لا تبكون يا أعلام الجامعة وعلمائها… إنّه حلم حزين! بقلم: د.عبدالله يوسف سهر
بتاريخ 27 نوفمبر عام ١٩٦٦ افتتح المغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح جامعة الكويت قائلًا: “أفتتح جامعة الكويت صرحا شامخا تزود فيه هامة التعليم في بلادنا وحصنا راسخا ذخيرته العلم والبحث العلمي، يحمي به نهضتنا ويقيها عوامل التخلف أو الجمود، بل ونصعد بها سلم المجد ودرجة العلم درجة بعد درجة على دعائم قوية من عقول وسواعد”.
وأنا اقرأ هذه الكلمات غلب النعاس على مقلتاي فخلدت على وسادتي في نوم عميق قادني إلى حلم يسترجع ذكريات ماضي سريع متسلسل على مقاطع جميلة تربع في أركانها علماء وأساتذة قدموا من لباب أقوامهم كل منهم يعزف مقطوعته الأكاديمية على نغمِ علمه، وجميعهم دون تنظيم مفتعل يصنع جزءً من سيمفونية تنعطف منها نبضات أفئدة دفاقة بحكم عقول نيرة جعلتني مسبي بين ربوع ترانيم تاريخيه بهيجة، وفي تلك المربعات رأيت كل من:
الدكتور عبدالفتاح إسماعيل، والدكتور عبدالعزيز كامل، والدكتور عبدالوهاب البرسلي، والدكتور عبدالرزاق العدواني، والدكتور عثمان عبدالملك، والدكتور أحمد ابو إسماعيل، والدكتور عبدالمحسن العبدالرزاق، والدكتورة ليلى مرسي، والدكتور أحمد مختار عمر، الأستاذ ابراهيم جمعة ديتو، والدكتور مبارك العبيدي، والدكتور يعقوب صرخوه، والدكتور ناصر صرخوه، والدكتور خالد الوسمي، والدكتور شعيب عبدالله شعيب، والدكتورة فايزة الخرافي، والدكتور جورج أبونا، والدكتور محمد المهيني، والدكتور عبدالله النفيسي، والاستاذ انور عبدالله النوري، والدكتور حسين المحمود، والدكتور كمال المنوفي، والدكتور جاسم الحسن، والدكتورة خديجة الحديثي، والدكتورة سهام الفريح، والدكتورة دولت احمد صادق، والدكتورة مريم الكندري، والدكتور محمد متولي موسى، والدكتور سجاد عبدالرحمن غلام، والدكتور حسن طه نجم، والدكتور عبدالله يوسف الغنيم، والدكتور محمود طه ابو العلا، والدكتور فؤاد الصقار، والدكتورة فاطمة العبدالرزاق، والدكتورة طيبة العصفور ، والدكتور محمد شافي عبدالله، والدكتور السيد حامد، والدكتور محمود الجوهري، والدكتور غوث الانصاري، والدكتورة علية محمد، والدكتور سليمان خلف، والدكتور لويس كامل مليكة، والدكتور مصطفى ناجي، والدكتور عبدالباسط عبدالمعطي، والدكتور جابر عصفور، والدكتور محمد حسن عبدالله، والدكتور حسين فهيم، والدكتور مصطفى سويق، والدكتور احمد عبدالخالق، والدكتور مصطفى معرفي
والدكتور عباس معرفي، والدكتور صالح الموسوي، والدكتور سليمان العسكري، والدكتور مرضي الخالدي، والدكتور عمر الخطيب، والدكتور احمد الربعي، والدكتور خلدون النقيب، والدكتور هاشم بهبهاني، والدكتور سيف عباس، والدكتور محمد السيد سليم، والدكتور أحمد البغدادي، والدكتور شملان العيسى، والدكتور شفيق الغبرا، والدكتور محمد محمود ربيع، والدكتور شوقي محمد الدلال، والدكتور فؤاد زكريا، والدكتور سمعان بطرس، والدكتور طه محمود طه، والدكتور إمام عبدالفتاح، والدكتور عبدالله هدية، والدكتور مازن غرايبة، والدكتور أمين مشاغبة، والدكتور سامي خليل، والدكتور حميد القاهري، والدكتور عبدالرحمن بدوي، والدكتورة معصومة المبارك، والدكتور عبدالرضا أسيري، والدكتور عبدالجبار حسون جري، والدكتور أحمد الرفاعي، والدكتور رضا الحسن، والدكتورة شفيقة يشتكي، والدكتور أحمد البستان، والدكتور محمود البستان، والدكتور عبدالكريم الصفار، والدكتور عبدالرزاق العبدالرزاق، والدكتور محمد العوضي، والدكتور عبدالستار أبو غدة، والدكتور عادل الطبطبائي، والدكتور عبداللطيف أبو حجلة، والدكتور عبدالله العتيبي، والدكتور عبدالملك التميمي، والدكتور عبدالوهاب المسيري، والدكتور حامد بدر، والدكتور إسماعيل صبري مقلد، والدكتور وليد مبارك، والدكتور كاظم بهبهاني، والدكتورة كافية رمضان، والدكتور محمد رجب النجار، والأستاذ محمد سمير اللبدي، والدكتورة رشا الصباح، والدكتورة ميمونه الصباح، والدكتور عبدالفتاح الشربيني، والدكتور جاسم الخواجه، والدكتورة نازك الملائكة، والدكتور محمد فوزي فيض الله، والدكتور محمد بخيت الربيعي، والدكتور نوري جعفر الجلبي، والدكتور عبدالله جراغ، والدكتور حسين دشتي، والدكتور عبداللطيف البدر، والدكتور موسى خورشيد، والدكتور كمال الشومر، والدكتور عبدالله القتم، والدكتور صالح الصفار، والدكتور عبدالله المهنا، والدكتور محمود عابدين، والدكتور القاووق زكي يونس، والدكتور رمضان عبدالستار، والدكتور احمد سلامه، والدكتور عزت قرني، والدكتور احمد أبو زيد، والدكتور محمد عبدو محجوب، والدكتور يوسف أبو ليلي، والدكتور حسن ابو العينين، والدكتور محمد العظمة، والدكتور محمد عيسى صالحية، الدكتور عبدالله اللنقاوي، والدكتور احمد الميال، والدكتور فؤاد العلي، والدكتور يحيى أحمد الصراف، والدكتور عبدالرسول الموسى، والدكتور أمين محمود، والدكتور أحمد دشتي، والدكتور صادق البسام، والدكتور يوسف القراشي، والدكتورة سعاد البستان، والدكتورة ليلى معروف، والأستاذ حسين المطيري، والأستاذة مريم الشميمري، والاستاذ مراد مندني، والدكتور جاسم كرم، والدكتور جاسم رمضان، والدكتور عجيل الظاهر.
وكان هناك آخرون لا أتذكر أسمائهم وإن لم تغب عن مخيلتي صورهم المشرقة وطلعتهم البهية، ولكن بعد تلك المعزوفة العذبة توقف الجميع بصمت مريب ونظروا لي وكان من خلفي جمهرة غفيرة من الزملاء لا أستذكر أسمائهم ولكنهم كانوا متنوعين منهم من يلبس الأبيض الناصع الطويل ومنهم من يتوشح باللباس الأسود القصير، نظروا إلينا وكأنهم يقولون أخرجوا من هنا ولكنهم ألمحوا لنا بذلك بتهذبهم المعتاد، وكلنا قد فهمنا ذلك الغضب المهذب!
خرج أصحاب الأوشحة السوداء القصيرة، وبقى أصحاب الثياب البيضاء الناصعة الطويلة، فأكمل الحضور سمفونيتهم ولكن هذه المرة كانت بنغم شاجن رخيم يأن بتوجع على وتيرتها ببيتين من شعر للمتنبي يقول فيه:
يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ
وِجْدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ
هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ (مِقَةٌ أي محبةٌ)
قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ (كَلِمُ أي جرح)
فدخل فجأة أصحاب الاوشحة السوداء القصيرة ولكنها كانت مبتلة شيئاً قليلا، فإذا بالجمع يرمقونهم بنظرة حداد حادة وأنشدوا هذه الأبيات:
أرى حُلَلاً تُصانُ على أناسٍ
وأخلاقاً تُداسُ فما تُصــانُ
يقولون الزمان به فسـادٌ
وهم فسدوا وما فسدَ الزمانُ
وما لبث أن انتهوا من هذين البيتين إلا وخرج أصحاب الأوشحة السوداء مطأطئين الرؤوس كل في سبيله، فبكى جمع العلماء الأكابر بأسى شديد، فلم يجد أصحاب الثياب البيضاء إلا الإنشاد بهذه الابيات:
بِأَيِّ اِعتِذارٍ أَو بِأَيَّةِ حُجَّةٍ
يَقولُ الَّذي يَدري مِنَ الأَمرِ ما أَدري
إِذا كانَ وَجهُ العُذرِ لَيسَ بِبَيِّنٍ
فَإِنَّ اِطِّراحَ العُذرِ خَيرٌ مِنَ العُذرِ
وبعد ذلك، فزعت من حلمي من حيث أدري وهرعت مسرعاً لجامعتي وأنا لا أدري!