نعمان عبد الغني يكتب: فلسفه الرياضة والتربية البدنية
هناك مسافة بين ما يتم عمله وما يجب عمله هذه المسافة تمثل طموح الإنسان ورغبته في الوصول للكمال وهذه المسافة ليست ثابتة بل متطورة ومتغيرة تتفاعل مع كل عصر حسب منجزاته وتطلعاته وإمكانياته وتقنياته.
والتربية الرياضية لإحدى المجالات التربوية التي تتضح فيها بشدة هذه الظاهرة وهى أن ما يجب عمله هو المنهج وما يمكن عمله هو التطبيق العملي للمنهج ، كلما ضاقت المسافة بين المنهج والتطبيق كلما كان الأداء متميزاً والإنجاز رائعاً من خلال تحقيق أهداف المنهاج وفى حالة اتساع هذه المسافة فإن الواقع العملي التطبيقي يكون متدنياً بشدة وذلك بسبب احتمالات كثيرة منها المبالغة المثالية في الهدف
{ ربط المنهج بالأدب والفنون أثناء تطبيق الحصة}.
ويدرك العاملون بمجال التربية الرياضية من خلال تناولهم لتطبيق المناهج المعتمدة لهم أن هناك الكثير من المشكلات التي تعترض التطبيق العملي المناسب لهذه المناهج لذلك يحتاج هذا الوضع إلى تحليل علمي مناسب يتناول كل المفردات بشمول ولا يترك أياً منها بدون بحث وتحليل لأن مثل هذا التناول والحل الأمثل المؤدى إلى التطور الإيجابي في المناهج وتقليل المساحة بين النظرية والتطبيق.
مما لا شك فيه أن فلسفة التربية الرياضية تنطلق أساساً من الفلسفة العامة للمجتمع ، لكونها تصب مع بقية الفعاليات الإنسانية المختلفة لتحقيق الأهداف التي يسير بموجبها الفرد والمجتمع وهي تخضع بدورها إلى عوامل التطور والتغيير الذي يؤثر على المسيرة الإنسانية العامة .
وبما أن الفلسفة تهدف إلى معرفة العلل والأسباب والعلائق والروابط بين الأشياء وحقيقتها الوقوف على الغايات من وجود الأشياء ، فهي تقدم تفسيراً للوجود والحياة والمبادئ والقيم الموجهة للحياة ، وكذلك فأن من أهم واجبات الفلسفة هو الفصل والتمييز بين الأشياء الحقيقية والاعتبارية وبذلك تقدم للعقل إمكانية الكشف عن الحقائق وريادة المجاهيل الوجودية والإجابة على الأسئلة التي يثيرها العقل باستمرار .
أما مفهوم التربية فيعني الوسيلة الأساسية والأسلوب الاجتماعي الذي يكسب من خلاله الفرد طرائق الحياة واتجاهات المجتمع وقيمه العامة وعلى هذا الأساس فأن من أولويات التربية هو تحديد الفلسفة العامة والسياسة التربوية التي تخدم المجتمع وبيان الأساليب التي تحقق الهدف المطلوب ضمن الخطة التنموية العامة للمجتمع ، وهذا يقودنا إلى اعتبار التربية منظومة فرعيه تدخل ضمن المنظومة الكبرى للمجتمع التي تمتلك نظاماً قيمياً محدداً يخدم الهدف العام لفلسفة المجتمع ككل .
إن مفهوم الرياضة يعني النشاط الحركي الذي يقوم به الإنسان لإشباع حاجاته البيولوجية والنفسية لان الإنسان بحسب طبيعة خلقه التكويني ، كائن حي مصمم ربانياً لكي يتحرك باستمرار وان الحركة تمثل له القاعدة والسكون والاستثناء ، وعند مخالفته لهذه القاعدة يصيبه الوهن والضعف والمرض ، ولهذا فـأن غاية الإنسان في سعيه الدنيوي هو الحصول على المنفعة واللذة والسعادة وإبعاد كل ما من شأنه تسبيب الألم والشقاء والبؤس عن نفسه ، أي طلب الكمال والابتعاد عن النقص ويتجلى هذا السعي في مستويين الأول مادي والثاني معنوي .
ويصب النشاط الرياضي في السبل الموصلة إلى اللذة والمنفعة والسعادة مع بقية الوسائل الأخرى ، إذا ما ارتبط بمنظومة تشريعية إلهية كالشريعة الإسلامية التي تقننه وتحكمه ، فهو يؤدي إلى الغاية المطلوبة ويحصل الإنسان على السعادة والكمال المرتبط بهذا النشاط وسوف تكون النتائج المتوخاة منه طبقاً إلى فلسفة الشريعة الإسلامية وغاياتها .
فلسفة الرياضة هي مجال فلسفي يسعى إلى تحليل مفاهيمي لقضايا الرياضة كنشاط بشري. تغطي هذه القضايا العديد من المجالات، ولكنها تقع في المقام الأول في خمس فئات فلسفية: الميتافيزيقا والأخلاق والفلسفة الأخلاقية، وفلسفة القانون، والفلسفة السياسية، وعلم الجمال. نشأ المنظور الفلسفي للرياضة في اليونان القديمة، بعد أن شهد نهضة في الجزء الأخير من القرن العشرين مع عمل بول فايس وهوارد سلوشير.
الفلسفة الرياضية هي الفلسفة التي تهتم بالتحليلات التصورية و الافتراضية للرياضة ، كذلك بإستنتاج و بحث أفكار القضايا الرياضية و ما يتعلق بممارستها. كما يمكن القول بشكل عام أنها الفلسفة التي تتناول توضيح و تفصيل طبيعة و أهداف الرياضة.
تعريف الرياضة والتربية البدنية “الرياضية ” : تعرف الرياضة بأنها: مجهود جسدي ، فردى أو جماعي ، عادي أو مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها ، بهدف تطوير المهارات أو المنافسة أو التميز أو تقويه الثقة بالذات أو الترفيه أو المتعة. واختلاف الأهداف – من حيث اجتماعها أو انفرادها – يميز الرياضات، بالإضافة إلى ما يضيفه اللاعبون أو الفرق من تأثير على رياضاتهم. أما التربية البدنية”الرياضية”، فتعرف بأنها الجانب المتكامل من التربية ،الذي يعمل على تنمية الفرد ،و تكيفه جسمانيا و عقليا و اجتماعيا ووجدانيا ،عن طريق الأنشطة البدنية المختارة، التي تتناسب مع مرحلة النمو، والتي تمارس بأشراف قيادة ” إدارة ” صالحة، لتحقيق بعض القيم الإنسانية.(انظر :ويكيبيديا– الموسوعة الحرة)
تعريف فلسفه الرياضة :يجب التمييز– وليس الفصل – بين فلسفه الرياضة وعلم الرياضة وفن الرياضة، ففلسفه الرياضة هي المفاهيم الكلية،المجردة “النظرية ” السابقة على الرياضة كنشاط إنساني، وفى ذات الوقت يستند إليها هذا النشاط الإنساني ، وتتناول قضايا”كليه مجرده ” مثل : تحديد طبيعة الوجود الإنساني، والعلاقة بين أبعاده الروحية والعقلية والمادية والجسدية، وتحديد أهداف الرياضة وأهميتها ودورها ، وعلاقتها بالأنشطة الإنسانية الأخرى…
أما علم الرياضة فهو الكشف عن القوانين “السنن الإلهية بالتعبير ألقراني” الكلية والنوعية ، التي تضبط حركه الوجود الإنساني ، والنشاط الرياضي الإنساني ، أما فن الرياضة فهو “أساليب ” هذا النشاط الإنساني
الرياضة والفلسفة في اليونان القديمة
تعتبر اليونان القديمة مهد كل من الفلسفة القديمة والرياضة الأولمبية. تعلق الفلسفات الهلنستية أهمية كبيرة على الأداء الرياضي. وعكست مهارة القائد الرياضية، قدرتهم على القيادة.(تم النظر إلى رياضة الفايسيان في ملحمتي هوميروسو الأوديسا على أنها نظرية المعرفة، وهي عملية منهجية نتعلم من خلالها الحقيقة الموضوعية لإمكانات الشخص الرياضية من خلال تحقيقها في منافسة رياضية. واعتبرت ألعاب القوى كمقياس للقيمة الفردية بمثابة علاج لعدم المساواة الاجتماعية. بل كان ينظر إلى الرياضة على أنها تعليم أخلاقي، حيث ينادي أفلاطون بمشاركة المرأة في الرياضة لإثرائها الأخلاقي.أكد أرسطو على النشاط البدني باعتباره مسؤولية أخلاقية.كما تم العثور على ذكرللرياضة في عمل سقراط ( ماذا يعني ذلك؟
الفلسفة المعاصرة للرياضة
تجدد الاهتمام بالفلسفة الرياضية من خلال كتاب الفيلسوف ييل بول فيس الرياضة: التحقيق الفلسفي (1969)، الذي يُعتبر أول نص بطول الكتاب في فلسفة الرياضة. يشرح فايس في ذلك الكتاب ندرة العمل في فلسفة الرياضة على أنها انعكاس للنخبوية الأكاديمية حيث اعتُبرت الرياضة تعتبر دائمًا مبتذلة أو شائعة، وفقًا لويس.
قبل ذلك بوقت طويل، تمت مناقشة الاعتبارات الفلسفية للرياضة والجسم والنشاط كمجموعة فرعية من الإصلاح التربوي في أواخر القرن التاسع عشر كصلة بين التربية البدنية والصحة والرفاهية التي اكتسبت التقدير بين العلماء. و كانت الفوائد الصحية والتعليمية للنشاط البدني في كثير من الأحيان أحد مكونات الحياة العامة. اتخذ العديد من أنصار التربية البدنية عن غير قصد من غير الفلاسفة مواقف فلسفية في علم الغائية، وثنائية العقل والجسم والميتافيزيقيا كجزء من نموذجهم للوكالة البشرية والشخصية. وفي سياق أوسع، دخلت الفلسفة السياسية الصورة كمفكرين في ذلك الوقت، استجابةً للقضايا الاجتماعية والسياسية المُلحة في يوم العمل المدني المرتبط والمواطنة المسؤولة وغيرها من السمات السياسية للرياضة. في حين كان هناك الكثير من التركيز على العمل المنجز في الغرب حيث يعترف فلاسفة الرياضة بأهمية العمل المنجز في الشرق، ولا سيما اليابان.
تهتم الأسئلة الهامة في فلسفة الرياضة بالفضائل الاجتماعية للرياضة، وجماليات الأداء الرياضي وعرضها، ونظرية الاستراتيجيات والتقنيات الفردية والجماعية، والأخلاقيات الرياضية، ومنطق القواعد في الرياضة، والميتافيزيقا للرياضة كعنصر من عناصر الرياضة، والطبيعة البشرية أو الغريزة، الخ. ومع ذلك، قام بعض الكتاب بتكوين فلسفة رياضية من حيث الجسم والفن وتقاطعاته مع رياضة الجيل العاشر، مثل الصخور، وركوب الأمواج، والتزلج.
