كتاب أكاديميا

قليلا من الحياء ….. يا أعضاء

person

الحمدلله والصلاة والسلام على الرحمة المهداه نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, ( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )

أما بعد…

كالعادة ومع إطلالة كل فصل دراسي ينشغل الأساتذة الأكاديميين سواء في جامعة الكويت أو في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بما يسمى ( الساعات الإضافية ) والمبالغ المالية المناطة بها فيكون جل اهتمامهم متى سوف تصرف؟ كم القيمة؟ هل هناك ميزانية كافية؟ بل تعدى الأمر لأكثر من ذلك بالمطالبة بوقف أخذ الساعات الإضافية والاكتفاء بالنصاب التدريسي المقرر لكل أستاذ وفقا لدرجته الوظيفية وتعريض الكثير من الطلبة لمصير مجهول فلا شعب إضافية تفتح ولا السماح بقبول أعداد أكثر في المقرر الواحد وهذا مما ينعكس سلبا على قبول الجامعة أو الهيئة لكل أو معظم الطلاب المتقدمين لهما.

هل وصل بنا الحال للمساومة؟ وعلى ماذا؟ على مستقبل تعليم أبنائنا!!! وضد من؟ ضد وطننا!!!

أين المواطنة؟ بل أين المساهمة في بناء الوطن؟

دعكم من جميع الأسئلة السابقة و أجيبوني – و أقصد هنا الأساتذة – على هذه الاسئلة: من الذي صرف على مرحلة تعليمكم العالي؟ – ناهيكم عن مراحل الدراسة التي تسبقها – والتي تتنعمون برغد العيش منها الان وبمميزاتها؟ هل هذا رد جزاء الوطن؟ من تكفل بتعليمكم ورعايتكم الدراسية والصحية أنتم و زوجاتكم/ أزواجكم و جميع أبناؤكم؟ فكما هو معلوم أن معظم الأساتذة إن لم يكن جميعهم قد درسوا على حساب الدولة في الخارج.

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال وجيه: ماهو الفرق بينكم وبين الوافد الذي يعمل مقابل أجر؟ هنا لا أقلل من قدر الوافد كما لا أرفع من شأن من يتبع نهج المساومة ويتصرف على هذا النحو.

ألا تستحق الكويت أن نقدم لها دون مقابل!!! ألا يستحق أبناؤنا هذه التضحية – هذا لو افترضنا جدلا و اعتبرناها تضحية – ؟

أليست مهنة التعليم من أعظم المهن و أسماها؟ لماذا تشوهونها بربطكم إياها بالمادة!!!

أعلم أن بعضكم سوف يسأل ولماذا نحن فقط من يجب عليه أن يتنازل عن حق من حقوقه المكتسبة؟

إن لم يكن كل ما سبق من كلامي كافيا لاقناعكم بذكر فضل الوطن علينا وبأهمية وسمو المهنة التي نزاولها فلن يكون هناك كلام مقنع أكثر, لكن دعوني أحاول فأقول:

إن المعلم مثال يحتذى به فهو من يقود الأمة ويخرجها من ظلام الجهل ويبني جيلا نافعا لبلده فلا بد أن نكون قدوة حسنة لكي تسلك مسلكنا القطاعات الوزارية الأخرى كما أننا نعرف ما تمر به الدولة حاليا من أزمة مالية بسبب هبوط أسعار النفط فمتى نلتمس العذر لبلدنا إن لم يكن في هذا الوقت؟

أقولها صراحة إن لم نقف لبلدنا ولأبنائنا ومستقبلهم فلا خير فينا وليعذرني الجميع على قسوة اللفظ, كما أطالب زملائي الأساتذة جميعا سواء في الجامعة أو في الهيئة بأخذ الساعات الإضافية دون مقابل على الأقل خلال هذه الازمة فوالله هذا أقل ما يمكن عمله تجاه وطننا الغالي والذي لم يبخل علينا بشئ.

في الختام أتمنى أن تعيدوا التفكير في كلامي هذا وتأخذوه بصدر رحب ولنكن قدوة لغيرنا ونقدم المثال الطيب للتفاني لهذا الوطن الذي مهما قدمنا له فلن نوفيه حقه ونساعد في تأمين مستقبل لأبنائنا الطلبة.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

مهندس/ حميدي حمود المطيري

عضو هيئة تدريب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock