالب عمر اللوغاني: “أولًا أشكركم على إهتمامكم بالطلاب ، فمن المفترض نزول المكافأة بين 18 إلى 21 من الشهر واليوم 23 من الشهر ولم نستلم أي شيء، وصلنا لمرحلة من المفترض أن لا نطلب من ذوينا المال وهنا في امريكا دقيقين جدًا من ناحية الإيجار والفواتير وغيرها من الأمور، أنا شخصياً من أسبوعين لم أقوم بتحريك سيارتي من مكانها لعدم وجود الوقود، وكل يوم أتأخر فيه عن دفع الإيجار سأضطر لدفع غرامة معه. اضافة إلى ذلك لم أستطع الأكل منذ أيام قوتي فقط ( الشوكولا )”.
بالنسبة للطالبة كوثر بولند: “يجب على الملحق الثقافي الإلتزام بوعودهم حين يقولون بأن المكافأة مابين 18-20 من الشهر نحن طلبة مغتربون وعندنا الكثير من الإلتزامات وإيجار يجب علينا دفعه في وقته المحدد مع العلم أن كل تأخير ندفع عليه بأكثر منه اضافة إلى الآن فترة عطلة الربيع والطلاب يودون السفر لتغيير الأجواء فالأغلب هنا كانوا على تخطيط مسبق للسفر أو للرحلات ولكن تم إلغاء كل شيء ، ومن المحرج جدًا أن نقوم بطلب المال كل مرة من ذوينا فلم نأتي هنا لكي نأخذ منهم المزيد من المال ، وحين نقوم بالإتصال بالمكتب الثقافي يتم الرد (بنفس شينه) ولم نستفد منهم شيء سوا إرسالهم لنا “إيميل” بأن لديهم عُطلة!
وبالنسبة لوضعي الحالي أقوم بجمع “الخردة” الموجودة بالحصالة حتى يتسنى لي الأكل وقد إنقطع الإنترنت اضافة إلى إيجار الشقة وربما يصل الأمر للمحاكم إذا تأخرت أكثر.
أتمنى من المسؤولين الإلتزام بعملهم والسير عليه بالشكل المطلوب وأتمنى وضع حد لهذه المشكلة حتى يتسنى لنا ترتيب أولوياتنا
فالبعض هنا لا يصدقون حين يعرفون أني “مفلسة” بنظرهم الطالب الكويتي عبارة عن برميل نفط متنقل!
ومن جانب أخر أفاد الطالب عمر العنزي بأن التاخير شيء غير مقبول وردة فعلي كردة فعل اي شخص يعمل بقطاع خاص او حكومي و تأخر معاشه و عنده التزامات يجب عليه دفعها ، فنحن ملتزمين في إيجارات و فواتير كهرباء وماء وغاز ونأكل وجبة واحدة باليوم لاتسمن ولا تغني من جوع فالثلاجة تحتضر !! لا ماء بها ولا طعام.
وأضاف العنزي “فهذا التأخير لم يحدث للمرة الأولى فقد تكرر كثيرًا ، نحن ندرس على حساب الدولة ولم نذهب على حساب عوائلنا لنطلب منهم تحويل المال”.
وقد علق الدكتور أحمد الحنيان على هذه المشكلة قائلاً : الإعانة حق لكل طالب، وهذا مكفول بقوانين ولوائح، فأستغرب تأخير صرف الإعانة، لماذا لا تصرف شهرياً وبتاريخ محدد كراتب الموظف، فالمبتعث لديه التزامات شهرية وجب على المبتعث تغطيتها والا تعرض لمسائلة قانونية، هذا ينطبق على المبتعثين وعلى الطلبة الدارسين في الكويت.
ومن جانبه قال د. خالد الحمد أن تأخير المكافأة الاجتماعية له عواقب كبيرة أهمها وضع الطلبة في موقف محرج تجاه الالتزامات المالية مثل الإيجار السكني أو أقساط سيارة، والدول الغربية تلتزم حرفيا بالقوانين والأنظمة. فإذا كان الطالب المبتعث من أسرة متواضعة مالياً، فسوف يترتب عليه مشاكل قد تعرقل العملية التعليمية للطالب، أو ان لدى الطالب احتياجات دراسية ضرورية مثل كتب او ادوات تعليمية يحتاج الطالب لشرائها. فأي تأخير في المكافأة الاجتماعية يكون له تأثير سلبي على تحصيله الدراسي.
ختاماً، نتمتى من الجهات المسؤولة الأخذ بهذه المشكلة بعين الإعتبار هؤلاء أبناء الوطن وأجيال ينتظرهم مستقبل حافل، إن لم نقف سنداً لهم فلن نتقدم مهما طال بنا الزمن.