كتاب أكاديميا

شعب في بلاد “الواق واق”

 

IMG-20150314-WA0034

أكاديميا| مقال د. دلال عبدالهادي الردعان

 

كثيراً ما كنا نسمع عن بلد”الواق واق” وان أكثر ما يتبادر إلى ذهني ان هذه الكلمة كانت ما تطلق بالعامية بين معشر الناس للتهكم والسخرية حيث غالباً ما كان يشار فيها إلى الناس أو البلاد او حتى المجتمعات التي ترتكب فيها أفعال منافية ومخترقة للقانون…..هذا الاسم في الأصل أطلقه العرب على بلاد اليابان وهو كلمة يابانية تعني (واكو) وهي القراصنة وربما حفظ هذه الكلمة العرب من التجار المسافرين في مراكب صينية على مقربة من الأرخبيل الياباني وكانوا عرضة لهجوم أولئك القراصنة اليابانيين الذين كانوا رجالاً قصار القامة غلاظ الأبدان موصوفين بالشدة والعنف وعندما كان البحارة الصينيون يلمحون أولئك القراصنة كانوا يصرخون خوفاً وتحذيراً: “واكو واكو.. واكو واكو”. ومن هنا نحت العرب اسم ال”واق واق”.. لعل هذه الكلمة اطلقت في الماضي على شخوص مخيفة في نظر العرب في قديم الزمان كالقراصنة… في الحقيقة كثيراً ما أجد نفسي اطلق مصطلح “الواق واق” كلما تابعت اخبار الديرة هذه الأيام وتصفحت صفحات الجرائد اليومية… وبرأيي الشخصي وفي هذه الأيام لا اعتقد ان القراصنة يمثلون مصدر خوف .. لأنهم لصوص واضحون للعيان يهددون ويسرقون ويهربون .لكن ماذا عن من يسرق “الرز” من وجبة غداءك من رأس جدرك كما يقولون بالكويتي…للأسف وأقولها بكل حسرة ان المطالع للأخبار هذه الايام تعتريه الدهشة والذهول واحياناً ارتفاع الضغط الجسدي والنفسي خاصة وانه ينتمي الى دولة تعتبر الأغنى عالمياً ..ولكن وبكل استخفاف للعقول يطلب منه ربط الحزام وتقبل حقيقة ان دولة الرفاة في ديرته ماعاد لها وجود وان الدولة تتجه نحو الافلاس وانه قد يأتي اليوم الذي يتبرع فيه المواطن عن جزء من معاشه ويعود الى عصر ما قبل النفط … أي هراء هذا؟ ..وهذا الوطن وبكل صراحة يرزح تحت وطأة مشاكل صحة وسكن وتعليم ومرور وبنية تحتية وشفافية معدومة وفساد متفشي في كل بقعة منه واحباطات للشباب وخريجيين مكدسين على الأرفف بلا عمل ولا وظيفة ووافدون يتمتعون و”يغرفون” من خير البلاد بلا رحمة ولا يحترمون سلطة القانون يسرقون بلا خشية في كل وزارة حتى في الصحة وصلت الجرأة لديهم يكتبون تقارير العجز الطبي للمواطن بآلاف الدنانير .وهذا وضع طبيعي لإنتفاء الرقابة والمحاسبة …أي أمان ممكن أن يعيشه المواطن اليوم وهو الذي يسرق معنوياً ومادياً ونفسياً من القريب والغريب.. أي قناعة بالحال تطلبونها من المواطن ؟ بقولكم : احمد ربك تأكل وتشرب ومرتاح “ايدولوجية البهائم” وهو يرى ملياراته تذهب وتتبخر بشخطة قلم ….مليارات تبني أدغال افريقيا وسهول آسيا وجبال اوربا وصحاري أستراليا والمواطن لايجد له مسكن وان وجد له مسكن لايجد كهرباء وان مرض لايجد له سرير وابنه لايجد له كرسي بالجامعة حيث تتدخل الواسطة لتعطي الفرص للفاشلين ويفضل الوافد للدراسة على مقعد من المفترض ان يكون حق مشروع للطالب الكويتي …وإن افترضنا أنه قد حالفه الحظ وسمح له بدخول الجامعة رغم الخطط الفاشلة الغير مدروسة التي تقف له بالمرصاد لوزارة التربية التعيسة وديناصوراتها وقراراتهم التي يتخذونها من برجهم العاجي برفع النسب بين الحين والآخر . فإنه ان تخرج.. يتخرج ليأخذ مكانه في طوابير الأنتظار لانتظار الوظيفة…دولة تهب المليارات لدول العالم لتنمية تحصيلها العلمي ولبناء المدارس وتحرم أطفال البدون من تحصيلهم العلمي. ..تباً ثم تباً ثم ألحقها بتباً لهذة الوقاحة والسذاجة وقلة المروءة ولعنة الله على من يهين الشعب الكويتي الى يوم الدين..
اي وقاحة هذه؟ تطالعنا الصحف بخبر مواطن كويتي ينهي حياته بسبب القروض وتهب الدولة المليارات والمنح “زي الرز” لدولة أخرى ..
وما يزيد الأمر حسرةً وألماً ان هذه المليارات لا يستفيد منها العوب الحقيقية في تلك البلاد الممنوحة..
اين ممثلو الشعب الصامتون؟ هل أخرستكم الكراسي؟ أين انتم واموال الشعب تسرق وانتم صم وعمي؟ لقد مات الضمير وأصبح القابض على الحق والعدل والصدق والاستقامة كالقابض على الجمرة
فوالله ..لإنها حرب على المواطن ..لا نعلم سببها ولا مآلها…
ماذا تريد الحكومة التعيسة… تهجير الشباب
ام سجنهم اذا أطلقوا سراح الفكر وعبروا عما يجوب في خاطرهم من هموم ومآسي وقهر
أعان الله الشعب الصامت والمهموم وربط الله على قلوبهم.. ينشدون الاصلاح وينتظرون محاربة الفساد.. ولكن لسان الحال يقول” “تنفخون بجربة مقطوعة” “وتؤذنون بخرابة”

بالفعل لاعزاء للكويتيين في بلد”الواق واق” والمنح اللي من رأس مرفوع

د/ دلال عبدالهادي الردعان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock