لماذا ينفرُ البعض من العلاقة الزوجية ويعتبرون أن الوحدة مفيدة؟

يُعتبر الاهتمام بالعلاقة الزوجية والشريك على وجه الخصوص في بعض الأحيان كالسجن الناعم، الذي يمنع عنك النظر في المرآة ومواجهة حقيقة، أنه ينبغي عليك إخراج نفسك من الحياة الزوجية لبعض الوقت للاستمتاع بنفسك، دون وجود شريكك الذي سيعكّر عليك في بعض الأوقات صفو تفكيرك. وهذا ما يسمى بالعزلة

وبحسب تقرير لمجلة “فام أكتيال” الفرنسية، فإنه غالبًا ما يكون لهذه الكلمة دلالة سلبية، لأنها تشير إلى العزلة أو حتى الانسحاب والوحدة. ناهيك بأنه عند استخدامه في سياق علاقة رومانسية، يكون الأمر أكثر ازدراءًا، حيث شرحت سيسيليا كومو، محللة نفسية ومتخصصة في علم الجنس والعلاقات الزوجية: “عندما نتحدث عن الوحدة بين الزوجين، ما نعنيه هو أن هناك شخصين يتشاركان الحياة مع بعضهما، لكهما يشعران بالوحدة الشديدة””

وأوضحت سيسيليا كومو: “هناك شكل من أشكال الوحدة الصحية والمفيدة وحتى الأساسية بين الزوجين، ويتعلق الأمر بأن تقضي لحظات مع نفسك فقط”

•اخرج من دائرة الزواج  لإعادة التركيز على نفسك

إذا كانت هذه الحاجة إلى انتزاع النفس من الشريك ومسؤولية الزواج لفترة وجيزة لإعادة التركيز على الذات صعب قبولها بالنسبة للبعض، فذلك لأنه عندما تكون في علاقة، في البداية، تكون شديد الاندماج وتريد أن تفعل كل شيء مع شريكك، وهي في الحقيقة، مرحلة تنتهي في النهاية، لأنه ليس من الطبيعي تمامًا الاندماج بشكل دائم”

 أن تكون وحيدًا مع نفسك يمكن أن يكون تحديًا.

لا يسمح بعض الأشخاص لأنفسهم بهذه اللحظات بعيدًا عن روابط العلاقة الزوجية، لأنهم لا يملكون الوقت أو حتى أنهم لا يفكرون في الأمر أو لا يستطيعون تجاوز هذه الدائرة. ومن بين الأسباب المختلفة التي يمكن أن تفسر سبب الامتناع عن القيام بهذه الخطوة، قالت سيسيليا كومو: “يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها رفض، باعتباره يشبه الانفصال، وبالتالي علامة تدلّ على أن علاقة الشريكين سيئة للغاية

ومع ذلك، فقد سمع الجميع بالفعل هذه الجملة: “لكي تكون سعيدًا مع شريكك، يجب أن تكون سعيدًا بنفسك بالفعل”. وهنا أيضًا تكمن كل الصعوبة بالنسبة لبعض الأزواج: “إخبار شريكك أنك سعيد معه، دون أن ينظر إلى الأمر بشكل سلبي. هذا يعني ببساطة أن سعادتك لا تعتمد على الآخر”

إذا لم ينجح البعض في اجتياز مسار الوحدة، فذلك أيضًا لأنه من الصعب عليهم أن يجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع أنفسهم. وأضافت المحللة النفسية: “يعتبر الكثير من الناس أن الشعور بالوحدة أمر محزن، وأن الحياة مضيئة عندما يجتمع الشريكين مع بعضهما”.

كيف تجد التوازن الصحيح في علاقتك؟

كيف تجد التوازن الصحيح في علاقتك؟ بالنسبة لسيسيليا كومو، يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط رئيسية: “الحياة الزوجية، الزوجين، النفس”. يجب على الشريك أن يعرف كيف يفصل نفسه عن العلاقة الزوجية لبعض الوقت، هذه الخطوة تتطلّب معرفة نفسك جيدًا وإعطاء نفسك الأهمية التي تستحقها

 خصص وقتًا بمفردك لتكونا أقوى كزوجين

تنصح المحللة النفسية بالخروج من دائرة الزواج، وللاستفادة من هذه العزلة الضرورية، يجب على المرء أن يتجرأ. وقالت في هذا السياق: “من المثير للغاية أن تفكر في نفسك وأن تقول لها أنك مهتم بها بما يكفي ليكون لديك الحق في القيام بشيء ما لنفسك وليس لأي شخص آخر”.

بالإضافة إلى أن هذه الخطوة مفيدة على المستوى الشخصي، فإن هذه العملية نافعة أيضًا للزوجين. فمنح نفسك الوقت يجعلك أكثر كرمًا وقدرة على توفير الوقت للآخرين، حيث أن قضاء الوقت بمفردك يسمح لك بأن تكون في تناغم مع نفسك. والنتيجة، ستكون أكثر قدرة على الترحيب بمشاعر الآخر، وبالتالي تكون قويًا في علاقتك.