تشمل المجالات الأخرى التي تتقاطع مع المجالات المعاصرة للفلسفة فلسفة التربية، وفلسفة القانون، وفلسفة العقل، فلسفة القواعد، وفلسفة العلوم، والفلسفة الاجتماعية، والفلسفة السياسية
الفلسفة الرياضية لا تقتصر فقط على التطبيقات الفلسفية المختلفة بتنوعها على واقع الممارسات و التجمعات الرياضية، بل و تقدم مواضيع فلسفية مستقلة بما يتعلق بالرياضة و الممارسات الرياضية. موضوع الفلسفة الرياضية ليس بموضوع ذو نمط أو شكل معين، و لا يمكن أن يكون كذلك نسبة لكون طرائقه البحثية و المنهجية تتطلب تلازم فكرة النقد الذاتي للنشاط الفكري؛ تلك الفكرة التي تواجه التصورات المسبقة و المبادئ المرشدة بشكل دائم، ذلك بالنسبة لطبيعة و أهداف كل من الفلسفة و الرياضة على حدى ، أو باجتماعهما و بالتالي : الفلسفة الرياضية.
تقوم الفلسفة الحديثة علي الفرض القائل (إن التربية هي إعداد للحياة ، وان التربية البدنية كجزء من التربية العامة تلعب دورا حيويا في هذه المهمة)
وذلك من خلال تحقيق الأهداف الآتية:
1-هدف التنمية البدنية : اللياقة البدنية – التأثير الوظيفي للياقة البدنية – مساوئ نقص اللياقة البدنية – العوامل المؤثرة في اللياقة البدنية – البناء التكويني للياقة البدنية – تنمية الصفات البدنية – السيطرة علي البدانة – القوام الصحيح – التوافق الشكلي والجمالي لجسم الإنسان – التركيب الجسمي ونمط الجسم)
2-هدف التنمية الحركية: المهارة الحركة وأهميتها – الكفاية الإدراكية الحركة وأهميتها – الطلاقة الحركية)
3 – هدف التنمية المعرفية والعقلية: المعرفة الرياضية وأهميتها – الحركة كمصدر للمعرفة – الحركة والمهارات الدراسية المعرفية – البصيرة الثاقبة والرياضة –
4 – هدف التنمية النفسية : تشكيل الشخصية – التأثيرات النفسية الايجابية للرياضة – تحقيق الذات عبر الأنشطة الحركية
5- هدف التنمية الاجتماعية :النشاط الحركي كمناخ اجتماعي ثري – القيم الاجتماعية للنشاط الحركي – التكيف الاجتماعي – القيم الاجتماعية لأنشطة الفريق)
6 – هدف الترويح وأنشطة الفراغ :الترويح وأهميته – التأثيرات الايجابية للترويح – الرياضة للجميع)
7- هدف التنمية الجمالية والتذوق الحركي : أهمية تقدير جماليات الحركة وتذوقها – القيم الجمالية للحركة – فرص التعبير عن الجمال عبر الحركة)
أ– وظيفة الاندماج الاجتماعي:
للرياضة دور مهم في خلق نوع من التحام النسيج الاجتماعي, فدوره في تقوية الاندماج بين الفئات الاجتماعية intégration أصبح يتجاوز دور المؤسسات التقليدية كالأسرة والمدرسة,خصوصا مع إفلاس هذه المؤسسات وإخفاقاتها المتكررة. كما أن الأنشطة الرياضية تساهم في تأطير وتفريغ العنف في قنوات مقبولة اجتماعيا, مما حدا ببعض الباحثين إلى اعتبارها إحدى أدوات التحكم في العنف.
لقد تجلى استعمال كرة القدم كإحدى وسائل ومحفزات الاندماج الاجتماعي بشكل كبير في كيفية توظيف فرنسا لفوزها بكأس العالم سنة 1998, إذ تم تقديم هذا الفوز من طرف وسائل الإعلام كانتصار لقيم التعددية والتسامح والاندماج بين القوميات. وقد تم استعمال الألعاب الأولمبية كأداة تحكم في الفئات الاجتماعية الأكثر صعوبة على الانقياد وهي فئات المراهقين والشباب إذ كان تنظيم هذه الألعاب في كل مرة مناسبة لإذكاء الحس الوطني وثقافة الانتماء إلى الوطن.
ب- وظيفة تكريس الوحدة السياسية:
إن الأبعاد الحقيقية للرياضة هي أبعاد اقتصادية وإستراتيجية وتاريخ المنافسات الرياضية عموما بين الاعتبارات الإستراتيجية لم تكن غائبة في هذه الألعاب. لقد كانت الألعاب الأولمبية المنظمة بستوكهولم سنة 1912 مناسبة لبعض الدول غير المستقلة للمطالبة بالمشاركة في هذه الألعاب ككيانات مستقلة ( هنغاريا وفنلندا وتشيكوسلوفاكيا), ولعل القيمة السياسية للمشاركة في هذه الألعاب هو حضور وتسويق رموز السيادة الوطنية“النشيد الوطني والعلم” ,كما تمثل مناسبة للظهور لدولة أو كيان ما visibilité وإشهار الإمكانيات التقنية والبشرية التي تتوفر عليها في مجال التنظيم.
إن دور الرياضة في تكريس نوع من الهوية الجماعية البديلة ليس إلا حلا مؤقتا للمعضلة الاجتماعية والإحساس بالتهميش بل إنه يتحول إلى مناسبات للاحتجاج على هذا التهميش والإقصاء.
