أ.هنوف اللميع تكتب:التدريب الابتكاري بعد فايروس كورونا
التدريب الابتكاري بعد فايروس كورونا
إن مصطلح التدريب يعكس الحاجة إلى زيادة الخبرة في معرفة معينة، وتلك الخبرة ما هي إلا تطبيق للمعرفة في مجال معين أو سياق معين تنعكس فيه فوائد المعرفة على الواقع والمجتمع إذ إن المعرفة المجردة لم يعد لها قيمة ما لم تستطع أن تعكس فائدة المعرفة اجتماعياً واقتصادياً.
وإذا استقر ما سبق فإن الذي لا شك فيه أن البشرية جمعاء قد مرت بمنعطف تاريخي لا يمكن نسيانه أيام الإغلاقات الكبرى في فايروس كورونا، وهو ما أوجب مراجعة شاملة لجميع نواحي الحياة، وأحسب أن التغييرات التي ستحدث في الأيام القادمة لن تكون قليلة، وقد تكون قاسية في بعض الأحيان.
وليس التدريب من هذه المتغيرات ببعيد، بل إن التدريب بعد فايروس كورونا يجب أن يناله مراجعة شاملة من جهة المفهوم، فهل المراد بالتدريب مجرد تطبيق المعرفة كما هو المعنى التقليدي للتدريب؟ أو أن التدريب يجب أن يأخذ منحى آخر يتعلق بكيفية تطبيق المعرفة من جهة، وكيفية الابتكار في التعامل مع الطوارئ المختلفة من جهة أخرى.
كما أن من المتغيرات في التدريب بعد فايروس كورونا ما يتعلق بآلية التدريب؛ فإنه إذا كان المعتاد في التدريب أن يكون عملياً من خلال تعلم لغة أو مهارة ما؛ فإن التدريب بعد فايروس كورونا يجب أن يكون أوسع من مجرد الاكتفاء بالعناية المجردة بآلية التدريب، بل ينطلق التدريب بعد فايروس كورونا إلى أبعد من ذلك إلى نواحي تتضمن استحداث فضاءات جديدة للتدريب تتمحور فيها آلية التدريب حول المتدرب الذي يجب أن يكون ذا نظر أوسع وفكر أكثر مساحة، وهو ما يقتضي مراجعة شاملة لعناصر الابتكار في التطبيق لدى المتدربين، وتعليم قيم توسيع الأفكار، والآفاق حتى لا ينحصر التدريب في منطقة محددة لا يمكن الخروج عنها.
ومن المتغيرات في التدريب أيضاً: قضية ثمرة التدريب والهدف منه، فالواجب أن يكون التدريب يعتني بفقه معالجة المشاكل وليس مجرد تطبيق المعرفة، والابتكار عنصر أوسع من مجرد حصره في سياق التدريب، بل هو معنى ملازم للمتدرب حتى بعد تخرجه حين يواجه واقعات لم يسبق لها نظيرات، وآفاق لم يتعامل معها من قبل.
وخلاصة ما سبق: أننا نحتاج في مقرراتنا، وأهدافها التدريبية إلى العناية بالابتكار في التدريب من جهة المفهوم والآلية والهدف والثمرة حتى يمكن مواجهة جميع الاحتمالات.
أ. هنوف اللميع
