أ. عبدالله السميري يكتب: هندسة المناهج التدريبية
المنهج عبارة عن مجموعة من الأهداف التدريبية وهي المحتوى (المذكرات التدريبية)، طرق التدريب، وسائل التدريب، أنشطة التدريب، أساليب التقويم والتقييم وكذلك التغذية الراجعة، فإذا ما أردنا تلخيص المنهج فنقول هو عبارة عن مجموعة من الخبرات العملية التدريبية والعلمية النظرية والتي تسعى بشكل ما للوصول للهدف من عملية التدريبية.
ويقوم مهندسو وخبراء المناهج بالتخطيط والتنفيذ والتقييم والتقويم بشكل دوري كمهمة أساسية من مهامهم بشكل متداخل ومتكامل فيما بينها، لتُحدّد الهيكل العام والخاص لكلّ عمل أو مهمّة، بالإضافة إلى أنّ هندسة المنهج تشير أيضاً إلى المشاكل المُتعلّقة بتخطيط المنهج وتحسينه أو تطويره وبالتركيز على إنتاج مناهج جيّدة تشمل مجموعة من العمليات التي تؤلّف جسم المنهج وكلّ ما يحتوي عليه من بيانات ومعلومات مُهمّة وضرورية لتُمثّل بشكلها العام المدخلات.
وقد يخلط البعض بين تطوير المنهج وهندسة المنهج، فتطوير المنهج هو عملية تنظيمية عالية الدقة تصاغ فيها جميع المستويات المعيارية لكافة عناصر المنهج بنسبة خطأ تساوي صفر بالمائة تستهدف البناء المتوازن وفق نظريات تربوية وإدارية وإعلامية وتوظف كافة الامكانات المتاحة لتحقيق رؤية واضحة ورسالة ممنهجة من خلال إجراء البحوث التي تهدف في النهاية إلى تصميم منهج ملائم، فإما أن يكون منهجاً جديداً أو تحسين ما هو موجود فعلاً.
أما هندسة المنهج فهي عملية لتنظيم المنهج وتُعنى بعملية الربط بين عناصر المنهج من أجل تكوين شخصيات إنسانية ذكية وذات سلوكيات إيجابية وتفكير ناقد وإبداعات جديدة للنهوض بالواقع الاجتماعي، ولكي نقوم بعملية هندسة المنهج نحتاج إلى وضع إطار فكري للمنهج لتنظيم عناصره ومكوناته جميعًا (الأهداف، المحتوى، الأساليب، والنشطة، والتقويم) ووضعها في بناء واحد متكامل يؤدي تنفيذه إلى تحقيق الأهداف العامة للمنهج وهو ما يعرف بمصطلح تصميم أو هندسة المنهج.
كما أن هناك محددات وأبعاد تتحكم في هندسة المنهج، مثل الحقل الأكاديمي وطبيعة المعرفة والتي تعتبر من أهم الأبعاد التي يعتمد عليها تطوير أو بناء المناهج بحسب مواصفات معيّنة يجب مراعاتها عند عمليات التخطيط، والتنفيذ، فلا بدّ من تحديد نوع المعرفة التي يمكن أن يحتويها المنهج، والتي من شأنها أن تساعد في تحقيق أهداف التدريب المنشودّة.
إن دراسة سيكولوجية المتعلمين هي بعد من أبعاد هندسة المنهج، حيث إنها تساهم وتساعد في عملية اتخاذ القرارات ووضع المقترحات والتوصيات المتعلقة بهندسة المنهج، فعند معرفة الخصائص المُتعلّقة بحاجات وميول واستعدادات واهتمام المتدربين، بالإضافة لمستويات نضجهم يتمّ اختيار المحتويات وخبرات التدريب في المناهج حسب كلّ مستوى تدريبي.
ولا شك بأن دراسة الحياة التكنولوجية والمتغيرات الاجتماعيّة، والسياسيّة، والثقافية للمجتمعات التي يعيشها المتدربين واختيار كلّ ما هو مقبول فكرياً واجتماعياً ويتفق مع نظام المجتمع وفلسفته وحاجاته، ثمّ تقديمه للمتدربين في المنهج لتجنّب أن يكون هناك فاصل بين أسوار الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والحياة المعاصرة خارج الهيئة.
تقديم
أ.عبدالله السميري
معهد التدريب المهني/ قسم العمارة