الفلسفة الرياضية كما ورد سابقا، تتمثل بالبحوث التصورية التي تتناول طبيعة الرياضة و المفاهيم المتعلقة بها على كافة المجالات و التنوع الوظيفي. و هي (الفلسفة الرياضية) تستقدم و تطور عدد من فروع الفلسفة باختلافها و تنوعها،
و تقدم دراسات جديدة مستقلة ضمن بعض تلك الفروع و التي من أهمها:
الجماليات (aesthetics) : هل الرياضة تعتبر نوع من الفنون؟ الاحداث الرياضية تعتبر مناسبات فنية؟ هل نستطيع تقييم النشاطات الرياضية بطريقة جمالية موضوعية؟
المعرفة (epistemology) : هل من المناسب تسمية الادراك الرياضي بمعرفة؟ ما هي طبيعة معرفتنا الرياضية بدقة عند ممارسة الرياضة؟ هل يتوجب على المدرب الالمام بمعرفة على مستوى النخبة، إذا أراد التدريب بفعالية على مستوى النخبة؟
الاخلاقيات (ethics) : هل الرياضة بالضرورة تعمل على تطوير شخصية جيدة؟ مالذي بالفعل بإمكاننا الاتفاق عليه عندما نتفق على لعب مباراة؟ هل يوجد حقيقة ما يسمى بالاخلاق الرياضية؟المنطق (logic) : هل الرياضة منفصلة بطبيعتها عن مجالات المنطق؟ هل للمباريات الرياضية منطق خاص بها؟
الميتافيزيقا (metaphysics) : هل الالعاب الرياضية و المجهود البدني ذو صفة حيوانية؟
الفلسفة التربوية (philosophy of education) : هل بالإمكان التعلم و اكتساب الخبرة و النمو الاخلاقي عن طريق الرياضة؟ هل العمل بمنطلق الرعاية الابوية أمر محتم عند التدريب؟ ما الذي نعنيه بدقة بمصطلح “مهارة رياضية“؟
فلسفة القانون(philosophy of law) : هل يستطيع الاطفال الالتزام بحرفية الرياضة؟ هل القوانين تحكم التصرف الرياضي؟
فلسفة العقل (philosophy of mind) : هل التدريب الذهني نوع من أنواع التخيل؟ هل اللاعبين الرياضيين مجرد أليات صناعية؟
فلسفة العلوم(philosophy of science) : هل يوجد طريقة منهجية واحدة لكل العلوم؟ ما الذي يعنيه العلماء أو الاختصاصيون الرياضيون عند قولهم أن للدراسة الاحصائية قوة توضيحية؟
لماذا الاخصاء النفسيون الرياضيون يتجاهلون التقاليد الفرويدية(Freudian Tradition) ؟
الفلسفة الاجتماعية و السياسية (social and politicalphilosophy) : هل المباريات الرياضية بطبيعتها ذات صبغة و طابع رأسمالي؟ هل المؤسسات الرياضية تعمل على تخريب معنى و مغزى الرياضة الحقيقي؟
فلسفه الرياضة والتربية البدنية الغربية :
الفلسفة المثالية:
أولا: تعريفها:
المثالية نسبه للمثال عند أفلاطون وهو الفكرة ، والمثالية فلسفه تقول باولويه الفكر على المادة، وهى اولويه مطلقه ، فالفكر عنده وحده له وجود حقيقي، أما المادة فوجودها وهمي، ومصدر اعتقادنا بوجودها الحقيقي خداع الحواس في التربية الرياضية والرياضة.
ثانيا: مفاهيمها في الرياضة والتربية البدنية :
ا/ أن القيم المثلى الأخلاقية تنتقل من الرياضة إلى الحياة والمجتمع من خلال التدريب واللعب النظيف والروح الرياضية .
ب/ النشاط الرياضي يعمل على ضبط النفس والانفعالات.
ج/ الاهتمام بربط النشاط البدني بالقدرات العقلية.
ثالثا: مفاهيم بعض الفلاسفة المثاليين في الرياضة والتربية البدنية:
ا/ سقراط: اعتبر أن هناك ارتباط بين الفلسفة والتربية، من جهة أن كلاهما يساهم في تحقيق النفس الإنسانية لقيم الخير والجمال، ويرى أن غاية التربية إنتاج أفراد ينالون السعادة ، ويرى انه يجب بالمزج بين الطبيعة الروحية والبدنية لتنشئة الفرد صالح .
ب/ أفلاطون : يرى أن العلاقة بين الألعاب الرياضية والموسيقى تكاملية ، فالرياضة تقوي الجسد،والموسيقى غذاء الروح، ووضع نظام تربوي للطفل من بداية الميلاد حتى طور الحضانة، ونصح باستغلال اللعب والألعاب، وطالب أن يمضي الأطفال كلهم في اللعب، ونصح الشباب بممارسة الرياضة العنيفة والتمسك بقواعد الألعاب الرياضية.
ج/ أرسطو: دعة إلى الاهتمام بالألعاب الرياضية، وهاجم الاحتراف الرياضي، ودعة إلى التدرج في التدريب الرياضي حسب المرحلة العمرية، واعتبر الغذاء المناسب والتمرينات البدنية يشكلان أساس النظام التربوي للفرد .
تقويم: الفلسفة المثالية – في أصلها النظري – تلغى – أو تقلل من قيمه – البعد المادي “الجسدي ” للوجود الانسانى – وهو موضوع الرياضة والتربية البدنية – لكن حاول الفلاسفة المثاليين إعطاء هذا البعد بعض الاعتبار ، من خلال ربطه بالبعد الروحي للوجود الانسانى ، – خلافا للأصل النظري للفلسفة المثالية .
الفلسفة الطبيعية :
أولا:تعريفها:
هي فلسفه تعتبر أن الطبيعة هي معيار القيم والوجود الإنساني
ثانيا: مفاهيمها في الرياضة والتربية البدنية :
ا/ الاهتمام بالنشاط البدني المرتبط بالصحة .
ب/الأنشطة البدنية ضرورية لاكتساب المهارات المهنية.
ج/الاهتمام بالأنشطة التي تساهم في تحسين النواحي الانفعالية ،والاجتماعية والسياسية من أجل مواطن صالح.
د/الاهتمام بالمحتوى في ضوء قوانين الطبيعة: اختيار الأنشطة التي تناسب المراحل العمرية، تنوع أنواع النشاط يساعد على نمو الشخصية ، التأكيد على أنشطة الخلاء في الطبيعة .
ثالثا: مفاهيم بعض الفلاسفة الطبيعيين في الرياضة والتربية البدنية:
ا/ جان جاك روسو : دعا إلى إعلاء شأن الطبيعة ،والعودة إلى الحياة الطبيعية بعيدا عن والانفعال والتكلف، والعمل على إعادة تنظيم المجتمع في ضوء الأنظمة والقوانين الطبيعية ،والاهتمام بتربية الطفل بما يتفق مع ميوله ورغباته وحاجاته. وفي مجال التربية البدنية دعا إلى الاهتمام بالتربية البدنية والترويح ، والتربية الصحية بين ربوع الطبيعة . وحارب المدنية وأعتبرها مقابر للجنس البشري . وركز على التربية الصحية فالاعتدال .واعتبر أن العمل عنصر هام في طبيعة الإنسان، وبالتالي فان قلة النشاط البدني تسبب الكسل والخمول ، فركز على ممارسة النشاط البدني .ورأى انه يجب أن لا ندع العادة تحكم الطفل، فيستخدم يد واحدة بدلاً من الاثنين، أو يستخدم النشاط البدني في ساعة معينة .
ب/ بستالوتزي: أهتم بدراسة النمو العقلي للطفل، ومن أفكاره التربوية نمو جميع القدرات الفكرية والعقلية والبدنية، وان يكون الطفل محور اهتمام التربية، وأن تكون العلاقة ودية بين الطفل والمعلم وأن النمو يتحدد من خلال ثلاثة مظاهر هي: الرأس واليد والقلب.
ج/ فرويبل : صاحب فكرة رياض الأطفال، وهو يرى أن الفرد يعيد جميع مظاهر نموه في تطور الجنس البشري ،وان الإنسان يتميز بالنشاط والحركة ، وان دوافع الفرد للنشاط ليست حاجات جسمية فقط بل دوافع روحية وجمالية ،وان للنمو مراحل يجب أن تراعى في النواحي التربوية للعب أهمية كبيرة في حياة الطفل وخصوصا في المراحل العمرية الأولى.
تقويم : استند الفلسفة الطبيعية في تصورها للمعرفة والقيم – وأيضا في تصورها للرياضة والتربية البدنية– إلى مفاهيم: الطبيعة والقوانين الطبيعية والطبيعة الإنسانية، وهى مفاهيم تفتقر عندها إلى مضمون عيني متفق عليه ، كما انه ركزت على دوافع الرياضة والتربية البدنية المادية، وتجاهلت دوافعها الروحية – باستثناء فرويبل –
الفلسفة البرجماتية :
أولا: تعريفها :
مصطلح “البرجماتية” مشتق من كلمة” براجما” الإغريقية التي تعنى العمل النفع، والبرجماتية فلسفه تعتبران الطبيعة الإنسانية مرنة وظيفيا ، وهى اجتماعية بيولوجية، و تعتبر القيم نسبية والتغيير حقيقة واقعية، وترى أن قيمه اى فكره تكمن في نتائجها العملية النافعة.
ثانيا: مفاهيمها في الرياضة والتربية البدنية :
ا/ تميزت التربية البدنية البرجماتية بأنها نفعية وظيفية تكيفيه .
ب/ قالت بمفهوم التوازن بين المواد المشتركة، وارتباط التربية البدنية بالترويح والتربية الصحية والرقص .
ج/ قالت بمفهوم اللياقة الشاملة على أساس منهج الطفل النمو و التكيف والشعور الاجتماعي والخبرة المجدية .
د/ شجعت اللاعبين أو الممارسين تقبل القوانين الطبيعية والتعليمات ( التربية والتنشئة من خلال الحركة والنشاط ) .
ه/ دعت إلى العمل على تطوير الشعور الاجتماعي من خلال التدريب والمشاركة.
ثالثا: مفاهيم بعض الفلاسفة البرجماتيين في الرياضة والتربية البدنية:
ا/ وليم جيمس: حث على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية إلى جانب التنمية العقلية ، وهو أول من دعا الفتاة الأمريكية إلى ممارسة التربية البدنية.
ب/جون ديوي :يرى أنه يجب أن تكون التربية الرياضية في المدرسة بعيدا عن الواجب الكتابي، وان التعليم يجب أن يركز على الطفل وميوله ورغباته ،وأنتقد التفريق بين المواد الدراسية والأكاديمية وبين الأنشطة ” التربية البدنية والترويح “، واستحدث طريقة المشروع في التدريس بهدف مراعاة مبدأ الفروق الفردية والدوافع الطبيعية، واستغلال ميول التلاميذ.وقدم للتربية البدنية والرياضة بعض المفاهيم ( مركب اللعب – العمل – الترويح )، وأشار إلى قيمة اللعب التربوية وإلى الحاجة للألعاب وقواعدها وأنظمتها، واعتبر اللعب علامات نضج في مرحلة الطفولة .
تقويم : جعلت البراجماتية المنفعة ” الذاتية ” معيارا للمعرفة والقيم – وأيضا الرياضة والتربية البدنية – لكن المنفعة معيار ذاتي للحركة ، فالحقيقة “الموضوعية “هي التي تبرر المنفعة”الذاتية ” وليس العكس.
الفلسفة الواقعية:
أولا:تعريفها:
هي فلسفه تعتبر إن الواقع المدرك بالحواس هو معيار المعرفة والقيم .
ثانيا:مفاهيمها في الرياضة والتربية البدنية :
ا/ التربية حياة ” منظومة المنهاج المدرسي تساعد في إعداد الطالب بالمشاركة في الأنشطة الرياضية ،وأهمية مخرجات النشاط القدرة على التكيف و تعلم الألعاب والأنظمة والقوانين” .
ب/ تساعد اللياقة البدنية على القدرة الإنتاجية.
ج/يجب أن تعتمد البرامج على المعرفة العلمية.
د/ يلعب التدريب دورا هاما في عملية التعلم .
ه/البرامج الرياضية المدرسية تنمي السلوك الاجتماعي.
و/ اللعب والترويح يساعدان على التكيف مع الحياة بتلبية مشاركتهم بالأداء الوظيفي في المجتمع من خلال النشاطات .
تقويم :الفلسفة الطبيعية – وسائر الفلسفات المادية– ركزت على البعد المادي للوجود الانسانى ، ولكنها ألغت – أو قللت من أهميه– بعده الروحي، فهي بذلك فلسفه قاصرة في مجال المعرفة والقيم– وأيضا الرياضة والتربية البدنية – لان الإنسان وحده نوعيه من المادة والروح.
الفلسفة الوجودية :
أولا: تعريفها:
هي فلسفه ترى أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته “صفاته “لذا فهو الكائن الوحيد الحر،ووهى تركز عند حديثها عن الوجود الانسانى على الوجود الفردي والذاتي . ثانيا: مفاهيمها في الرياضة والتربية :
تدعو الوجودية إلى حرية اختيار الأنشطة ،وتؤكد على أهميه التنوع في النشاطات الرياضية . وترى أن اللعب ينمي القدرة الأخلاقية، كما ترى أن الطلاب يعرفون أنفسهم، وبالتالي فان المدرس–أو المدرب –مجرد مستشار أو مرشد (الأستاذ الدكتور / محمود داود الربيعي /المنطلقات الفلسفية للتربية الرياضية)
تقويم : ركزت الفلسفة الوجودية على البعد الذاتي – الفردي– للوجود الانسانى ، وألغت بعده الموضوعي– الاجتماعي، وهو بعد اساسى في الرياضة والتربية البدنية .
فلسفة الرياضة والتربية البدنية الإسلامية:
إن فلسفة التربية الرياضية في العصر الإسلامي استندت إلى بعدين الأول دنيوي والثاني الأخروي ، وهذا البعدان يتداخلان في حياة المسلم ، وان كان الأول يخدم الثاني لكن الثاني لايلغي الأول لئلا يقع الإفراط والتفريط ، وبالتالي تحتل الحياة التي يفترض ان تكون منسجمة ومتوازنة ، وهما يساهمان معاً في تربية الفرد والمجتمع ويساعدانهما في التكامل والرقي المادي والمعنوي والحصول على السعادة المنشودة .
الاستخلاف والأساس “الإنساني – الروحي” لفلسفه الرياضة والتربية البدنية الإسلامية :
يمثل الاستخلاف المفهوم المحوري في فلسفه الرياضة والتربية البدنية الإسلامية ، لأنه يمثل – كعلاقة – الحكمة “الفلسفة” الإسلامية ، التي تحاول تحديد العلاقة بين أطراف علاقة الاستخلاف الثلاثة : المستخلف” الله تعالى” والمستخلف”الإنسان” والمستخلف فيه “الكون” ، كما انه يمثل – كمفهوم– احد المفاهيم الكلية التي تستند إليها هذا الحكمة ” الفلسفة ” الإسلامية– بالإضافة إلى مفهومي التوحيد والتسخير– والاستخلاف لغة النيابة والوكالة
(الفخر الرازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب،ج26،ص199).
وإذا كانت الوكالة نوعان: عامه وخاصة فان الاستخلاف ورد في القران بما يقابل هذين النوعين، فقد ورد بمعنى الوكالة العامة ، وطبقا للمعنى الحقيقي للمصطلح ،وهو هنا يعنى أبدال وتغيير قوم بقوم آخرين ، كما في الاستخلاف التكويني الذي أشارت إليه العديد من النصوص كقوله تعالى﴿ ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون﴾. كما الاستخلاف ورد بمعنى الوكالة الخاصة، وطبقا للمعنى المجازى للمصطلح، حيث يصور القران الكريم الوجود بمملكه ملكها الله تعالى ، والإنسان نائب ووكيل عنه في الأرض،تكريما للإنسان، وهو الاستخلاف التكليفي ، يقول الراغب الأصفهاني (ألخلافه النيابة عن الغير إما لغيبه المنوب عنه… وإما لتشريف المستخلف)
( المفردات في غريب القران ، ص156 )،
ومضمون الأخير إظهار الإنسان لربوبية وإلوهيته الله تعالى في الأرض ،على المستوى الصفاتي، على وجه الاختيار، وهو ما يكون بالعبودية والعبادة، يقول الالوسى ( فلابد من إظهار من تم استعداده وقابليته ليكون مجليا لي ومراه لاسمائى وصفاتي)
( روح المعنى،ص223)،
وقد أشارت العديد من النصوص إلى هذا النوع من الاستخلاف بقسميه الخاص المقصور على الأنبياء، والعام الشامل للجماعة : قال تعالى ﴿ هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره﴾،
– و في السيرة: قال الصحابي للرسول (صلى الله عليه وسلم)( تأذن لي يا خليفة الله أضرب عنقه)
( أبي داؤد, حدود,3ك)..
وعن السلف الصالح: قال المغيرة لعمر: (يا خليفة الله فقال ذاك نبي الله داؤد)
( التاج في أخلاق الملوك, بيروت, 1955 هامش ص162).
