الأسرع منذ 17 عاماً.. نمو عدد سكان الكويت بنسبة 8 % خلال 2022
قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني، إن عدد سكان الكويت ارتفع خلال 2022، عاكسا بذلك التراجع الذي سجله على مدار السنوات الثلاث الماضية بالقرب من مستويات الذروة المسجلة في عام 2019، ويعزى هذا الارتفاع بصفة رئيسية إلى عودة بعض الوافدين للعمل في الكويت مع تعافي النشاط الاقتصادي من تداعيات الجائحة.
وذكر التقرير أن أحدث البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية، كشفت عن اتخاذ اتجاه النمو السكاني في الكويت لمسار معاكس خلال عام 2022، إذ ارتفع التعداد السكاني بنسبة 8% على أساس سنوي، فيما يعد أسرع معدل نمو سنوي يتم تسجيله منذ 17 عاما.
وأصبح عدد السكان الآن أقل من مستويات الذروة المسجلة في عام 2019 بنسبة 0.8% فقط، كما تراجع معدل نمو عدد المواطنين الكويتيين إلى 1.9% على أساس سنوي في 2022، فيما تسارعت وتيرة زيادة الوافدين إلى 11.1%، وذلك بعد عامين متتاليين من التراجع، إلا أنه على الرغم من ذلك، لا تزال أعداد الوافدين أقل بنسبة 3.7% (-125 ألفا) عن مستويات الذروة المسجلة في عام 2019.
وعلى مستوى الوافدين، سجلت الجالية الهندية أعلى زيادة في عدد الوافدين خلال عام 2022 (+130 ألفا، +16% على أساس سنوي)، في حين جاءت الجالية المصرية في المرتبة الثانية (+47 ألفا، + 8% على أساس سنوي) ، وارتفعت نسبة الجالية الهندية من إجمالي السكان في الكويت إلى حوالي 20.4% مقابل 19.1% في عام 2021، إلا أن نسبة الجالية المصرية انخفضت هامشيا من 13.9% إلى 13.8% خلال نفس الفترة.
وتسارعت وتيرة نمو عدد السكان في سن العمل (15-64 سنة) بين صفوف المواطنين الكويتيين (معدل نمو سنوي مركب 2.6% خلال الخمس سنوات الماضية)، وتستحوذ تلك الفئة على 63% من إجمالي عدد السكان في الكويت. وتبرز تلك البيانات ضرورة الإسراع لخلق المزيد من فرص العمل.
وتتجه نسبة المواطنين الكويتيين الذين تزيد أعمارهم على 64 عاما نحو الازدياد (وإن كانت قليلة جدا بنسبة 4.8% من العدد الإجمالي)، ما يعني زيادة الطلب على الدعم الاجتماعي ومعاشات المتقاعدين، إلا أن هذه الاتجاهات تتماشى عادة مع الاتجاهات السكانية في الدول الغربية المتقدمة.
ومع رفع القيود المتعلقة باحتواء جائحة كوفيد-19 وعودة الأنشطة الاقتصادية إلى طبيعتها، عادت وظائف الوافدين أيضا للازدياد بقوة في عام 2022. وعلى الرغم من عدم توافر البيانات ذات الصلة بنهاية عام 2021، فإنه خلال الستة أشهر الماضية حتى ديسمبر 2022، نمت العمالة الوافدة بنسبة 9% لتصل إلى 1.6 مليون (باستثناء العمالة المنزلية)، إلا أن هذا المستوى لا يزال أقل بنسبة 10% عن مستويات الذروة المسجلة ما قبل جائحة كوفيد-19.
وتركزت معظم الوظائف الجديدة في القطاعات منخفضة التكلفة بما في ذلك القطاعات كثيفة العمالة مثل العقارات والبناء والتشييد والتصنيع والتجارة والضيافة.
ومن المفترض أن يسهم هذا الارتفاع في الحد من النقص المستمر في العمالة الناجم عن الجائحة ويؤدي إلى تعزيز النشاط الاقتصادي على الرغم من أن معدلات التوظيف في بعض القطاعات – وخاصة البناء والتشييد ـ لا يزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة. وفي المقابل، ارتفع عدد العمالة المنزلية إلى مستويات قياسية.
وارتفع عدد العمالة المنزلية بين الوافدين، إذ وصل إلى 773 ألف وافد بنهاية عام 2022. يأتي هذا في الوقت الذي يشهد معدل الزواج بين الكويتيين بين 4 و5 آلاف مواطن سنويا، ما يعني الحاجة إلى عدد مماثل من الوحدات السكنية الجديدة.
ويعني هذا أيضاً توظيفاً للعمالة المنزلية في تلك المنازل الجديدة. ونظراً لذلك، بلغت نسبة العمالة المنزلية من إجمالي عدد سكان الكويت 16.3% بنهاية عام 2022، مقابل 13.9% في عام 2016.
وبالنظر إلى اتجاهات أعداد الوافدين باستثناء العمالة المنزلية، والذي يعتبر مؤشرا أفضل لاتجاهات أنشطة الأعمال في الاقتصاد وقد يكون أيضا المعدل الذي تستهدفه السلطات لإعادة توازن التركيبة السكانية في البلاد، تكشف تلك البيانات عن أنه كما في ديسمبر 2022، شكل الأجانب نسبة 51.7% من إجمالي عدد السكان، مقابل 55.8% في عام 2016.