ندوة «بالك» تحتفي بإرث شفيق الغبرا: ثائر ومفكر
أقامت المجموعة الأكاديمية لفلسطين (بالك)، أمس الأول، ندوة “شفيق الغبرا، الإنسان والثائر والعروبي والمفكر”، احتفاء بالإرث الإنساني والنضالي والفكري لفقيد الكويت والوطن العربي د. شفيق الغبرا.
أدار الحوار أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، د. إبراهيم فرحات، الذي تحدث عن ذكرياته مع الفقيد في السياسة والفكر، وكيف كان يبعث الأمل والهمة في نفوس أصدقائه حتى في شدة المرض.
وتناولت ابنة الفقيد، الأستاذة في جامعة الكويت في مجال الإعلام والثقافة والتواصل د. حنين الغبرا، “الجانب الإنساني” للراحل وتجربتها معه كابنة وزميلة أكاديمية، مؤكدة “كان والدي مناضلاً من أجل الحرية، ولطالما تصدى لكل أوجه الهيمنة، فلقد كان مقاوما مع حرية الشعوب، ولم يكن من السهل عليه فقدان السيطرة على جسده وسلب حريته، فلقد كان يشبه السرطان بالاحتلال، مثل النكبة، وكنت أطلب منه بأن يقاوم، مثلما كان يقاوم طوال حياته”.
وأكدت حنين “حبي لهذا الرجل حتم علي أن أحمي حريته في أيامه الأخيرة، لأن هذا ما قدمه لي وللعالم كله، لطالما حارب من أجل حريتي وحرية الآخرين”.
من جهته، تطرق أستاذ علم الاجتماع السياسي، د. سعود المولى، إلى “القيم التي قدمها الفقيد في رحلته وأثرها في نفوس رفاقه الفدائيين ومختلف الفئات الشعبية الذين كانوا يرون به نموذجاً للفدائي الطالب الثائر، وكيف جسد الفقيد هذه المرحلة ومن فيها بمواقفه وسلوكه”.
وقال المولى: “التقيت بالفقيد في عام 1969 في لبنان، كنا شهوداً على فترة أقوى مراحل المقاومة، وكنا معاً في اللجان الشعبية لدعم العمل الفدائي، هذه الفترة كانت أساسية في تحديد شخصية الفقيد وشخصيتي أيضاً”.
من جانبها، أكدت د. ابتهال الخطيب، أن “الفقيد ظاهرة فريدة، ورائعة بامتياز فقد أصبح مواطناً كويتياً بسبب مجيء والده الطبيب الشاب إلى الكويت وإسهامه في مسيرته الطبية، ولم يكن من السهل التخلي عن فلسطين سياسياً واقتصادياً وثقافيا بوصفها قضية وجود وحقوق وصراع حضاري”. وأضافت الخطيب: “تعرض الفقيد إلى هجوم تمييزي بسبب كتابه منذ فترة ليست ببعيدة، وقابل ذلك بطريقته الهادئة في التعامل مع هذه الهجوم وتعاليه عن الخوض فيه وعدم إعطائه أكثر مما يحتمل، فتعامل بهدوء تام بما يوحي بإيمانه العميق بالقضية الفلسطينية وتمسكه التام بهويته الكويتية”.
بدوره، قال استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. أحمد عزم، إن “الفقيد كان مناضلاً ثائراً لا نستطيع أن نبعده عن مواقفه، فالثقافة هي نوع من الصقل والشذب”، مؤكداً ان “الفقيد كان يؤمن بالجيل العربي الجديد، وهذا الجيل لديه من الوطنية مثلما كان لدى الجيل القديم، ولكن بسبب فشل الدولة وبسبب الهزائم المستمرة، هناك من يتجه للقمع والكراهية والانقسام”.