وقال الإمام ابن تيميه ( … وقد كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو خليفة الله على الأرض قد وكل أعوانًا يمنعون الداخل من تقبيل الأرض، ويؤدبهم إذا قبل أحد الأرض…) ( الفتاوى/ زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور/حكم وضع الرأس عند الكبراء من الشيوخ وتقبيل الأرض).وهذه الفلسفة الإسلامية ذات طبيعة إنسانيه – روحيه ، تنتهي إلى التأكيد قيمه الوجود الإنساني،
وإثبات هذا الوجود بأبعاده المتعددة :المادية والروحية ،كوجود محدود تكليفيا بالسنن الإلهية ” الكلية والنوعية “، التي تضبط حركه الوجود” الشهادي“الشامل للوجود الطبيعي ” المسخر، و الإنساني “المستخلف”، فهي تجعل العلاقة بين الوجود الإلهي والوجود الإنساني بأبعاده المتعددة علاقة تحديد وتكامل ، وليست علاقة إلغاء وتناقض ” كما في الفلسفات الإنسانية الغربية.
التوازن بين الأبعاد المادية والروحية للإنسان :
ففلسفه الرياضة والتربية البدنية الإسلامية تستند إلى فلسفة إسلامية للوجود الإنساني، قائمه على أن الوجود الإنساني “المستخلف” ليس وجود بسيط ، بل هو وجود مركب من أبعاد ماديه”حسية شهادية” وروحيه”غيبيه” متفاعلة ، وضرورة تحقيق التوازن بين هذه الأبعاد المتعددة ، فهي ترفض إشباع حاجاته المادية وتجاهل حاجاته الروحية، كما ترفض إشباع حاجاته الروحية وتجاهل حاجاته المادية ،وتدعو إلى إشباع حاجاته المادية والروحية معا قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص:77].
وقال تعالى(قلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
[الأعراف:32].
وهنا يجب تقرير أن علماء الإسلام قد قالوا بأولوية إشباع حاجات الإنسان المادية ، على إشباع حاجاته الروحية، أولوية ترتيب لا أولوية تفضيل ،
يقول الإمـام الغزالي(صلاح الأبدان مقدم على صلاح الأديان).
الموقف الايجابي من الرياضة والتربية البدنية:
وقد اتخذت فلسفه الرياضة والتربية البدنية الإسلامية موقف ايجابي من الرياضة والتربية البدنية، ومن مظاهر هذا الموقف الايجابي : أولا: تقرير الرسول (صلى الله عليه وسلم ) للرياضة : اقر الرسول (صلى الله عليه وسلم) الرياضة بكيفيات متعددة منها :
ا/ تقرير الرسول (صلى اله عليه وسلم ) لأهداف الرياضة كالقوة البدنية ،كما في قوله (صلى الله عليه وسلم) ( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف )[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]،
والترويح عن النفس كما في قوله (صلى الله عليه وسلم ) ( روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت).
ب/ تقرير الرسول(صلى الله عليه وسلم) للرياضيات السائدة في عهده ومنها :
ا/الرماية: قال الرسول (صلى الله عليه وسلم)( ألا إن القوة الرمي)(صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرمي.) .
ب/الفروسية وركوب الخيل: في حديث أبو هريرة، أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال(لا سبق إلا في خُفِ أو حافر أو نصل) (سنن أبي داوود، كتاب الجهاد، باب السبق.) .
ج/ السباحة: قال عمر بن الخطاب (علموا أولادكم السباحة والرماية، ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبا).
د/المصارعة: حيث صارع الرسول(صلى الله عليه وسلم ) ركانة بن زيد – وكان أقوى رجل في المدينة– فصرعهُ.
ه/المشي:حيث ورد أن الرسول )(-صلى الله عليه وسلم) كان من أسرع الناس مشيا.(السلسلة الصحيحة).
ثاني: حكم الرياضة – الأصلي – الإباحة :
المذهب الراجح في حكم الرياضة أن حكمها الأصلي هو الإيجاب بدرجه الإباحة “الجواز”، ويمكن أن ينتقل هذا الحكم الأصلي إلى حكم فرعى أخر هو: الإيجاب بدرجه الاستحباب “الندب إذا كانت بنيه الحفاظ على سلامه البدن وتقويته، ليكون صالحا لأداء العبادات والمعاملات الشرعية وصالح الأعمال، أو المنع” بدرجتيه من كراهة أو تحريم “في حاله تعارض أسلوبها أو غايتها مع مفاهيم وقيم وقواعد الشرع. وهذا المذهب يسند إلى قاعدتي “الأصل في الأشياء الإباحة،ما لم يرد دليل قطعي بالتحريم “التي قررها علماء أهل السنة ، و”وإنما الأعمال بالنيات” التي قررها الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في الحديث الصحيح . بالإضافة إلى تقرير الرسول (صلى الله عليه وسلم ) لكثير من أنواع الرياضة السائدة في زمنه.
ضوابط الرياضة :
من العرض السابق للمذهب الراجح في حكم الرياضة نخلص إلى أن شرط بقاء حكم الأصلي للرياضة” الإباحة ” عدم تعارضها– من ناحيتي الأسلوب و الغايات – مع الشرع حكم ،وهو ما يتسق مع تقرير العلماء– استناد إلى النصوص – جمله من ضوابط الشرعية للرياضة ومنها :
ا/ أن لا تلهي عن واجب شرعي لقوله تعالى🙁رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 37].
ب/ أن تكون الغاية منها مشروعه لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)( إنما الأعمال بالنيات)
[البخاري عن عمر].
ج/ عدم اشتمال الرياضة على خطر محقق أو غالب الظن:لقوله تعالى(وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[سورة البقرة الآية : 195].
د/ أن لا يترتب عليها أي ضرر لقوله (صلى الله عليه وسلم)(لا ضرر ولا ضرار)[مسلم عن أبي سعيد الخدري] .ه/ أن لا تستخدم لتحقيق مكاسب محرمه كمراهنات وغيرها.
و/ وألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة.
ز/ عدم إيقاع الأذى بالحيوانات، لنهي الرسول (صلى الله عليه وسلم ) عن اتخاذ الطيور غرضاً يرمى. ….( انظر:الدكتور محمد راتب النابلسي / الرياضة من المنظور الإسلامي )
حكم ممارسه المرأة للرياضة:
كما أن المذهب الراجح في حكم ممارسه المرأة للرياضة هو الإباحة المشروطة بالالتزام بالضوابط الشرعية، هو ما تندرج تحت الحكم العام للرياضة – طبقا للمذهب الراجح– ، والذي مضمونه أن حكمها – الأصلي – هو الإيجاب بدرجه الإباحة ، واستدلالا بالحديث أن السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) كانت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في سفر قالت: فسابقته فسبقته فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، فقال: يا عائشة هذه بتلك [أبو داود عن عائشة]
ثالث: تقرير علماء الإسلام للرياضة وأثرها الايجابي : اقر علماء الإسلام الرياضة وأثرها الايجابي، ومنهم الإمام ابن القيم، الذي تحدث عن الأثر الايجابي للرياضة على صحة الإنسان حيث يرى أن الحركة هي عماد الرياضة، وهي تخلص الجسم من رواسب وفضلات الطعام بشكل طبيعي، وتعود البدن الخفة، والنشاط، وتجعله قابلاً للغذاء، وتصلب المفاصل، وتقوي الأوتار والرباطات، وتبعد جميع الأمراض المادية، وأكثر الأمراض المزاجية، إذا استعمل القدر المعتدل منها في دقة، فكل عضو له رياضة خاصة يقوى بها، وأما ركوب الخيل، ورمى النشاب، والصراع، والمسابقة على الأقدام، فرياضة البدن كله، وهى قالعة لأمراض مزمنة…..-كتاب زاد المعاد–
هذه القضية تمثل طرفين متناقضين، يبدو أن أحدهما لا يثبت إلا بزوال الآخر. فنحن حين ننظر إلى الفرد، لا يمكن أن نجرده من المجتمع البشري، وينمو النمو البشري الصحيح، بل لابد أن يعيش في مجتمع، وأن يتأثر بكل ما في هذا المجتمع من مؤثرات، كما لا يمكن أن نتصور إنسانا مجردا من القوى الطبيعية العقلية والجسمية التي تكوٌن فرديته المتميزة له والتي تستجيب للمؤثرات المختلفة التي تحيط به. إذن فالإنسان، في نموه، خاضع لهذا التفاعل المستمر بين المجتمع والبيئة المادية من ناحية، وبين قواه ومواهبه الطبيعية الفطرية من ناحية أخرى.
غير أن عوامل أو أطر التربية المقصودة (الأسرة والمدرسة)، يمكن توجيهها، بحيث تهدف، في تربية الطفل، إلى أغراض معينة، هي من وضع المجتمع ولمصلحته وخدمته، بغض النظر عن ميول الفرد ورغباته ونموه الطبيعي التلقائي الحر. وهذا يأتي بإشراف المجتمع على التربية عن طريق مؤسساته، وقد حدث هذا في الماضي ولا يزال قائما الآن في بعض الأمم.
أما أنصار الغايات والأهداف الفردية، منهم كانط الفيلسوف الألماني الذي يقول :” إن مهمة الحكومة هي مساعدة الفرد على النمو، لا أن تستبد به وتستعبده وتستغله. واحترام كل فرد واجب باعتباره غاية مطلقة في حد ذاته “. وكان نيتشه الفيلسوف الألماني أيضا، يؤمن بالإٌنسان كهدف نهائي للتربية، حيث يقول: ” إن غاية الإنسان هي تحقيق الإنسان الأعلى (سوبيرمان) لا الجنس البشري بأسره، وآخر ما ينبغي للمفكرين أن يهتموا به هو تحسين الإنسانية وإصلاحها، فلا صلاح للإنسانية، بل ليس للإنسانية.
المراجع:
1- عبد الفتاح محمد سعيد الخواجا: الإرشاد النفسي والتربوي بين النظرية والتطبيق،2002.
2- لندا سلفرمانكريقر: إرشاد الموهوبين والمتفوقين، 2004.
3- نايف بن عابد الزراع : تأهيل دويي الاحتياجات الخاصة، 2006.
4- بيت كوهين: ترويض الخوف، 2005.
5- لورا ايه ليدن اوروبنستاين: دليل إدارة الضغوط، 2004.
6- محمد احمد و احمد عبد الكريم: سيكولوجية العلاج باللعب مع الأطفال دوي الاحتياجات الخاصة، 2008.
7- اديب الخالدي: المرجع في الصحة النفسية، 2002.
8- اسامة كامل راتب: النمو والدافعية في توجيه النشاط الحركي للطفل والأنشطة الرياضية المدرسية،2002.
9- ايهاب البيبلاوي و اشرف محمد عبد الحميد: الإرشاد النفسي المدرسي، 2002.
10 – سمير شيخاني: الضغط النفسي– طبيعته– أسبابه– المساعدة الذاتية– المداواة، 2003.
11- عبد الرحمن محمد العيسوي: مجالات الإرشاد والعلاج النفسي، دار الراتب الجامعية، 2001.
المراجع:
الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري